24-يناير-2023
وضع المحتجون المتاريس على الطرقات (Getty)

وضع المحتجون المتاريس على الطرقات (Getty)

تظاهر المئات في السوق العربي وسط الخرطوم اليوم الثلاثاء، وذلك في "مليونية 24 يناير" التي دعت لها لجان المقاومة، وتحدوا إجراءات أمنية بدأت منذ الصباح في هذه المنطقة، والتي عادت إلى واجهة الاحتجاجات خلال هذا الشهر.

وكانت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم التي تقود التظاهرات ضد الانقلاب العسكري حددت القصر الجمهوري نقطة وصول للمتظاهرين، كما وضعت مسارات متعددة أبرزها جنوب الخرطوم والسوق العربي في خطط تعتبرها منهكة وتساعد في التأثير على المواطنين.

تظاهر المئات في السوق العربي وسط الخرطوم في "مليونية 24 يناير" التي دعت لها لجان المقاومة

وتجمع مئات المتظاهرين في "موقف الاستاد" جنوب السوق العربي، وحينما حانت الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي للعاصمة الخرطوم خرجوا من الأزقة في هذا السوق يهتفون "صحة وتعليم مجان".

وتتبنى لجان المقاومة مطالب اقتصادية وخدمية على خلفية إضرابات عمالية وإغلاق للمدارس بسبب تدني الأجور، وفرض رسوم جديدة للتغلب على نقص الموارد المالية لدى الخزانة العامة.

وقال محي الدين (30 عامًا) لـ"الترا سودان": "لقد قررت المشاركة في موكب السوق العربي لأنني كنت أشارك من هناك في تظاهرات أسقطت المخلوع قبل ثلاث سنوات".

ويعزو محي الدين تأخر تحقيق مطالب الثورة إلى ضرب الانقسام القوى المدنية والحركات الاحتجاجية، مشيرًا إلى أن "المجتمع المدني في السودان مطالب بالتجرد من الانتماءات الضيقة وتنظيم التظاهرات ونشر الوعي وسط قوى المقاومة".

كما تظاهر المئات على مقربة من موقف شروني للحافلات في الموكب الذي وصل من جنوب الخرطوم، ورددوا هتافات مناوئة للانقلاب العسكري مطالبين بتحقيق السلطة المدنية الكاملة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.

وأطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين قرب محطة شروني، واضطروا للتراجع إلى حي الخرطوم 3 والخرطوم 2 إذ أن العبوة التي تستخدم مؤخرًا أشد تأثيرًا على النظر والتنفس - بحسب محتجين.

وقال أمجد (23عامًا) لـ"الترا سودان"، إن الثورة تنتقل بين حالة المد والجزر، وعندما جاء الانقلاب العسكري "توهم أنصار البشير" أنهم قد يجدون موطئ قدم في السلطة الحاكمة، لكن أنا لدي شعور أن الإطاحة الكاملة بالنظام القديم "مسألة وقت".

يرى هذا الشاب أن الضيق الاقتصادي يطارد السودانيين من كل جانب، ولم تعد هناك لدى السلطة الحاكمة حلول ناجعة وقد تضطر إلى وضع ضرائب جديدة مستحدثة، ولن تتمكن من معالجة الوضع المعيشي و الرواتب الضئيلة لا تقابل احتياجات الحياة يضيف أمجد. وأضاف: "في نهاية المطاف سيواجهون بطوفان يقتلعهم جميعًا".

تظاهر المئات في شارع المعرض شرق الخرطوم بالتزامن مع انطلاق معرض الخرطوم الدولي

أما في شارع المعرض شرق الخرطوم تظاهر المئات في هذا الموقع بالتزامن مع انطلاق معرض الخرطوم الدولي، وصعد المحتجون من وتيرة الاحتجاجات بسبب هدم جرافات حكومية "مواقع بيع" يديرها شبان قبيل انطلاق أعمال المعرض الدولي الذي يعرض الأعمال التجارية والصناعات والإنشاءات سنويًا.

وتوقف المتظاهرون على مسافة قريبة من القوات الأمنية التي كانت تطلق عبوات الغاز، ورددوا هتافات تطالب بإعادة ترميم مواقع البيع لتعويض ملاكها الذين خسروا آلاف الدولارات جراء توقف أعمالهم الناشئة، إلى جانب مصروفات الإنشاء الالتزامات المالية التي تقع عليهم.