02-نوفمبر-2023
حركات مسلحة

تنشط الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا في حماية الأسواق والمؤسسات في الفاشر - أرشيفية (Getty)

قال مواطنون من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور إن هناك مخاوف كبيرة من اندلاع القتال في الفاشر، إثر تهديد قوات الدعم السريع بشن هجوم مسلح على المدينة التي تقع تحت سيطرة الجيش.

عامل إنساني لـ"الترا سودان": تنتشر قوات حركات موقعة على سلام جوبا لتأمين الأسواق والمؤسسات بالفاشر، وتجدد القتال قد يعقد المشهد كثيرًا

ومنذ اندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل الماضي، شهدت الفاشر اشتباكات مسلحة بين الجيش والدعم السريع سرعان ما هدأت عقب اتفاق أهلي، إلى جانب انتشار الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في المدينة لتأمين المؤسسات والأسواق.

وعقب استيلاء قوات الدعم السريع على الحامية العسكرية –الفرقة (16) مشاة– في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور التي تربطها بمدينة الفاشر طريق بري، تصاعدت مخاوف مواطني الفاشر من هجوم الدعم السريع على المدينة.

وقال عمر وهو عامل في المجال الإنساني في حديث إلى "الترا سودان" إن المخاوف بتجدد القتال بين الجيش والدعم السريع في الفاشر، دفعت بعض المدنيين إلى مغادرة المدينة التي قال إنها تشهد حركة نزوح قد تتزايد خلال اليومين المقبلين ما لم تطرأ مستجدات تبعد عن المدينة شبح الاقتتال.

https://t.me/ultrasudan

ويبدو الوضع في الفاشر "أكثر تعقيدًا" مع انتشار قوات تابعة للحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا في الأسواق والمؤسسات بغرض تأمينها. ويقول عمر إن أي هجوم عسكري من الدعم السريع على الفاشر قد يضع هذه الحركات داخل دائرة القتال.

وتقع مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور على بعد (802) كيلومترًا عن العاصمة الخرطوم بالاتجاه الغربي، وعلى بعد (185) كيلومترًا عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي. وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور الخميس الماضي.

وتعد الفاشر مركزًا تجاريًا وسياحيًا أيضًا، فهي تضم قصر السلطان علي دينار، كما تضم أسواق المواشي، وتشتهر باللحوم المشوية والمشروبات البلدية، وإلى جانب ذلك تباع في هذه المدينة المنتجات القادمة من جبل مرة، مثل الفواكه، كما تشتهر ببيع المشغولات اليدوية النسائية.

وكان رئيس حركة/جيش تحرير السودان (إحدى الحركات الموقعة على سلام جوبا) مني أركو مناوي قد التقى رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك في العاصمة الكينية نيروبي في الساعات الماضية، وناقشا أهمية إطلاق مشروع وطني يبدأ بوقف إطلاق النار من مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع.

وصرح مناوي قبل نحو شهرين مطالبًا بحسم جميع المظاهر العسكرية التي تهدد حياة المواطنين في مدينة الفاشر التي باتت العاصمة الإدارية لإقليم دارفور عقب تعيينه حاكمًا للإقليم قبل عامين.

https://t.me/ultrapalestine

وذكر مصعب إبراهيم وهو يعمل في مجال حقوق الإنسان إن وضع مدينة الفاشر على "فوهة البندقية" من دون اعتبار للآثار الإنسانية قد يضاعف من أزمة النازحين في دارفور. وقال إن قوات الحركات المسلحة ما تزال تحرس المؤسسات والأسواق في الفاشر، وأي هجوم من الدعم السريع على المدينة قد "يخلط الأوراق ويعقد المشهد كثيرًا".