أدان مجمع الفقه الإسلامي في السودان مجزرة قرية ود النورة بمحلية القرشي بولاية الجزيرة، والتي ارتكبتها الدعم السريع نهاية الأسبوع الماضي، وطالب المجمع القوات المسلحة بحماية المدنيين.
طالب المجمع القوات المسلحة بحماية المدنيين
ووصف مجمع الفقه الإسلامي في بيان اطلع عليه "الترا سودان" اليوم الاثنين، انتهاكات قوات الدعم السريع بـ"الهمجية البربرية" وقال إن هذه "العصابات" درجت على هذا السلوك في إقليم دارفور.
وناشد المجمع المجتمعات إلى الوقوف مع القرية المنكوبة بالاستضافة والمساعدة وتقديم الخدمات للفارين من بطش الدعم السريع، داعيًا السودانيين إلى التعاون في مثل هذه الظروف.
وأضاف البيان: "رغم قساوة الأمر ومرارة الفاجعة يناشد المجمع الشعب السوداني بالمزيد من التصبر والتحمل في سبيل المصالح العليا، فلا تؤثر هذه الأحداث المؤلمة هنا وهناك في مناصرتنا للجيش، ووقوفنا خلفه، والتعاون معه لكسر العدو وهزيمته".
بينما أكدت عضو محامي هيئة الطوارئ رحاب المبارك، أن العدد الكلي لضحايا مجزرة ود النورة بمحلية القرشي بولاية الجزيرة والتي وقعت الجمعة الماضية (132) قتيل.
وأوضحت عضو مجموعة "محامو الطوارئ" رحاب المبارك في مذكرة تفصيلية نشرتها اليوم الاثنين، على حسابها في فيسبوك عن المجزرة التي وقعت في قرية ود النورة بولاية الجزيرة، أن عدد القتلى في الهجوم الأول بلغ (109) قتيل وتم دفنهم في مقابر جماعية.
وأضافت: "(80) من القتلى من المستنفرين الذين كانوا يحملون السلاح، و(29) مواطنًا أعزلًا دون أي سلاح سقطوا أثناء المعركة بينهم (15) مواطنًا سقطوا في قناة المياه (الكنار) عند بداية التدوين المدفعي للدعم السريع، وطفت الجثامين إلى سطح المياه أمس الأحد".
وقالت المبارك إن من بين الضحايا أربعة أشخاص ماتوا في مستشفى المناقل متأثرين بالإصابات، وخلال هجمات الدعم السريع على قرية ود النورة، أصيب سائق الجرافة التي حفرت المقبرة الجماعية، ومصيره غير معروف حتى الآن.
وزادت: "أربع ضحايا فارقوا الحياة في ود النورة الأحد الماضي، بعد مرور ثلاثة أيام على المجزرة متأثرين بالإصابة"، مردفة: "عدد القتلى (132) شخص و20 مصابًا".
وأوضحت رحاب المبارك أن امرأة وطفل توفوا خلال غارات جوية للطيران الحربي أثناء رحلة النزوح من قرية ود النورة إلى المناقل والقرى المجاورة، وقالت إن القرى المحيطة أصبحت شبه خالية من السكان بسبب الخوف من هجمات الدعم السريع.
وأكدت المبارك أن الدعم السريع يرتكز داخل سوق قرية ود النورة، كما اقتحمت قرية "الخروعة" وجلدت المواطنين في الشارع. وواجهت الدعم السريع إدانات دولية على خلفية تورطها في مجزرة قرية ود النورة، وقالت الخارجية الأميركية إن الدعم السريع قتل المدنيين العزل في قرية ود النورة، وطالبت قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" بتولي مسؤولياته.
وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على القائد الثاني في الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو، وقالت إن دقلو على صلة بالانتهاكات التي وقعت في ولاية غرب دارفور خلال الحرب. وأدانت وزارة الخارجية الأميركية بـ"شدة" الهجمات التي وقعت في الخامس من حزيران/يونيو على بلدة ود النورة في ولاية الجزيرة، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات عنيفة على المدنيين العزل. ووفقًا لتقارير موثوقة، أسفرت هذه الهجمات عن مقتل أكثر من (100) شخص وإصابة العديد بجروح خطيرة.
وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان زار مدينة المناقل المتاخمة لقرية ود النورة، وتوعد الدعم السريع بالرد القاسي على المجزرة التي ارتكبتها بحق مئات المدنيين في القرية.
وارتكبت الدعم السريع انتهاكات واسعة بولاية الجزيرة التي سيطرت عليها منذ نهاية العام الماضي، وتقول لجان مقاومة ودمدني إن الدعم السريع قتلت ما لا يقل عن (800) مواطن خلال نصف عام.