30-مارس-2023
زينة رمضان في شوارع الخرطوم

أحد شوارع أم درمان غربي الخرطوم يتزين بـ"فوانيس رمضان" (تويتر)

مبدئيًا وضعت بعض ربات المنازل "فوانيس رمضان" في منازلهن نتيجة عدم شيوع هذه الثقافة بعد في المجتمع، مما يصعّب وضعها في الشوارع كما درجت الشعوب في الشرق الأوسط عند الاحتفال بشهر الصيام.

احتلت الطاولات والنوافذ الخشبية وفوانيس رمضان صدارة السلع التي اشتراها مواطنون للاحتفال بالشهر بتزيين المنازل

في حي المهندسين بمدينة أم درمان غربي العاصمة السودانية الخرطوم اشترت منى –وهي ربة منزل وموظفة في الوقت نفسه– "فانوس رمضان" وأقمشة صغيرة ملونة تعلق على الحوائط من السوق الرئيسي في هذه المدينة الواقعة غرب النيلين الأبيض والأزرق، وتعد معلمًا تاريخيًا لدى السودانيين.

تقول منى لـ"الترا سودان": "حصلت على زينة رمضان من سوق أم درمان بأسعار زهيدة"، كلفتها (12) ألف جنيه – أي ما يعادل (8) دولارات. "هذا العام قررت التخلص من الإحباط وأجرينا بعض الصيانات في المنزل أيضًا استعدادًا لرمضان" – تضيف منى.

وتابعت: "لدينا فناء نقيم فيه الإفطار.. زرعنا العشب ووزعنا الشتول والفخار لدرجة أننا أصبحنا لا نفارق هذا المكان، ليلًا نشرب القهوة ونتسامر ونجلس فيه حتى وقت متأخر من الليل". "هكذا هي الحياة، لا بد من صنع شيء غير مألوف كي تتنفس" – تشرح منى سبب إقبالها على هذه الخطوة.

https://t.me/ultrasudan

قد لا تحظى المدن في السودان بزيارة السياح الأجانب، ومع ذلك فإن الاحتفالات بشهر رمضان تبدو ظاهرة تستحق الحضور إليها من كل حدب وصوب؛ ففي مدينة أم درمان نفسها ساحة الخليفة التي تتزين بشهر رمضان، وتكون المصابيح المضيئة وحركة المواطنين دلالة على أن الليل طويل لدى السودانيين في شهر رمضان.

شيئًا فشيئًا ربما تمكن السودانيون من إزاحة الإحباط في شهر رمضان بعد عام ونصف من الانقلاب العسكري الذي أثر في الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وهي شواهد بدأت من الأسواق التي شهدت ازدحامًا قبل أيام من رمضان حتى مع ارتفاع الأسعار.

حتى الجانب المتعلق بصيانة المنازل لاستقبال الشهر الكريم أخذ نصيبه بين السودانيين الذين ركز بعضهم على تغيير ديكور المنزل.

تقول جميلة التي تقيم في مدينة وادي حلفا شمالي السودان لـ"الترا سودان" إنها اشترت طاولة ومقاعد خشبية من "المهوقني" لاستقبال شهر رمضان ووضعت عليها زينة مستوردة من مصر.

وتضيف هذه السيدة: "كان لا بد من صنع شيء ما لقتل الروتين، لقد قررت تغيير الأشياء البسيطة من حولي". "في الماضي كنا نشتري الأطباق والأكواب، وحاليًا قررنا شراء أثاثات خشبية بسيطة لأنها تسود حاليًا على حساب الألومنيوم والحديد" – تقول جميلة.

ويبدو أن الاستعدادات لشهر رمضان للمجتمعات في السودان انعكست على سوق مواد البناء والتسليح في العاصمة السودانية وفي المركز الرئيس في السجانة وسط الخرطوم، إذ شهد ارتفاعًا في الطلبات حسب يقول عمر وهو متعامل في هذا السوق.

ويقول عمر لـ"الترا سودان" إن المشتريات في شهر رمضان شملت الإضاءة بجميع أنواعها، وأيضًا الكشافات لأغراض كرة القدم في الملاعب الصغيرة، وشملت الأسمنت والدهانات والأبواب والنوافذ الخشبية وأجهزة التكييف ومعاصر الفواكه (الخلاطات).

حينما تدوي مكبرات الصوت بـ"الأذان الأول" تكون السيدة منى التي تقيم في حي المهندسين بأم درمان قد سكبت القهوة من القدح وهي تجلس في فناء منزلها المعشب والمضاء بزينة فوانيس رمضان، وهذا يعني أن التأثيرات الاجتماعية في السودان عادةً تكون مؤثرة خلال شهر رمضان، خاصةً المتعلقة بالموضة والأزياء والأثاث والديكور.