قال موقع "الجزيرة نت" إن رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان يعتزم حل مجلس السيادة خلال أيام وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته مع الاستمرار في مهامه السيادية إلى حين التوافق على المستوى السيادي الجديد واختيار رئيس للوزراء - نقلًا عن مصادر في الخرطوم.
مصادر "الجزيرة نت": البرهان شرع في ترتيبات المرحلة الجديدة التي تعقب مغادرة المكون العسكري للسلطة وتسليمها إلى حكومة مدنية
وقالت المصادر التي وصفها "الجزيرة نت" بالقريبة من القصر الرئاسي إن البرهان شرع في ترتيبات المرحلة الجديدة التي تعقب مغادرة المكون العسكري للسلطة وتسليمها إلى حكومة مدنية تدير البلاد خلال مرحلة انتقالية جديدة تستمر عامين إلى حين إجراء انتخابات عامة في البلاد، حسب الاتفاق الإطاري الذي وقّع عليه العسكريون في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الماضي مع قوى مدنية من ضمنها تحالف الحرية والتغيير (مجموعة المجلس المركزي) - وفقًا للجزيرة نت.
وبحسب مصادر "الجزيرة نت"، سيضم المجلس الأعلى للقوات المسلحة القيادات العسكرية في الجيش والمدير العام للشرطة والمدير العام لجهاز المخابرات العامة وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) - وفقًا للموقع. وأضافت المصادر أن رئيس أركان الجيش سيعيَّن نائبًا لرئيس المجلس، وفي حال غياب رئيس الأركان سيخلفه عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي بحكم خبرته في الخدمة العسكرية - طبقًا للجزيرة نت.
وذكر موقع "الجزيرة نت" أن البرهان يستعجل تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل تشكيل الحكومة المدنية بهدف تقليص نفوذ حميدتي الذي يستخدم منصبه السيادي والدستوري في تحركاته الداخلية والخارجية بوصفه الرجل الثاني في الدولة - بحسب "معلومات أخرى" قال الموقع إنه حصل عليها.
وكشفت معلومات "الجزيرة نت" أن الأسبوعين الأخيرين شهدا تصاعدًا في الخلاف المكتوم بين البرهان وحميدتي قبل بروزه إلى السطح خلال الأيام الماضية، ورافقت ذلك إجراءات بحق حميدتي، شملت وقف التقارير الأمنية والدبلوماسية والجنائية "الروتينية" التي كان يتلقاها، وسحب ملف السلام من مسؤولياته ليتولاها البرهان بنفسه - بحسب معلومات "الجزيرة النت" التي أشارت إلى مشاركة البرهان في التوقيع على المصفوفة المحدثة من اتفاق السلام مع الحركات المسلحة في جوبا الأحد الماضي، فيما وقع كباشي نيابة عن الحكومة بدلًا عن حميدتي الذي وقع النسخة الأولى من الاتفاق مع الحركات في تشرين الأول/أكتوبر 2020.
وأفادت مصادر "الجزيرة نت" بأن دولة الإمارات سعت إلى احتواء الخلاف بين البرهان وحميدتي، إذ زار الأول أبوظبي الثلاثاء الماضي وأجرى مشاورات مع رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، وبدأ الثاني زيارة "غير معلنة" إلى العاصمة الإماراتية منذ مساء الأحد الماضي.
وأقر عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا بوجود خلاف بين قيادتي الجيش والدعم السريع وليس بين القوتين، مؤكدًا أنه لن يحدث صدام بينهما. وقال العطا -في حديث بثه تلفزيون السودان الرسمي مساء الأحد الماضي- "أطمئن الشعب السوداني بأنه لن يحدث أي صدام بين القوات المسلحة والدعم السريع".
وأوضح العطا إن الخلاف بين البرهان وحميدتي سببه اختلاف في الرؤي السياسية، إذ ترى قيادة الدعم السريع تشكيل الحكومة بأي "قوى محدودة"، بينما يتمسك الجيش بحكومة "ذات قاعدة عريضة وتوافق وطني واسع"؛ لأن تشكيل حكومة "ضعيفة وهشة" سيكون مهددًا للأمن القومي - وفقًا لما نقله الموقع عن العطا.
وقال البرهان -أمام حشد جماهيري في منطقة "الزاكياب" بولاية نهر النيل الأسبوع الماضي- إن قيادة القوات المسلحة دعمت الاتفاق الإطاري عن قناعة لأنه يعالج مشاكل السودان، لكنه اشترط دمج قوات الدعم السريع في الجيش للمضي قدمًا في الاتفاق.
وفي المقابل، حذر حميدتي الأحد الماضي عناصر نظام الرئيس المعزول عمر البشير من محاولات الوقيعة بين قواته والجيش، مؤكدًا التزامه بما ورد في الاتفاق الإطاري بخصوص مبدأ الجيش الواحد ودمج قواته في الجيش وفق جداول زمنية يتفق عليها.