اتهم قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حمدتي"، طيران الجيش المصري بقصف قوات في منطقة جبل موية بولاية سنار. شهدت منطقة جبل موية معارك ضارية الأسابيع الماضية تكللت باستعادتها من قبل الجيش السوداني والكتائب المتحالفة معه، في هزيمة قاسية لقوات الدعم السريع التي سيطرت على المنطقة الإستراتيجية وسط السودان في أواخر حزيران/يونيو الماضي.
اتهم دقلو طيران الجيش المصري بقصف قواته مرتين خلال الحرب السودانية
وفي خطاب مصور له، اليوم الأربعاء 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إن الطيران الحربي المصري قصف قواته مرتين؛ الأولى في اللحظات الأولى لاندلاع الحرب السودانية في نيسان/أبريل 2023، متهمًا إياه بقصف قواته التي كانت بصدد التفويج للمشاركة في حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، والمرة الثانية أثناء المعارك في جبل موية.
خطاب حميدتي المصور أتى على خلفية عمليات عسكرية واسعة للجيش السوداني للتوغل في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم وولاية سنار وغيرها من المناطق، حيث تتراجع قوات حميدتي بشكل مطرد في مناطق احتفظت بها منذ الأشهر الأولى للحرب، ما دفع محللين بالقول بانهيار هذه القوات.
ويشارك الطيران الحربي السوداني بقوة في المعارك الدائرة منذ 26 أيلول/سبتمبر المنصرم، وسط اتهامات من منظمات إنسانية بقصف مناطق مأهولة بالسكان في ولاية شمال دارفور، حيث أسفرت الغارات عن قتلى وسط المدنيين، قالت منظمة "يونيسيف" إن بينهم أطفال.
حميدتي قال في خطابه أيضًا إن جمهورية مصر العربية زودت الجيش السوداني بطائرات حربية، وتزوده بالذخيرة والعتاد في حربه ضد قوات الدعم السريع. كان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني قد نفى استلام طائرات حربية من جمهورية مصر العربية، ذلك على خلفية أنباء بثتها منصات إعلامية تتحدث عن تزويد مصر للسودان بطائرات حربية من طراز "كيه 9" صينية هبطت في مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية للسودان.
الخطاب المصور الذي لم يحدد موقعه، طاف فيه قائد الدعم السريع على معظم الأحداث التي قادت إلى الحرب في السودان وفق سرديته، حيث قال إن الاتفاق الإطاري كان هو السبب في اندلاع الحرب بالسودان، نافيًا إقدامه على الانقلاب في صبيحة 15 نيسان/أبريل 2023.
تتواصل العمليات الحربية والهزائم القاسية التي تتعرض لها قوات الدعم السريع في مختلف المحاور، حيث تتقدم القوات المسلحة والكتائب المساندة لها في العاصمة الخرطوم ومحور ولاية سنار وولاية الجزيرة، بينما تتقدم القوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني في محاور ولايات دارفور على حساب قوات الدعم السريع المتراجعة، والتي فقدت عددًا من قادتها الكبار في معارك الفاشر الجارية منذ نيسان/أبريل الماضي.