09-أكتوبر-2024
محمد حمدان دقلو

قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"

اعترف قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" لأول مرة منذ بداية الحرب في السودان بخسارة معركة جبل موية بولاية سنار، وسيطرة الجيش على المنطقة.

الخطاب جاء في وقت تتراجع فيه قوات الدعم السريع ميدانيًا في عدد من الجبهات

 وقال في خطاب بثه عبر منصة "أكس" إن قواته قادرة على تحقيق الانتصار في أي وقت، وفي ذات الوقت أعلن استدعاء قوات الاحتياطي والجنود الذين ذهبوا في إجازات إلى ذويهم، مطالبًا إياهم بالعودة فورًا إلى الوحدات العسكرية التابعة للدعم السريع لبدء العمليات العسكرية.

واتهم حميدتي الجيش السوداني بفض اعتصام القيادة العامة، وقال إن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أمر بإخفاء آثار الجريمة عقب فض الاعتصام، وجرى نقل المعدات الخاصة بالاعتصام إلى داخل مقرات الفرقة السابعة مشاة.

وهاجم حميدتي البرهان بشدة متهمًا إياه بتدمير السودان، كما ناشد الشعب السوداني بتبرئة قوات الدعم السريع من عمليات النهب والسرقة التي طالت ممتلكات المواطنين خلال الحرب.

واستعاد الجيش منطقة جبل موية مطلع هذا الأسبوع عقب معارك ضارية ضد قوات الدعم السريع، وهي منطقة تقع بين طريق رئيسي يربط بين عدد من الولايات وهي النيل الأبيض والجزيرة وسنار.

وقال حميدتي إن ست إلى سبع دول تقدم الدعم بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى الجيش السوداني، متهمًا القائد العام للقوات العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بأخذ الأوامر من قيادات الحركة الإسلامية السودانية، وأبرزهم علي كرتي وأسامة عبد الله وأحمد هارون.

وينفي البرهان هذه الاتهامات، وقال أكثر من مرة إنها غير صحيحة، مشيرًا إلى أن الجيش مؤسسة قومية يجب أن لا تخضع إلى الاستقطاب السياسي.

وتوعد حميدتي بجمع مليون جندي للعمليات العسكرية المرتقبة، وأضاف: "سنجمع مليون جندي وطني غيور لا مليون جندي شفشاف "، في إشارة إلى مصطلح يطلقه السودانيون على ناهبي الممتلكات من الجنود ولصوص العصابات المسلحة في صفوف الدعم السريع الذي يطلق عليهم شعبيًا اسم "الشفشافة".

وقال حميدتي إن الطيران الحربي يقصف القرى والمناطق بحجة قصف الحواضن الاجتماعية للدعم السريع، لكنه في ذات الوقت مع سيطرة قواته على منطقة حجر عسل بولاية نهر النيل مسقط رأس علي كرتي لم يوجه قواته بضرب المدنيين.

وشدد قائد الدعم السريع على قواته بعدم تصوير المعارك العسكرية، موجها قواته بعدم التحقيق مع الأسرى وتركهم للوحدات المسؤولية عن التحري وعدم تصويرهم. وقال دقلو إنه لا يشاهد أي مقطع فيديو يطلق فيه الجنود الرصاص في الهواء ضمن ما يعرف شعبيًا باسم "البشارة". وتابع: "هذا الإمداد العسكري يجب أن لا تبدده لأننا لا نملك دولة تمولنا"، على حد تعبيره.

وانتقد حميدتي الاتفاق الإطاري في أول تصريح له حول هذه العملية مشيرًا إلى أنه كان السبب في الحرب. وقال دقلو إنه أبلغ الولايات المتحدة الأميركية بهذا الأمر رغم تأييده للانتقال المدني في ذلك الوقت.

وتحدث حميدتي عن منطقة الفشقة شرق البلاد، وأشار إلى أنه طلب من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بعدم شن الهجمات على المنطقة مراعاة لظروف السودان خلال الحرب، رغم أن هذا الأمر يحقق فوائد عسكرية لقوات الدعم السريع في ولاية القضارف، على حد قوله.

يأتي الخطاب الذي بثه حميدتي اليوم مع تراجع قواته على الأرض خلال الأسبوعين الماضيين، منذ بدء الجيش عمليات عسكرية في 26 أيلول/سبتمبر الشهر الماضي وسط العاصمة الخرطوم وبحري وأم درمان ومصفاة الجيلي وشمال دارفور والجزيرة وسنار.

وتواجه قوات الدعم السريع تقارير موثقة من الأمم المتحدة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين خلال الحرب، من بينها ما يرقى للإبادة الجماعية في غرب دارفور والانتهاكات الجنسية بحق النساء.

ويقول مراقبون إن التغيرات الإقليمية والدولية قد تقلل من فرص هذه القوات في استمرارها في حرب السودان بالطريقة التي اعتادت عليها خلال الأشهر الأولى من تدفق غير مسبوق للسلاح.

المعارك التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين غيرت المعادلة على الأرض حسب الخبراء، وتقول تقارير إن قوات الدعم السريع تراجعت خلال الشهرين الماضيين عما كانت عليه في السابق.

في عمليات عسكرية موسعة وصل الجيش إلى منطقة المقرن وسط الخرطوم، التي ظلت تحت سيطرة قوات حميدتي لأشهر طويلة تمتد إلى أكثر من عام، كما استحوذت القوات المسلحة على جسرين رئيسيين في العاصمة القومية.

وكانت قوات الدعم السريع تأمل في الحصول على قرار دولي يحظر الطيران في بعض المناطق، خاصة إقليم دارفور، وهي إجراءات من الصعب اتخاذها في الوقت الحالي حسب الخبراء الدبلوماسيين.