23-مارس-2023
صينية الفطور أو سفرة رمضان في السودان

يتناول السودانيون الإفطار جماعيًا في الشوارع ومن بعدها ينطلقون إلى منازلهم أو المقاهي القريبة (Getty)

تاريخ آخر تحديث 25-فبراير-2024

"طريقتك في الحياة هي التي تحدد صحتك".. هذه المقولة السائدة ربما تضطر إلى وضعها نصب عينيك خلال شهر رمضان في العاصمة السودانية الخرطوم، لا سيما في السنوات الأخيرة، وفي ظل ارتفاع أعداد المنضمين إلى صالات الألعاب الرياضية وتنوع وسائل ممارسة الرياضة وسط الأجيال الحديثة.

درج السودانيون على لعب الورق و"الضُّمَنة" في ليالي رمضان منذ سنين، لكن مع تغييرات طالت نمط الحياة أصبحت الأجيال الحديثة تذهب صوب الصالات الرياضية

درج السودانيون على لعب الورق و"الضُّمَنة" في ليالي رمضان منذ سنين، لكن مع تغييرات طالت نمط الحياة مع تطور التكنولوجيا والانتقال السريع للمعرفة، أصبحت الأجيال الحديثة تذهب صوب الصالات الرياضية، لا سيما في أمسيات رمضان،وذلك لممارسة رياضة كمال الأجسام أو الرياضة لغرض خفض الوزن أو للحفاظ على اللياقة البدنية.

ارتياد مقاهٍ صغيرة في الأحياء أو صالات رياضية في وسط العاصمة، أو ممارسة رياضة المشي على الجسور، أو حتى رياضة ركوب الدراجات في الأحياء - جميعها طقوس السودانيين خلال شهر رمضان في مسعى لكسر الرتابة أو الإحباط الذي يلازمهم في السنوات الأخيرة جراء الأزمة الاقتصادية.

هواية الأجيال الجديدة

بالنسبة إلى إيمان (28 عامًا) والتي تقطن شرق العاصمة السودانية، فهي لديها هواية مغايرة خلال رمضان، إذ تمارس رياضة ركوب الدراجة الهوائية في الشوارع التي تكون خالية من المارة بعد لحظات قليلة من الإفطار.

قالت هذه الفتاة في حديثها إلى "الترا سودان" بشأن ليالي رمضان في المدن السودانية، إنها تفضل رياضة ركوب الدراجة في شارع قريب من منزلها شرق الخرطوم، وتختار لحظات بعد الإفطار لأن الشوارع تهدأ كثيرًا من حركة السيارات وتكون شبه خالية منها.

مسحراتية في السودان
من العادات الرمضانية الليلية التي تأبى الاندثار في السودان المسحراتية الشباب الذين يتجولون في الأحياء ليلًا لإيقاظ الناس لتناول السحور (Getty)

ويخيم الإحباط على قطاعات واسعة من المواطنين بسبب الأزمة الاقتصادية وانسداد أفق المستقبل في هذا البلد الذي يهيمن عليه العسكريون منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، إثر انقلاب عسكري على الشق المدني في السلطة الانتقالية التي تشكلت بعد خلع الرئيس عمر البشير في نيسان/أبريل 2019.

هذا الإحباط يقلل من فرص محمد عبدالمنعم الشاب (30 عامًا) والذي يعمل في شركة خاصة، لأنه إذا قرر قضاء بعض الوقت في المساء خلال رمضان، فلن يغادر أبعد من شارع منزله وسط العاصمة الخرطوم؛ فالأسعار باهظة ولا يمكن أن يذهب إلى مقهى ليدفع ستة آلاف إلى سبعة آلاف جنيه يوميًا.

لن يذهب عبدالمنعم تقريبًا خلال هذا شهر –على ما يقول– إلى أيّ مكان بعينه لقضاء ليالي رمضان، لأن الخيارات أمامه شبه معدومة، ووسائل الترفيه في السودان محدودة في نظر هذا الشاب.

رمضان في المقهى

تتحول ساحات رئيسية في العاصمة الخرطوم إلى مقاهٍ صغيرة لبائعات الشاي والقهوة القادمات من أطراف العاصمة، أغلبهن نزح بسبب الفقر وظروف الحرب الأهلية. وعادةً خلال شهر رمضان، تكون هذه الساحات قبلة للعديد من الأشخاص الباحثين عن الترفيه من خلال المسامرة وشرب القهوة والشاي والمشروبات السودانية الرمضانية.

شاب بحمل صينية المشروبات الرمضانية في السودان ويظهر فيها الحلو مر
يتناول الشباب الشاي والقهوة والمشروبات السودانية وعلى رأسها الحلو مر في الساحات عقب الإفطار (Getty)

وفي السنوات الأخيرة ارتفعت شعبية ممارسة الرياضة في ليالي رمضان، فمثلًا يتخذ بعض الشبان والفتيات جسور رئيسية في العاصمة لقطع مسافات طويلة ركضًا أو سيرًا على الأقدام.

هذه الجسور التي تعلو النيل في العاصمة السودانية تشكل مناظر خلابة للقادمين إليها بحثًا عن الرياضة أو حتى السمر تحت جسر رئيسي أو مثلًا قرب جسر توتي على النيل.

من الناحيتين الشمالية والجنوبية يمكن في جسر توتي مشاهدة مناظر جميلة في أمسيات رمضان

من الناحيتين الشمالية والجنوبية يمكن في جسر توتي مشاهدة مناظر جميلة في أمسيات رمضان، خاصة الحركة التي تدب في المكان مع الأضواء المشتعلة إلى جانب برودة الطقس بسبب المياه.

تغدو بعض المراكب الخشبية أو تلك المصنوعة من المعادن بمواصفات حديثة، جيئةً وذهابًا، حسب ما تقول رؤى، الفتاة التي تعمل في جامعة حكومية وتقضي بعض الأمسيات على شاطئ جزيرة توتي في ليالي رمضان مع صديقاتها وعائلتها بين الحين والآخر.