24-أكتوبر-2023
American perminant resedency card - american flag

(Depositphotos)

لم يكُن الموعد المضروب للتقديم لبرنامج الهجرة العشوائية الأمريكي "اللوتري" تاريخًا ذو أهمية لكثير من فئات الشعب السوداني مثل ما حدث هذا العام، فبعد الحرب التي تدور رحاها بين الجيش وقوات الدعم السريع أصبح خيار الهجرة هو الخيار الأرجح لكثير من الأسر السودانية ناهيك عن الشباب.

سارع الشباب والأسر هذا العام في تجهيز وثائقهم والمعلومات المطلوبة للتقديم لبرنامج الهجرة العشوائية الأمريكي

وسارع الشباب والأسر هذا العام في تجهيز وثائقهم والمعلومات المطلوبة للتقديم لبرنامج الهجرة العشوائية الأمريكي، وذلك على الرغم من نسبة النجاح الضئيلة التي يدخل بها المتقدمون لهذا البرنامج، إلا أن آمالهم العريضة بحياة أفضل جعلت منهم متفائلين بفرص حياة أوسع ومستقبل زاهر.

محمد حسين المتواجد بمدينة فرجينيا الأمريكية والذي تخرج من قسم هندسة المساحة جامعة السودان قال لـ"الترا سودان" إنه كان ضمن المحظوظين باختيارهم ضمن الفائزين باللوتري في العام 2021، وأضاف: "وقتها كنت أعمل بالمملكة العربية السعودية، وبعد اختباري فضلت السفر إلى أمريكا عن البقاء في وظيفتي السابقة".

حسين أوضح أن الأمر بدأ هزليًا حتى عملية اختياره، وقال: "في البدء لم أعر الأمر اهتمامًا كبيرًا. قدمت عبر صديقي ولم يكن يدر في خلدي أن يتم اختياري، لكن كان للأقدار كلمتها. بعد اختياري لم أتردد إطلاقًا، فهي أمريكا التي يتمنى الجميع زيارتها والعمل بها".

ومضى بالقول: "أنا حريص على توفير فرص أفضل لأسرتي لذلك أنا هنا وأتمنى أن أوفق في ذلك".

تزايد اهتمام السودانيين بالتقديم لقرعة الهجرة العشوائية الأمريكية ليس هو الباب الوحيد في ظل انعدام الرؤية للحرب التي تدخل شهرها السابع دون نتائج، والتي نتج عنها نزوح ولجوء أكثر من خمسة ملايين شخص منذ بدايتها بحسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقد طرق الشباب السودانيين في وقت سابق عدة أبواب عبر الهجرة غير الشرعية و طلبات اللجوء التي تقدموا بها في عدد من دول الجوار نتاج اتساع دائرة الفقر والبطالة.

ونتيجة للأوضاع الخاصة التي تعيشها ولاية الخرطوم جراء الحرب وعدم توفر المعينات، اجتهد عدد من الشباب لاستيفاء خطوات التقديم بطرق مختلفة، ففي الوقت الذي تنعدم فيه استديوهات التصوير المُخصصة لأخذ "صور اللوتري" اتجه بعضهم لأخذها في المنزل عبر استخدام خلفية بيضاء من أقمشة متوفرة بالمنزل. هذه الصور وجدت تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرتها صفحات عامة بعد أن عنونتها بعناوين فكاهية وأحيانًا ساخرة، وانتشرت مجموعة من المنشورات الطريفة التي سرد فيها أصحابها رؤية بعض أفراد قوات الدعم السريع يشرعون في إجراءات التقديم للوتري.

وعلى الرغم من مجانية وشمول البرنامج إلا أن فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شهدت حظر دخول منسوبي عدد من الدول إلى الولايات المتحدة، من بينها السودان، قبل أن تتراجع الإدارة الأمريكية لاحقًا عن ذلك.

وعادة ما يبدأ التسجيل "للوتري" في تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، ويكون موعد إعلان النتائج في أيار/مايو، وهو اليوم الذي ينتظره ملايين الأشخاص حول العالم.

وتمنح أمريكا حق الإقامة سنويًا لحوالي (50) ألف شخص من مختلف دول العالم، وذلك عن طريق القرعة العشوائية، إذ يسارع الملايين للتقديم للحصول على الإقامة الدائمة فيها وما يعرف بـ"الغرين كارد"، دون اشتراط معرفة اللغة أو خبرات معيّنة بالعمل أو بالمستوى الدراسي.