جددت قوات الدعم السريع الاتهامات التي بثها قائدها للحكومة المصرية بالتورط في الصراع بالسودان ودعم الجيش في الحرب الدائرة منذ نيسان/أبريل 2023. جاء ذلك في بيان أصدره الناطق الرسمي باسم هذه القوات الذي قال إنها ظلت "أكثر تحفظًا وصمتًا عن إبداء رأيها علانية إزاء كثير من المواقف المصرية المتصلة بالشأن السوداني منذ أوقات سابقة للحرب الحالية".
الدعم السريع: ضبطت قواتنا مرتزقة مصريين شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو قد خرج في خطاب للشعب السوداني في العاشر من الشهر الجاري اتهم فيه الطيران المصري بقصف قواته. جاء الخطاب عقب هزائم قاسية تلقتها هذه القوات شبه العسكرية على يد الجيش السوداني في منطقة جبل موية وعدد من المحاور.
وادعى بيان قوات الدعم السريع أن مصر دعمت الانقلاب على الحكومة الانتقالية السودانية، محذرًا مصر لـ"الكف عن الدعم والتدخل في الشؤون السودانية"، قائلًا إن "بعض الأشقاء" تدخل من أجل حض الجانب المصري لوقف التدخل.
كما جددت قوات الدعم السريع دعاواها بمشاركة الطيران المصري في قصف معسكراتها، بالإضافة إلى تدفق الأسلحة والذخائر المصرية إلى الجيش السوداني عبر الحدود. وقال البيان إنها ضبطت مرتزقة مصريين يشاركون في القتال بجانب الجيش، وذكر أن مصر قدّمت طائرات عسكرية من طراز (K8) للجيش السوداني، وهو الأمر الذي نفاه الناطق الرسمي باسم الجيش عندما تحدثت وسائل إعلام عن وصول طائرات من مصر إلى بورتسودان.
واعتبرت قوات الدعم السريع أن مصر باتت ملاذًا لقادة الحركة الإسلامية، وأنها توفر الحماية والدعم الإعلامي لهم من خلال منصات إعلامية تعمل من القاهرة. ودعا البيان "الدول الشقيقة والصديقة" إلى الالتزام بالحياد واحترام خيارات الشعب السوداني، مشددًا على ضرورة عدم السماح للأجندات الخارجية بعرقلة مساعي السلام في البلاد.
البيان يقرأ في إطار تصعيد هو الأول من نوعه لقوات الدعم السريع ضد دولة في المنطقة، وكان قائد الدعم السريع قد قال إن عددًا من الدول تقف مع الجيش السوداني في الحرب الحالية.
السلطات المصرية كانت قد نفت المشاركة في القتال الدائر بالسودان بأي شكل من الأشكال، وقالت الخارجية المصرية التي وصفت قوات الدعم السريع بـ"المليشيا"، إن الحكومة المصرية تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.
استقبلت مصر مئات الآلاف من السودانيين الفارين من الحرب منذ اندلاع الصراع، كما استضافت القاهرة خلال الحرب عددًا من المؤتمرات للقوى السياسية السودانية فيما يتعلق بالسلام في السودان، وأجرت مناقشات مع الجانب الأميركي في ذات السياق.