دارت معارك عسكرية عنيفة اليوم الاثنين بين الجيش والدعم السريع في أحياء أم درمان القديمة غرب العاصمة الخرطوم، استخدمت فيها المدافع الثقيلة.
وكانت لجان مقاومة حي الشهداء في أم درمان قد نصحت المواطنين بالاحتماء من القذائف والرصاص وعدم الخروج من المنازل، وذلك على خلفية اشتداد المعارك الحربية التي وصلت شهرها الرابع.
شاهد عيان لـ"الترا سودان": أصوات مختلف الأسلحة والمدافع لم تتوقف طيلة ساعات ظهر اليوم
وقال شاهد عيان لـ"الترا سودان" إن أصوات مختلف الأسلحة والمدافع لم تتوقف طيلة ساعات ظهر اليوم، ولم يتمكن السكان من الخروج وشراء الاحتياجات الأساسية.
وتأتي المعارك في ظل تلاشي الأمل حول محادثات السلام بين الجيش والدعم السريع في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والتي توقفت نهاية يونيو/حزيران الماضي.
ومع التصعيد الذي ابتدره الطرفان اليومين الماضيين تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق في العاصمة الخرطوم وزالنجي والجنينة ونيالا في دارفور بحسب عاملين في منظمات الإغاثة.
وقال حيدر الذي يقطن مدينة الثورة في أم درمان لـ"الترا سودان" إن دوي المدافع لم يتوقف ساعات طيلة اليوم الاثنين، وأضاف: "كنا نخشى الخروج لشراء الاحتياجات اليومية ونحن لا نعلم الاتجاهات التي تدور فيها المعارك، لأنها مثل حرب شاملة تشتعل في جميع النواحي".
ويوضح حيدر أن الوضع الإنساني صعب وحرج لأن المدخرات المالية التي كانت بحوزة بعض المواطنين نفذت، وبعضهم يعتمد على تحويلات من الخارج، والبعض لا يملك الحلول.
وقال إن غرف الطوارئ والمتطوعين أحيانًا يقدمون وجبات جاهزة في الأحياء المنكوبة بالمعارك، خاصة إذا سمح لهم أطراف النزاع بالدخول وتقديم المساعدات، لكن في الغالب لا يسمحون بالممرات الآمنة، سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، لأن "الثقة لديهم في الآخرين معدومة تمامًا" - بحسب تعبيره.
من جهتها قالت نور التي تقيم قريبًا من أحياء أم درمان القديمة لـ"الترا سودان"، إنها تواصلت مع بعض المدنيين في مناطق النزاع اليوم الاثنين، وعلمت أن الوضع لديهم في غاية السوء، ولا يملكون خيارات للخروج بسبب استمرار القصف، وأضافت: "في ذات الوقت لا أمان داخل المنزل لأن القذائف الطائشة قد تسقط بالداخل في أي وقت".