31-أغسطس-2020

(فيسبوك)

وقعت حكومة السودان الانتقالية وحركات الكفاح المسلح بالجبهة الثورية اليوم الاثنين بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان بالأحرف الأولى على اتفاق السلام السوداني، الذي توصلت إليه الأطراف بعد مفاوضات امتدت قرابة العام، تحت رعاية الفريق أول سلفا كير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان.

عبد الله حمدوك: الجهود التي توجت بتوقيع اتفاق السلام جاءت نتاجًا لثورة ديسمبر المجيدة

وتضمنت البرتوكولات التي وقعت عليها الأطراف، بروتكول الترتيبات الأمنية، قضايا الأرض، العدالة الانتقالية، تقاسم السلطة وعودة النازحين واللاجئين بجانب القضايا السياسية والأمنية للمنطقتين.

اقرأ/ي أيضًا: السودان وجنوب السودان يتفقان على إنشاء مناطق تجارية وصناعية مشتركة

ووقع على برتوكولات السلام بالأحرف الأولى من جانب الحكومة السودانية، الفريق محمد حمدان حمدان دقلو، بينما وقع عن جانب المجموعات المعارضة ممثلين عن الجبهة الثورية، إلى جانب ممثلين لحركات مسار دارفور الخمس.

وشارك بالحضور في توقيع اتفاق السلام السوداني الذي تم اليوم بقاعة الحرية بجوبا، رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، إلى جانب رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفا كير ميارديت راعي الوساطة.

كما شارك في احتفال توقيع اتفاق السلام ممثلين لجمهورية مصر العربية، دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب ممثلين عن دولة تشاد وممثل الاتحاد الإفريقي بجنوب السودان.

 وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في كلمته التي ألقاها على شرف الاحتفال بتوقيع اتفاق السلام، إن الجهود التي توجت بتوقيع اتفاق السلام جاءت نتاجًا لثورة ديسمبر المجيدة، مبينًا أن استقرار السودان مربوط باستقرار دولة جنوب السودان.

وزاد حموك بالقول: "ما أنجز في هذا اليوم سيضع لبنة قوية جدًا لبناء الدولة السودانية الجديدة، هذا سلام سوداني-سوداني بامتياز يحمل ملامحنا، وهو مصدر فخرنا، ونقدم هذا السلام  هدية لأصدقائنا وشركائنا في الإيقاد والاتحاد الإفريقي".

حميدتي: واجهت بلادنا ظلامات الحرب الأهلية منذ فجر الاستقلال في وقت كانت فيه فرص النهضة مفتوحة أمامنا

من جانبه قال الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة السودان ورئيس وفد الحكومة السودانية في مباحثات جوبا للسلام، إن هذا التوقيع يمثل إنجازًا جديدًا للبلاد، مطالبًا الجميع في الحكومة والمعارضة بالتحرر من الفشل وأخطاء الماضي.

وأضاف دقلو: "واجهت بلادنا ظلامات الحرب الأهلية منذ فجر الاستقلال في وقت كانت فيه فرص النهضة مفتوحة أمامنا، هذه الحرب هي نتيجة لغياب العدالة وعدم الاعتراف بالتنوع وغياب المشروع الوطني، عليه فإن التوقيع على هذا الاتفاق يمثل فجرًا جديدًا لبلادنا".

اقرأ/ي أيضًا: أزمة بين وزارتي التربية والتعليم والشؤون الدينية

وأكد دقلو في ختام كلمته على حرص الحكومة السودانية ورغبتها في استئناف المباحثات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.

وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، إن السلام يمثل المسعى الحقيقي للحكومة السودانية في الفترة الانتقالية، لأنه يقود لتحقيق الأمن والاستقرار في كل ربوع السودان، مشيرًا إلى استحالة تحقيق التنمية دون أن يكون هناك سلامًا شامل.

|البرهان: ذا الاتفاق هو التزام من جانبنا وحركات الكفاح المسلح للشعب السوداني الذي يتطلع للاستقرار والعيش الكريم

وأضاف البرهان: "هذا الاتفاق هو التزام من جانبنا وجانب حركات الكفاح المسلح للشعب السوداني الذي يتطلع للاستقرار والعيش الكريم لعبور المرحلة الحرجة الحالية التي تمر بها البلاد، ونأمل أن يجني السودان وأبناء السودان ثمار هذا الاتفاق بتغيير حقيقي يضع الأسس لبناء سودان المستقبل".

وفي كلمته بمناسبة توقيع اتفاق السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلحة في السودان قال الفريق أول سلفا كير ميارديت، رئيس دولة جنوب السودان وراعي الوساطة السودانية، إن الوساطة التي تقدمت بها حكومته للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين الحكومة و المعارضة تأتي إيمانًا منه بأن استقرار السودان يعني استقرار دولة جنوب السودان.

وأضاف كير في كلمته: "إن قيامنا برعاية مباحثات السلام السودانية تأتي لقناعتنا بان السلام والاستقرار في السودان يحقق الاستقرار في دولة جنوب السودان وكذلك الأمر بالنسبة لعدم الاستقرار الذي يؤثر على البلدين".

وأكد الرئيس كير على أن قيام جنوب السودان بالتوسط لحل النزاع السوداني يأتي كنوع من رد الدين للسودان الذي يمثل ضمانًا لاتفاق السلام الموقع بين الحكومة والمعارضة بجنوب السودان في العام 2018.

سلفا كير: ادعوا الحركة الشعبية شمال وحركة تحرير السودان بالعودة لطاولة المفاوضات لأن الحلول العسكرية لا تجدي

وأردف الرئيس كير بالقول: "نحن لا نزال بعيدين من حل هذا النزاع بشكل نهائي، فغياب حركة الجنرال عبد العزيز آدم الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور عن هذا المحفل يمثل تحديًا كبيرًا أمامنا، وعليه سنضاعف جهودنا لإقناع الجماعات التي لم تلتحق بالعملية السلمية بعد، وأضاف كير: "من هنا ادعوا الحركة الشعبية شمال وحركة تحرير السودان بالعودة لطاولة المفاوضات لأن الحلول العسكرية لا تجدي كخيار لحل النزاعات الداخلية".

اقرأ/ي أيضًا

التوقيع على اتفاق سلام السودان بالعاصمة جوبا

وزير الخارجية: التطبيع ليس من أولوياتنا وحلايب سودانية