مبادرة إعلامي جنوب السودان هي عمل إنساني طوعي ككل المبادرات التي قامت بعد ظهور جائحة كورونا حول العالم وجنوب السودان بصفة خاصة، والهدف منها التوعية، وتقديم المساعدات الإنسانية للفئات الضعيفة، وتأتي هذه المبادرة تحت شعار "أحم نفسك.. أحم بلدك".
ومن ضمن أهدافها تعريف المواطنين بقيمة العمل الطوعي وأهميته وحثهم على المشاركة التي تعمق روح الولاء والانتماء للوطن عبر المبادرات والمجهودات الملموسة وهي، دعم الشرائح المتضررة بقرار حظر التجوال، تقديم الدعم اللازم لذوي الاحتياجات الخاصة.
أوليفر إلاريو: الإعلام يلعب دورًا هامًا في المساهمة والتوعية والإرشاد عن مرض كورونا وهناك ما يمكن أن يقدمه الإعلاميين في استقطاب وجمع الدعم للمتضررين من الحظر
وتستخدم المبادرة عدة آليات للعمل منها استقطاب الدعم من الخيرين والمبادرين، رجال الأعمال والمنظمات العاملة في المجال الإنساني بالبلاد واستخدام جميع وسائل الإعلام في التعريف بالمرض والتوعية وطرق الانتقال والوقاية منه عبر إقامة حوارات وبرامج تلفزيونية برسائل التوعية ضد المرض.
اقرأ/ي أيضًا: جوبا: الحكم بالسجن على رجل دين متشدد يدعي اكتشافه علاجًا لفيروس كورونا
فكرة المبادرة وانطلاقها
ويوضح صاحب فكرة مبادر إعلامي جنوب السودان الصحفي ومعد البرامج في تلفزيون جنوب السودان إوليفر إلاريو، بأنه من اقترح فكرة المبادرة بعد أن أدرك أهميته ودور الإعلام في المساهمة التوعية والإرشاد عن مرض كورونا، وأهمية دوره في ودعم الشرائح المتضررة وما يمكن أن يقدمه الإعلاميين في لعب دور كبير من استقطاب وجمع الدعم من الخيرين عبر علاقاته.
وأضاف إلاريو، أن الفكرة في بدايتها كانت محصورة في إعلامي تلفزيون جنوب السودان فقط، لكن بعد التشاور مع زملائه قرروا أن تصبح المبادرة عامة وتشمل جميع الإعلاميين بجنوب السودان في الإذاعات والصحف ومراسلي الوكالات وغيرهم، مشيرًا إلي أن فكرة المبادرة وجدت القبول من جميع الإعلاميين، مضيفًا أن المبادرة لديها أهدافًا عديدة ولكن أبرز ما فيها هو مساعدة المتضررين والتقليل من انتشار المرض.
ويرهن أوليفر استمرار المبادرة بانتهاء انتشار فيروس كورونا، وحينها يمكن تحويل المبادرة لأغراض أخرى تصب في مصلحة المواطنين مثل خدمة الطواري على حد قوله، وتابع: "الآن المبادرة أصبحت جسم كامل مستقل بأوراقها الرسمية وفي القريب العاجل سيتم تأسيس مكتب لها، وهذا المكتب سيمثل جميع الإعلاميين بجنوب السودان"، وشكر إوليفر مركز النهضة للدراسات لاستضافته المبادرة ومنحه مقرًا للإعلاميين لعقد اجتماعاتهم، بالإضافة إلى مساندته للمبادرة، مبينًا أن المبادرة سيشارك فيها فنانين ودراميين ورسامين بتقديم مواد تساهم في الإرشاد والتوعية.
العمل الميداني للمبادرة
ويقول رئيس المبادرة صلاح يوسف نقور، الصحفي بقناة جنوب السودان بأنهم كإعلاميين قرروا بدء المبادرة بالعمل الميداني مستهدفين قوات الشرطة بالتحديد، لأنهم من يقع على عاتقهم تنفيذ قرار حظر التجوال وكل القرارات السيادية، وكان لافتًا للانتباه كثرة أفراد الشرطة داخل سيارات الدوريات، ولهذا وجب علينا في المبادرة أن نرشدهم حتى نضمن سلامتهم ليقوموا بدورهم على أكمل وجه.
اقرأ/ي أيضًا: جوبا: مخاوف وسط المواطنين بعد ارتفاع مفاجئ لحالات الإصابة بكورونا
ويناشد نقور وزارة الصحة واللجنة العليا لمكافحة كورونا بأن تمد لهم يد العون في تقديم الوعي والإرشاد والمواد الضرورية للمواطنين لكي يتخطوا جميعًا هذه الجائحة.
البداية كانت بالشرطة
ومن جانبه رحب الناطق الرسمي بأسم شرطة جنوب السودان العقيد دانيال جاستين بمبادرة الإعلامين وبدأهم للمبادرة بأحد وحدات الشرطة بمدينة جوبا "ببلك" ، ويقول جاستين أن فكرة جيدة للغاية، كما إن استهدافها في المقام الأول لوحدات الشرطة هو عمل لا بد أن يتم تقديره، مثمنًا جهود الإعلامين والطاقم الطبي في تقديم الإرشاد والوعي لرجال الشرطة بجانب تقديم أدوات الوقاية من الفايروس التي تتمثل في الكمامات، الجوينتات، صابون التعقيم، المطهرات، غسالات المياه وفيتامين سي.
وأكد جاستين سعي الشرطة لدعم المبادرة في تغطيتها الميدانية، مناشدًا المواطنين للاستماع إلى جميع الإرشادات الصادرة من اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا، مبينًا أن حالات الإصابة المتزايدة الآن تشكل خطرًا على المواطنين لذلك يجب توخي الحذر، كاشفًا عن أن المرضى المصابين بفيروس كورونا حالاتهم مستقرة ولم تسجل أي حالات وفاة وإن الشرطة لم تسجل أي حالة إصابة حتي الأن، لكنهم سيلتزمون بتطبيق قرارات اللجنة العليا القاضية بتقليص عدد رجال الشرطة بعربات الدورية حيث سيصبح في العربة الواحدة نحو أربعة أشخاص فقط بالإضافة إلى السائق والضابط.
ويقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمبادرة فبيك، أن المبادرة تم تقسيمها إلى لجان فرعية منها لجنة الإعلام، اللجنة الطبية، لجنة العلاقات الخارجية، اللوجستيك، مضيفًا أن لجنة العلاقات الخارجية مهمتها تنسيق وربط المبادرة مع المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، وإن المهمة الأساسية لهذه اللجنة هي جمع واستقطاب دعم من المؤسسات المعنية لإنجاح المبادرة، مشيرًا إلى أن البداية كانت من اسهامات ومجهودات الإعلاميين حتى تم إطلاق المبادرة.
الأولوية دعم الأسر المتضررة من الحظر
وأضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بأنهم قاموا بحصر حوالي (50) شركة من بينهم شركات تأمين وشركات طيران بالإضافة إلى الشركات التي تعمل في مجال البترول، كما تم أيضًا استهداف الغرف التجارية والصناعية بجنوب السودان وشركات التجارة العامة، حيث تم التنسيق معهما لتقديم ما هو ممكن لإنجاح المبادرة، وتابع: "لدينا حوالي سبعة شخصيات عامة سيدعمون المبادرة بصفتهم الشخصية".
فبيك "نحن بالعلاقات الخارجية متفائلون بحجم الدعم والتبرعات المتوقعة بناءً على وعود الجهات الداعمة، وأي دعم سيتم استلامه من أي جهة وسوف نقوم بتوزيعه للمواطنين المتضررين بشكل مباشر"
وأفاد فبيك بأن الأوضاع الاقتصادية بالبلاد متدهورة نوعًا ما ولكن يمكنهم أن يتحصلو علي الحد الأدنى من الدعم من تلك المؤسسات سواء أن كانت مساعدات مادية أو عينية بهدف إنقاذ ومساعدة الكثير من الأسر الفقيرة التي تعتمد على أعمالها اليومية، بمعني أخر "رزق اليوم باليوم" فهي الشرائح الأكثر ضررًا من الإجراءات المعمول بها الأن، وأردف بالقول: "نحن في لجنة العلاقات الخارجية متفائلين بحجم الدعم والتبرعات المتوقعة بناءً على وعود الجهات الداعمة، لذلك دعونا نتفاعل خيرًا، وأي دعم يتم استلامه من أي جهة سيوزع للمواطنين المتضررين بشكل مباشر".
اقرأ/ي أيضًا
"الجيوش" أكبر تحديّات الفترة الانتقالية.. كيف يمكن التعامل معها؟
الحكومة تنهي الجدل حول البعثة الاممية برغم الشكوك من مناهضيها