20-أكتوبر-2021

جانب من الحكايات (فيسبوك)

"حجيتك" هو أحد مشاريع مجموعة يونيك الممول من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي بالسودان. ويقود المشروع المعهد الفرنسي الإقليمي بالسودان بالشراكة مع بيت التراث. ويهدف المشروع إلى تزويد الأطفال والمعلمين بالمرحلة الاساسية بمواد ذات صلة بالتراث السوداني، واستخدامه للفت انتباه الأطفال لأهمية الأدب في التعليم والثقافة، وكوسيلة لتعزيز القيم النبيلة لدى الأطفال كقيم السلام، والترابط وتقبل الآخر.

تتكون  المجموعة من ثماني حكايات مستوحاة من التراث

تتكون المجموعة من ثماني حكايات مستوحاة من التراث. أربع من هذه الحكايات هي أحاجي من التراث الشعبي السوداني، والأربع الباقية هي حكايات جديدة مستوحاة من التراث والأساطير السودانية تمت كتابتها خصيصًا للمشروع لتنشر للمرة الأولى. مشروع حجيتك هو رحلة في التراث الشعبي السوداني وفي قلب التقاليد، حيث يمثل الأدب المحكي عامل ربط بين الأماكن والأجيال والمجتمعات.

اقرأ/ي أيضًا: الموسيقى السودانية.. أحاديث عن الخماسية السمراء

وفي سياق هذا المشروع تم التركيز على تعزيز جودة كتب الأطفال، من حيث النصوص والرسوم التوضيحية، بما يتناسب مع الجمهور المعين. والترويج لتراث السودان الغني والمتنوع. ونشر قيم السلام والتسامح واحترام التنوع الثقافي واللغوي. وتعزيز المكتبات المدرسية لتشجيع القراءة الحرة والمستقلة، بالإضافة إلى تشجيع الإبداع الفني في السودان.

وفي المرحلة الأولى للمشروع 2019-2021 تم إنتاج ثماني قصص، طبع ثلاثة منها على هيئة كتب بمعدل ألف نسخة من كل قصة، (900) منها باللغة الفرنسية. أما المرحلة الثانية 2012-2022 سيتم إنتاج ثماني قصص جديدة وطباعة ثلاثة كتب.

وجاءت القصص والأحاجي من مختلف بقاع السودان. ومن قبيلة الشايقية في شمال البلاد كانت أحجية "أب لحاية" للكاتب عادل سيد أحمد، الذي قال في إفادة لـ"الترا سودان" إن القصة اختيرت من ضمن ثلاث قصص، وصدرت قبل عامين ضمن (50) أحجية في كتاب يحمل ذات العنوان. 

وأكمل حديثه بالقول، إن الأحجية روتها جدته أوائل سبعينات القرن الماضي. وصيغت بلغة سهلة مع شرح المفردات القديمة بحاشية الكتاب. 

اقرأ/ي أيضًا: الفترة الانتقالية والسياسات الثقافية.. تحديات إدارة التنوع في السودان

وبحسب عادل سيد أحمد، فإن قصص التراث مشبعة بقيم الفروسية والشهامة والكرم، وأشار إلى أن أهالي الشايقية بذلك الزمان كانوا يتجهون نهارًا لزراعة الأرض، ويلتقون بالأمسيات لتبادل القصص والأحاجي وشرب الشاي، في إشارة من كاتب القصة إلى أن الحكايات لم تكن موجهة للأطفال وحدهم.

"الكاميشيباي" من اليابان إلى السودان

الكاميشيباي أو المسرح الورقي الياباني، هو فن سرد القصص من خلال الصور واللوحات والرسوم التوضيحية. وهو فن ياباني قديم يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، حيث يقدم الرواة المتنقلون لجمهورهم من الأطفال والشباب حكايات الشوارع، وينقلونها من قرية إلى أخرى.

 إخلاص هباني: الحكايات تهدف لتعريف الأطفال بالماضي والموروثات حفاظًا عليها من الاندثار

وإلى يومنا لا تزال تقنية المسرح الورقي الياباني مستخدمة في المدارس والمكتبات بجميع أنحاء العالم. وتعد طريقة ممتعة لتعلم وتبسيط المعلومات للجمهور.

ووصفت الفنانة المسرحية إخلاص هباني، مشروع سرد حكايا التراث للأطفال بالمهم، وقالت إن الحكايات تهدف لتعريف الأطفال بالماضي والموروثات حفاظًا عليها من الاندثار. 

اقرأ/ي أيضًا: بروفايل| رحلة فنية مع فائزة عمسيب

وأكدت هباني لـ"الترا سودان" على ضرورة عكس التراث المروي للمجتمع وفي المدارس وتوفير المعلومات التراثية بالمراكز والمعاهد الدراسية. وتعود هباني لتروي الصعوبات التي واجهتها في العمل بقولها، إن العمل مع الأطفال يتطلب بحثًا حول ميولهم الثقافة، بهدف نشأة جيل واعي مسرحيًا وثقافيًا. وختمت حديثها قائلة إن دمج تقنية المسرح الياباني الورقي مع التراث السوداني، يظهر جليًا في الرسومات وطرق العرض.

الحلاج: دعوة لتوظيف التراث السوداني وتلحينه وعرضه بأساليب حديثة

بينما يقول مدير مركز التنمية والثقافة والتراث محمد عثمان الحلاج، إن الأحاجي موروث سوداني قديم، مؤكدًا إدخال مقتطفات من البيئة السودانية اثناء رواية الاحاجي للأطفال، وضرب مثلًا بـ"الحشاشة تكر والعرق يخر يا الله الصبر"، في إشارة على إرهاق المزارع بعد يوم عمل شاق. ودعا لتوظيف التراث السوداني وتلحينه وعرضه باساليب حديثة.

وحملت قصص مشروع حجيتك عدة عناوين منها "حليمة ووحش كياليما" "نجمة الزهراء" "المزمار السحري" "التماسيح الذهبية"، ونجح المشروع بحسب متابعين في إيصال تراث السودان للأطفال، بحيث يبحر الأطفال في رحلة تراثية من حكايات الأجداد.

اقرأ/ي أيضًا

عودة نادي السينما بمركز الخاتم عدلان

"حاحاي الكلاب".. فيلم سوداني يفوز بجائزة مهرجان سوس للفيلم القصير