13-ديسمبر-2021

دخلت المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري شهرها الثالث - أرشيفية (Getty)

حافظ آلاف السودانيين على مسار الاحتجاجات الشعبية للشهر الثاني على التوالي، وتحدوا طوقًا أمنيًا لساعات اليوم الاثنين في شارع القصر، حيث تمثلت المطالب في تنحي العسكريين عن السلطة الانتقالية.

تأتي هذه الاحتجاجات ضمن الحراك السلمي لهذا الشهر الذي يعد مفصليًا كما تقول التنظيمات التي تقود الاحتجاجات، لإجبار العسكريين على تسليم السلطة إلى المدنيين.

أظهرت مواكب اليوم استمرار رتفاع أعداد المتظاهرين

وفي شارع القصر استمر إطلاق الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين لساعات طويلة، بينما كان الآلاف يتدفقون على النقاط الاحتجاجية وهم يرددون هتافات مناوئة للمكون العسكري، وطالت الهتافات الشق المدني أيضًا.

اقرأ/ي أيضًا: شرطي سوداني يقضي أوقات فراغه في تعليم الأطفال

وقبيل وصول الموكب المركزي إلى نقطته الرئيسية تجمع في محطة باشدار جنوب الخرطوم بحي الديم، ثم توجهوا نحو القصر الجمهوري وجاءت التجمعات استجابة لدعوة تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم.

وتعرض العشرات من المتظاهرين لإغماءات بسبب الغاز المسيل للدموع جراء إطلاق العبوات الكثيف وسط المتظاهرين، فيما شاهد مراسل "الترا سودان" بعض الإصابات الجسدية بين المحتجين وتدخل مسعفون طبيون لتقديم الرعاية.

وكانت مواكب الخرطوم اليوم في شارع القصر نقطة للتظاهر، بينما سارت مواكب الخرطوم بحري وشرق النيل إلى مدينة أم درمان، وقال شهود عيان إن عشرات الآلاف من المتظاهرين وصلوا إلى ساحة رئيسية غربي العاصمة.

وأشار محمد حسن (22 عامًا) والذي شارك في احتجاجات شارع القصر في تصريح لـ"الترا سودان"، إلى أن المواكب التي وصلت إلى القصر كبيرة وأعدادها ضخمة مقارنة مع الأسابيع الماضية، على الرغم من عدم وجود مواكب أم درمان والخرطوم بحري التي حددت مساراتها إلى أمدرمان.

ويقول هذا الشاب إنه مع مرور الوقت يحاصر المتظاهرون السلطة العسكرية لإجبارها على التراجع مهما تحصنت بالإجراءات الأمنية وقمع المتظاهرين.

وانتقلت الاحتجاجات إلى الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي حيث شهدت عمليات كر وفر بين المحتجين والشرطة التي كانت تلاحقهم بإطلاق عبوات الغاز.

وتعد مطالب العدالة وتسليم السلطة إلى المدنيين من المطالب الرئيسية للمتظاهرين في شارع القصر اليوم الاثنين، إلى جانب محاكمة رموز النظام وانتزاع الأموال المنهوبة طوال عهد الرئيس عمر البشير.

وتعتقد التنظيمات التي تقود الاحتجاجات أن القصور الحكومي يؤدي إلى تهريب موارد البلاد الرئيسية إلى دول أخرى، لذلك تطالب بهيكلة المؤسسات العامة والعسكرية وإنهاء تعدد الجيوش.

وتشير آفاق عبدالله (25 عامًا) في حديث لـ"الترا سودان"، إلى أن درجة الوعي وسط الثوار مرتفعة. هم يريدون دولة طبيعية ينتهي فيها النزاع المسلح في المناطق المضطربة، وتضع حدًا لسلب حياة المدنيين بالرصاص.

وتقول عبدالله، إن تعامل السلطة الحالية مع الأوضاع الأمنية والاقتصادية غير مسؤول، ويجب أن تذهب ليقرر السودانيون من يتولى السلطة الانتقالية وهذا ليس ببعيد مهما توهم الانقلابيون، بحسب تعبيرها.

أما في مدينة أم درمان بدأت الاحتجاجات بوصول موكب مركزي من مدينة الخرطوم بحري إضافة إلى موكب شرق النيل، واستخدام جسر رئيسي يربط بين المدينتين.

يروي عثمان نورالدين الذي شارك في احتجاجات أم درمان في حديث لـ"الترا سودان"، أن المتظاهرين أظهروا قدرة عالية على التنظيم والالتزام بالسلمية، مشيرًا إلى أن المواكب اليوم مقدمة لمليونية 19 كانون الأول/ديسمبر، وهو موكب رئيسي سيتوجه السودانيون فيه إلى القصر الجمهوري وربما ينضم متظاهرون من الولايات يقول نورالدين.

اقرأ/ي أيضًا: لجنة مقاومة تنظم ورشة عن الإسعافات الأولية لإصابات المواكب

وسيطر الآلاف على "صينية الزعيم الأزهري" وميدان الأهلية بأم درمان وطالبوا بالسلطة المدنية ومحاكمة قتلة المتظاهرين حيث استشهد نحو (45) شخصًا منذ تنفيذ الانقلاب في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

تقول إحدى المتظاهرات إن الوقت قد انتهى للعودة إلى شراكة مع العسكريين 

وذكرت شذى حسن (30 عامًا)، والتي شاركت في تظاهرات أم درمان وجاءت من الخرطوم بحري، أن الردة مستحيلة ولا يمكن تسليم السلطة إلى أشخاص لا يريدون تحقيق التحول الديمقراطي ويقدمون الحماية لرموز النظام البائد.

وتقول حسن، إن الشراكة بين المدنيين والعسكريين جاءت بناءً على تجاوز أمور معقدة لكن بعد الانقلاب لم تعد تلك الشراكة مبررة، بالتالي لا قبول لشراكة جديدة.

ورغم الإرهاصات المتعلقة بولادة ميثاق سياسي جديد يضم سياسيين وتنظيمات ويحظى بتأييد العسكريين لكن المتظاهريين يصممون على هذه تجاوز هذه الإجراءات السياسية ويعتبرونها غير مجدية.

اقرأ/ي أيضًا

تأجيل جلسة محكمة الشهيد محجوب للمرة الثانية على التوالي

قرار بإعفاء جميع أمناء حكومات الولايات