27-مايو-2024
أزمة المياه الفاشر

أزمة مياه في الفاشر (غرفة طوارئ معسكر أبوشوك)

واصلت الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور وعموم الإقليم. وبالأمس، شهدت المدينة ليلة عصيبة جراء القصف المدفعي لقوات الدعم السريع باتجاه الفرقة السادسة مشاة التي تحتضن الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة، وسط أنباء عن إصابات بين المدنيين.

ويتسبب القصف العشوائي في حركة نزوح واسعة من المدينة التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أسابيع. وكانت هذه القوات ومجموعات أخرى قد طالبوا بخروج المدنيين من الفاشر وفتح ممرات آمنة للنزوح. وتأتي هذه المطالبات في ظل تزايد القصف العشوائي الذي أسفر عن مقتل العشرات.

أشار حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إلى استعادة القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح خزان قولو الذي قال إنه مصدر المياه الوحيد بالمدينة

وكانت غرفة طوارئ محلية دار السلام بولاية شمال دارفور قد أكدت أمس الإثنين، استقبال أعداد كبيرة من النازحين الفارين من الحرب في مدينة الفاشر. وذكرت الغرفة أن عدد النازحين بلغ (19723) أسرة، يعيش معظمهم مع أسر مستضيفة داخل المحلية. وأشارت الغرفة إلى أن النازحين يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة ومعقدة في ظل عدم وجود منظمات لتوفير الخدمات والاحتياجات الأساسية، والتي تشمل الإيواء والغذاء والماء والخدمات الصحية والحماية.

أحد الكوادر الطبية بالمستشفى الجنوبي بمدينة الفاشر وجه نداء عاجلًا للمساعدة قائلاً: "نحن بحاجة ماسة إلى كوادر تمريض وكوادر مساعدة للتمريض". مؤكدًا أن الوضع تجاوز طاقة الكوادر العاملة في المشفى، حيث يتعرض المواطنون في الفاشر للقصف العشوائي، كما أن المرضى لا يتلقون جرعات علاجهم بانتظام. ويضيف: "جهودنا لإنقاذ حياة الجرحى تصبح بلا جدوى بدون متابعة الحالات والجرعات العلاجية".

وتعاني مراكز الإيواء بمعسكر أبوشوك للنازحين الذي لم يسلم من القصف، من صعوبة الحصول على المياه وتدهور حالات الأطفال. وقالت غرفة طوارئ المعسكر إن الوضع الصحي والبيئي يتردى بسبب كثافة السكان في المعسكر الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من (256) ألف نسمة، حيث يوجد مركز صحي وحيد لا يستطيع تغطية احتياجات السكان. بالإضافة إلى ذلك، ترتفع أسعار المواد التموينية، ويعجز معظم السكان عن الحصول عليها أو الخروج للعمل بسبب غياب الأمن وانتشار المقذوفات في الأسواق والمنازل والشوارع، مما يجعل الأوضاع مزرية للسكان في المعسكر وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.

وكشفت مقاطع فيديو بثتها حسابات مؤيدة للدعم السريع، قطع منسوبيها المياه عن خزان قولو غربي الفاشر. وظهر في المقطع القائد الميداني المعروف باسم "السافنا"، وقوة من الدعم السريع بالخزان وهي تقوم بإقفال خطوط المياه. ولكن مصادر صحفية أكدت أن الخزان متوقف عن العمل منذ فترة ليست بالقصيرة.

مناوي يندد

من جانبه، ندد حاكم إقليم دارفور وقائد حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي بما وصفها بـ"جرائم الدعم السريع"، وأدان قطعهم للمياه عن الفاشر، قائلًا إن خزان قولو هو مصدر المياه الوحيد بالمدينة، مضيفًا: "هؤلاء وبهذا السلوك يتحدثون عن الديمقراطية"، وزاد: "المؤسف أنهم ممولون من دول لها عضوية في الأمم المتحدة".

وكشفت العديد من التقارير عن دعم لم ينقطع منذ اندلاع الحرب من دولة الإمارات لقوات الدعم السريع. وقال تقرير لخبراء أمميين إن الإمارات تزود الدعم السريع بالسلاح والتشوين عبر مطار أم جرس شرق تشاد، وأكدت ذلك تقارير صحفية كشفت عن طائرات إماراتية محملة بالسلاح تعبر لتشاد عن طريق أوغندا.

مناوي قال إن العالم يتفرج بصمت على ما يجري في الفاشر بواسطة الدعم السريع، مضيفًا أن ما يحدث الآن هو بواسطة أيادي ذات الشخصيات التي قامت بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية في 2003. وكشف عن مخاطبته الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بخطابات رسمية، متمنيًا أن يسمع منهما "ردودًا إيجابية" فيما يتعلق بالأحداث في الفاشر.

وفي السياق، أدانت منظمة "شباب من أجل دارفور" ما قامت به الدعم السريع من إغلاق للمصدر الرئيسي للمياه بمدينة الفاشر، واعتبرت ذلك انتهاكًا لحقوق المدنيين. وحذرت المنظمة من تداعيات هذه الخطوة، داعية المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإدانة هذا الفعل والمطالبة بعدم استهداف المدنيين العزل.

وأضافت في بيان اطلع عليه "الترا سودان"، أن هذه الأحداث المؤلمة تعكس الوضع الكارثي الذي يعيشه المواطنون في شمال دارفور، قائلة إن ذلك يتطلب تدخلًا فوريًا من المجتمع الدولي والجهات المعنية لوقف هذه الانتهاكات وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.