08-مايو-2020

(Getty)

ألقت الشرطة في جنوب السودان يوم الأحد الماضي، القبض على مدعي النبوءة ورجل الدين المسيحي إبراهام شول مكيث، والبالغ من العمر (53) عامًا، صاحب كنيسة كوش العالمية، وهي كنيسة محلية يتراسها بشخصه وله عدد كبير من الأتباع في مختلف مدن البلاد، وذلك لمخالفته الأمر الرئاسي الصادر قبل شهرين والذي ينص على منع التجمعات الاجتماعية والدينية والثقافية، في إطار الخطة الاحترازية التي أعلنتها الحكومة لمجابهة انتشار جائحة كورونا بالبلاد، حيث قام الرجل بتجميع أتباعه داخل الكنيسة التي تقع بضاحية الجبل غربي العاصمة جوبا، إذ أنه يدعي أيضًا اكتشافه علاجًا لفيروس كورونا يتمثل في الصلاة واستخدام الزيت المقدس.

الشرطة: إبراهام شول قاوم محاولة اعتقاله بواسطة الشرطة، كما اعتدى على أحد الضباط بالإساءات اللفظية

وقال دانيال جاستن، المتحدث الرسمي باسم الشرطة في جنوب السودان، إن رجل الدين المسيحي إبراهام شول، قاوم محاولة اعتقاله بواسطة الشرطة، كما اعتدى على أحد الضباط بالإساءات اللفظية، فقامت الشرطة باقتياده عاريًا، بعد أن قام بنزع الملابس التي كان يرتديها بنفسه، حيث تم إيداعه حراسات قسم شرطة قوديلي بجوبا في ذات اليوم، ودُونت ضده بلاغات بالإزعاج العام واعتراض موظف عام أثناء أداء واجبه إلى جانب مخالفة الأوامر الرئاسية الخاصة بمنع التجمعات العامة بالبلاد.

وبعدها تم تقديمه للمحاكمة التي انتهت يوم الخميس الماضي، حيث ظهر إبراهام شول، في جلسة النطق بالحكم والتي بثها التلفزيون القومي عاريًا أيضًا، حيث قالت الشرطة إنه رفض ارتداء ملابسه، كما إنه رفض التجاوب مع المحكمة، وقال إنه ملك ولا يمكن أن تتم محاكمته أمام قاضٍ غير مؤهل، وانتهت الجلسة الختامية التي أقيمت بمجمع محاكم قوديلي غربي العاصمة، بالحكم عليه بالسجن لشهر كامل على أن يتقدم باستئناف لدى الدوائر العدلية العليا في مدة أقصاها (15) يومًا.

اقرأ/ي أيضًا: جوبا: مخاوف وسط المواطنين بعد ارتفاع مفاجئ لحالات الإصابة بكورونا

وخلال جلسة النطق بالحكم قال القاضي توماس دينق جاغو أجاك، قاضي محكمة قوديلي أن "المتهم الأول المدعو الملك إبراهام شول، خالف تعليمات الشرطة ورفض إخراج المؤمنين من الكنيسة، حيث وأنكر وجود مرض اسمه كورونا، كما أساء للشرطية التي تقف شاهدة في المحكمة بقوله إنها عاهرة وحصلت على رتبتها في أحد الفنادق بعد أن مارست الرزيلة، ورفض شخصان من أتباعه الانصياع لتوجيهات الشرطة وقالا إنهما أبناء الملك إبراهام وسيموتان معه.

وحكمت المحكمة على إبراهام شول بالسجن لمدة شهر لمخالفة المادة (124) على المادة (121) وتحسب الفترة من تاريخ دخوله الحبس بقسم الشرطة، كما حكمت على تابعيه ماركو وكاربينو، بالسجن لمدة أسبوع من تاريخ دخولهما الحبس".

هذا وخلقت قصة مدعي النبوءة إبراهام شول مكيث، نقاشات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مجالس المدينة، خاصة بعد أن تم تداول أحد الصور التي يظهر فيها وهو عاريًا ويهم بالصعود إلى عربة الشرطة وهو في طريقه إلى المحكمة، وهدد أنصاره باتخاذ إجراءات قانونية ضد كل من يقوم بتداول الصورة المنشورة للرجل على فيسبوك، حيث صرف الجدل حول الصورة الناس من مناقشة القضية الرئيسية التي يدعى فيها إبراهام شول اكتشافه لعلاج لفيروس كورونا الجديد.

ويقول دمديل موسى، الكاتب الصحفي بصحيفة الوطن العربية الصادرة بجوبا: "لاحظت أن هناك موجة استهزاء كبيرة واستفزاز ممنهج للرجل بصورة مخلة بالأعراف المرعية لدينا كشعب يحترم الأديان بكافة طوائفها ومعتقداتها، إن الطريقة التي تعاملت بها الجهات التنفيذية المتمثلة في الشرطة التي سمحت بتصويره بهذه الطريقة المستفزة، تعتبر مخالفة صريحة للقانون ولا تراعي حقوقه الشخصية كمواطن يستحق أن تراعى خصوصيته، وعلى الشرطة محاسبة المتورطين في هذه الجريمة النكراء لأنها تمس سمعتهم أكثر من أي جهة أخرى لأن المتهم تحت عهدتهم. وفي سيارتهم التي تم تصويرها وبرقم اللوحة كذلك، فكيف حدث ذلك؟".

وفي السنوات المنصرمة التي أعقبت استقلال دولة جنوب السودان، دخل رجل الدين المسيحي المثير للجدل إبراهام شول في عدد من المواجهات مع الحكومة بسبب استيلائه على قطعة أرض تخص الجيش بحي جبرونا قبالة القيادة الجنوبية وأقام فيها كنيسة لاتباعه، لكن تم طرده منها بعد إزالة مباني الكنيسة من قبل السلطات، وكان قبلها قد اعتاد على إقامة صلواته التي يؤمها عدد كبير من الناس بينهم مسئولين رفيعين بالحكومة والأجهزة الأمنية بمديان حي تجارية، في وسط المدينة قبل أن ينتقل إلى ميدان القيادة وبعدها إلى منطقة روك سيتي، والتي غادرها بعد أن تعرض لتهديدات مباشرة من المواطنين بسبب استيلائه على ميدان لكرة القدم.

جوزيف مارتن: إن الادعاءات التي أطلقها إبراهام شول بأنه اكتشف علاجًا لكورونا ستكون لها آثارًا سلبية كبيرة

هذا ويخشى كثير من المواطنين من أن تقود ادعاءات إبراهام شول باكتشاف علاج لفيروس كورونا إلى عدم تجاوب المواطنين مع الإجراءات الحكومية خاصة لدى الأشخاص التابعين له والذين يؤمنون به كنبي.

يقول جوزيف مارتن، من مواطني حي الجبل: "إن الادعاءات التي أطلقها إبراهام شول بأنه اكتشف علاج لكورونا ستكون لها آثارًا سلبيةً كبيرة، فالكثير من الناس الذين يرتادون كنيسته سوف لن ينصاعوا لتوجيهات الحكومة القاضية باتباع الإجراءات الوقائية لمجابهة المرض، وقد يساهم ذلك في زيادة حالات الإصابة بالمرض.

اقرأ/ي أيضًا

العفو الدولية تطالب مجلس الأمن بتجديد قرار حظر الأسلحة المفروض على جوبا

وفاة موظفة بمستشفى الذرة بكورونا.. وهروب مصاب بالوباء يعاني اضطرابات سلوكية