افتتحت السلطات مساء الأمس بأرض المعارض في بري، معرض الخرطوم الدولي في دورته الـ(40)، وسط احتجاجات عارمة وما وصفته لجنة أطباء السودان المركزية بـ"طوق أمني" تضربه السلطات في أحياء البراري، مطلقة "الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي" - وفقًا لبيان أصدرته اللجنة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
افتتح المعرض وسط احتجاجات وإجراءات أمنية استمرت حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء
وافتتح المعرض وزيرا التجارة والتموين آمال صالح ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. جبريل إبراهيم، حيث بدا الافتتاح خجولًا بالنسبة للدورات السابقة، بالأخص في ظل الاحتجاجات التي غطت على الحدث، والتي انطلقت منذ نهار الثلاثاء وحتى وقت متأخر من المساء في ظل تواجد أمني كثيف، وتحركات وصفتها لجنة أطباء السودان المركزية بأنها "مريبة" لقوات الأمن والفيدرالية "المباحث"، وبعض سيارات الدفع الرباعي في الشوارع والمخارج في ضاحية بري، حيث نبهت "الثوار" بضرورة توخي الحيطة.
والمعرض الذي يأتي بمشاركة "أكثر من (12) دولة وأكثر من (500) شركة محلية وعالمية"، ستستمر فعالياته حتى 31 كانون الثاني/يناير الجاري، ويتزامن هذا العام مع احتفالات الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة باحتفالاتها باليوبيل الذهبي ومرور (50) عامًا على إنشائها، وذلك بمشاركة عدد كبير من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي بالخرطوم.
ورحبت وزيرة التجارة في افتتاح المعرض بالدول المشاركة والتي بلغت (12) دولة، والشركات العالمية والوطنية وولايات السودان، كما رحبت بممثل وزير التجارة الجزائري مايا بولاد والوفد المرافق لها.
من جهتها أكدت ممثل وزيرة التجارة الجزائري مايا بولاد عن "أزلية" العلاقات السودانية الجزائرية، معربة عن أمانيها بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرة إلى مشاركة (40) مؤسسة وشركة جزائرية في معرض الخرطوم الدولي تشمل كافة المجالات الاقتصادية والتجارية، متمنية نجاح هذه الدورة للمعرض.
ومعرض الخرطوم الدولي هو معرض تجاري عام دشن أول مرة في العام 1978 في فترة حكم الرئيس الراحل جعفر النميري، وفى العام 1993 أصبحت الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة المحدودة هي المنظم لدورات المعرض عبر إدارة متخصصة هي إدارة المعارض والمؤتمرات.
وأثارت التجهيزات للمعرض بإزالة محلات للباعة و"ستات الشاي" من محيط أرض المعارض في بري -أثارت الجدل على مواقع التواصل، فيما دعت مجموعات شبابية تقود الحراك إلى احتجاجات في محيط المعرض بالتزامن مع الافتتاح.
وتظاهر المئات في السوق العربي وسط الخرطوم الثلاثاء في "مليونية 24 يناير" التي دعت لها لجان المقاومة، في ظل إجراءات أمنية بدأت منذ الصباح بإغلاق بعض الجسور في العاصمة وانتشار للقوات الأمنية والشرطية، فيما استمرت الاحتجاجات في منطقة البراري ومحيط المعرض حتى وقت متأخر من المساء. وتتبنى لجان المقاومة في الاحتجاجات مطالب اقتصادية وخدمية على خلفية إضرابات عمالية وإغلاق للمدارس بسبب تدني الأجور، وفرض رسوم جديدة للتغلب على نقص الموارد المالية لدى الخزانة العامة.
وتشارك وزارة العدل للمرة الأولى في معرض الخرطوم الدولي في دورته الـ(40) بأرض المعارض ببري، حيث يشتمل جناح الوزارة بالمعرض على خدمات عدلية لنشر الثقافة القانونية للمواطن، كما تشتمل المشاركة على تدشين خدمات التحول الرقمي لوزارة العدل في مجالات السجل التجاري وأسماء الأعمال للشركات والتوكيلات التجارية، ومجال الملكية الفكرية وبراءة الاختراع - بحسب وكالة السودان للأنباء.
يذكر أن الدورة (39) من المعرض كانت قد أجلت العام الماضي من آذار/مارس 2022، وحتى حزيران/يونيو من نفس العام، وذلك نتيجة لـ"الظروف الاستثنائية التي كانت تمر بها البلاد"، على خلفية إنقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 الذي أطاح بالحكومة المدنية وأدخل البلاد في حالة الطوارئ عقب تجميد مجموعة من المواد في الوثيقة الدستورية الحاكمة.