أعلن رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار قبوله التعيين في منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قد أصدر مرسومًا دستوريًا كلّف بموجبه عضو مجلس السيادة ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال مالك عقار بمهام نائب رئيس مجلس السيادة ابتداءً من أمس الجمعة – بحسب ما أعلن مجلس السيادة الانتقالي.
نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار: أخاطبكم اليوم بتحية السلام وبلادنا في أمس الحوجة إليه في أتون هذه الحرب التي تشتعل في سوداننا الحبيب
وقال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الذي عينه البرهان بديلًا لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، إنه قبل التكليف "ليس بديلًا لأحد ولا انحيازًا لأي طرف غير السودان ومصلحة مواطنيه أولًا وأخيرًا"، مشيرًا إلى عزمه للعمل من خلال هذا التكليف على عدد من الأولويات.
وقال في بيان للشعب السوداني بمناسبة قبوله التكليف، إن أولى أولوياته تسخير كافة قدراته وبذل كل ما في استطاعته لاستكمال ما بدأه هو وزملائه من شركاء السلام للعمل على التوصل لإيقاف إطلاق نار دائم في السودان، ثم العمل على إيقاف الحرب بشكل مستدام وإسكات صوت البندقية، مشيرًا إلى أنه سيسخر في ذلك "كل خبراتي السابقة ومعرفتي بتفاصيل النزاع والخلاف بين القوات المتقاتلة حاليًا"، وأضاف: "لا سيما وأنني على تواصل مستمر مع كلا الطرفين" - بحسب تعبيره.
وأوضح أن ثاني أولوياته العمل على تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية الواقعة على أبناء الشعب السوداني العالقين في مناطق الحرب، والعالقين في المعابر، والنازحين واللاجئين، والعمل على استعادة الخدمات الأساسية وتوفير العون الإنساني من ماء وغذاء ودواء والاحتياجات الأساسية لكافة المتضررين من الحرب، وللمواطنين والمواطنات في كافة أنحاء البلاد. وتوجه في هذا الصدد بـ"التحية والإجلال" لشباب لجان المقاومة والمتطوعين في غرف الطوارئ والأطباء والمهندسين من الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء وغيرهم من الأبطال الذين ظلوا يعملون بجد لتخفيف آثار الكارثة على المواطنين والمدنيين.
ويأتي في ثالث أولوياته عقب توليه المنصب، مواصلة العمل الذي قال إنهم بدأوه مسبقًا مع وزير المالية وبشكل عاجل على إنجاح الموسم الزراعي، وإنقاذ البلاد من خطر المجاعة المترتبة على فشله، والآثار الكارثية لما بعد ذلك.
في رابع أولويات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار العمل على التنسيق وحشد الدعم لإيقاف الحرب بشكل عادل ودائم يضمن السلام واستقرار طويل الأمد في السودان، ثم العمل على إعادة البناء والتعمير، قائلًا إنه سيعمل على ذلك مع كافة أبناء الشعب السوداني وأصدقاء السودان في المجتمع الإقليمي والدولي وخصوصًا مبادرة رؤساء دول الإيقاد والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وبقية أطراف المجتمع الدولي.
وفي خامس أولويات مالك عقار في منصب نائب رئيس مجلس السيادة -بحسب بيانه للشعب السوداني- العمل على "استكمال مسار التحول المدني الديمقراطي الذي رفعت راياته ثورة ديسمبر المجيدة على أُسس تضمن مشاركة جميع السودانيين دون إقصاء واستصحاب لتجارب وخبرات السودانيين العديدة" - حد قوله.
وشدد عقار على العمل "بشكل جاد ومسؤولية وطنية كبيرة" على منع انزلاق البلاد باتجاه أي تقسيم جهوي أو قبلي ومنع أي نزاعات أو حروب على أُسس قبلية أو جهوية، ومكافحة خطاب الكراهية. كما توجه برسالة إلى قيادة قوات الشعب المسلحة بأنه "لا بديل للسلام إلا السلام" وأنه "لا مدخل للسلام إلا من باب الحوار"، فيما توجه برسالة لقيادة قوات الدعم السريع بأنه "لا بديل لاستقرار السودان إلا عبر جيش مهني واحد وموحد، يراعي التعددية السودانية".
تسببت الحرب في السودان بنزوح أكثر من مليون شخص من مناطق الاشتباكات
وتسببت الحرب في السودان بنزوح أكثر من مليون شخص من مناطق الاشتباكات، كما لجأ عشرات الآلاف إلى الدول المجاورة. وتوجه عقار بالشكر لأشقاء وأصدقاء السودان في جنوب السودان ومصر وإثيوبيا وإريتريا وتشاد والسعودية لما وصفها بـ"وقفتهم الكريمة" واستقبالهم للشعب السوداني، معبرًا عن تمنيه أن تستمر جهودهم في العمل لوقف إطلاق النار ومنع اتساع رقعة الحرب وفتح الطريق لدخول الإغاثات والإعانات للشعب السوداني.
وقتل أكثر من (800) من المدنيين فيما أصيب الآلاف في الحرب الدائرة بين الدعم السريع والقوات المسلحة في العاصمة الخرطوم وشمال كردفان وولايات إقليم دارفور. فيما وقع الطرفان على "إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان" دون تقدم واضح في هذا الملف، حيث ما تزال الاشتباكات قائمة في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، مخلفة العديد من الخسائر وسط المدنيين والمرافق الخاصة والعامة.