قال متعاملون في التخليص الجمركي بالموانئ، إن بعض مصدري الأعلاف غادروا قطاع التصدير بسبب مشاكل موانئ بورتسودان، وذلك على خلفية الاضطرابات والاغلاقات التي طالت الموانئ السودانية في الأشهر الأخيرة.
وشهدت الموانئ السودانية المُطلة على ساحل البحر الأحمر سلسلة من الإضرابات والإغلاقات منذ العام الماضي، وما تزال تواجه الأزمات، بينما أكد مجلس السيادة الانتقالي وضع خطط لتطوير الموانئ.
شهدت الموانئ السودانية المُطلة على ساحل البحر الأحمر سلسلة من الإضرابات والإغلاقات منذ العام الماضي
وأنفقت حكومة عبد الله حمدوك العامين الماضيين نحو (61) مليون يورو لتطوير الموانئ، ونجحت في استجلاب متحركات أرضية وصيانة ست رافعات جسرية، لكن هذه الخطط لم تستمر منذ شهور.
وقال متعامل في مجال تصدير الأعلاف عبر ميناء بورتسودان لـ"الترا سودان"، إنه قرر التوقف عن التصدير بسبب ضعف العمل في الموانئ إلى جانب الأزمات المتكررة التي أصبحت تعيق نشاطه.
وأضاف: "درجت على تصدير الأعلاف بقيمة (300) ألف دولار شهريًا، ولكن قررت التوقف نهائيًا لأن الإجراءات الخاصة بالصادر أصبحت مكلفة وطاردة وشبه متعطلة بسبب إضرابات غير معلنة للعاملين".
وأشار هذا المتعامل في مجال الأعلاف مشترطًا عدم ذكر اسمه، إلى أن بعض المصدرين أيضًا توقفوا عن هذا النشاط، قائلًا إنه يعلم على الأقل أن أحد المتعاملين الآخرين أيضًا قرر التوقف عن تصدير الأعلاف، بالتالي فقد السودان خلال شهرين فقط (600) ألف دولار من صادرات الأعلاف بواسطة اثنين من المصدرين.
من جهته أوضح بدري خلف والذي يدير وكالة تخليص جمركي لـ"الترا سودان"، أن الإجراءات الخاصة بالصادر أصبحت تواجه سلسلة من التعقيدات التي تجبر المصدرين على التخلي عن أسواق الصادر.
وقال خلف إن حادثة غرق باخرة المواشي بميناء سواكن قبل أسبوعين توضح مدى الخلل الذي أصاب الموانئ السودانية، لافتًا إلى أن الموانئ السودانية تدر على الخزينة العامة سنويًا نحو نصف مليار دولار، لكنها مهددة بالانخفاض بسبب أزمة الموانئ.
وقال إن تآكل قيمة الأجور للعاملين في قطاع الموانئ إضافة لعدم رضا العاملين في قطاعات حكومية مرتبطة بالموانئ ووزارة المالية، من الأسباب الرئيسية للخلل.
صرح وزير المالية جبريل إبراهيم الشهر الماضي أن السودان يخطط مع الإمارات لبناء ميناء جديد على ساحل البحر الأحمر
وكان وزير المالية جبريل إبراهيم صرح لوكالة بلومبيرغ نهاية أيار/مايو الماضي، أن السودان يخطط مع الإمارات لبناء ميناء جديد على ساحل البحر الأحمر.
ورغم أن جبريل لم يفصح عن تفاصيل هذه الميناء، لكن جماعات مناهضة لخصخصة الموانئ السودانية تقول إن الحكومة السودانية تخطط لتطوير ميناء سواكن عبر مستثمرين جدد.