21-مارس-2024
قافلة لبرنامج الأغذية العالمي

اشتكت منظمات أممية من عرقلة طرفي الحرب في السودان وصول المساعدات (WFP)

أعلنت قوات الدعم السريع عدم اعترافها بإعلان مناوي عن توصله إلى اتفاق لنقل المساعدات الإنسانية من بورتسودان العاصمة المؤقتة للبلاد إلى إقليم دارفور.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان"، إن اتفاق حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على إيصال المساعدات الإنسانية من بورتسودان عبر طريق الدبة إلى دارفور "لا يعنينا في شيء ولا نعترف به". وشددت على أن حاكم الإقليم الذي تسيطر قوات الدعم السريع على أربع من عواصمه الخمس، لا يملك الحق "في إبرام اي اتفاق أو استلام الإغاثة نيابة عن أهل دارفور دون تفويض"، حد قولها.

وأرجعت قوات الدعم السريع رفضها للاتفاق لما وصفته بـ"حقها المشروع" في اتخاذ الاحتياطات اللازمة والضرورية للدفاع عن النفس

وأرجعت قوات الدعم السريع رفضها للاتفاق لما وصفته بـ"حقها المشروع" في اتخاذ الاحتياطات اللازمة والضرورية للدفاع عن النفس. وأضافت: "لن نسمح بأن يتم اتخاذ المساعدات الإنسانية لإمداد كتائب النظام السابق بالسلاح والذخائر خدمةً لأجندتهم الحربية أو مخططاتهم العسكرية".

وقالت قوات الدعم السريع في بيانها اليوم، إن مناوي بفتقر للشرعية في الاتفاق على إيصال المساعدات إلى إقليم داروفور. وقال البيان:"إذا كان مناوي يستند إلى اتفاقية جوبا، فاتفاقية جوبا قد مزقها البرهان إرباً إرباً. وإذا كان يستند إلى شرعية سلطة بورتسودان، فقد حررت قواتنا الباسلة كل دارفور من سيطرة الفلول وزبانيتهم"، وفق تعبيره.

قائد حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي تنسم منصب حاكم إقليم دارفور وفق استحقاقات اتفاقية جوبا لسلام السودان الموقع عليها في العام 2020، وكانت حركته قد أعلنت خروجها عن موقف الحياد الذي تبنته عندما اندلعت الحرب، وأكدت وقوفها مع القوات المسلحة والقتال بجانبها في صراعها ضد قوات الدعم السريع.

وادعت قوات الدعم السريع أنها رصدت معلومات وأدلة تبين أنه تجري محاولات لإدخال الأسلحة والذخائر إلى مناطق في دارفور ومدينة الفاشر بشمال دارفور على وجهة التحديد.

ودعت قوات الدعم السريع الفاعلين في الحقل الإنساني إلى توصيل المساعدات الإنسانية مباشرة إلى مستحقيها، ودعت المنظمات والمانحين إلى "إبعاد المساعدات الإنسانية من الصراع الدائر". 

وكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد أعلن، أمس الأربعاء، عن توصله إلى اتفاق لنقل المساعدات الإنسانية من بورتسودان العاصمة المؤقتة للبلاد عبر طريق الدبة إلى الفاشر عاصمة الإقليم، وجاء ذلك خلال اجتماعه بممثلي المنظمات بفندق كورال.

وبحسب وكالة السودان للأنباء أكد حاكم الإقليم أن الاتفاق يهدف إلى توفير المساعدات الضرورية لمواطن دارفور، بحيث يتم توزيعها على الولايات المختلفة بالإقليم، ونوه في حديثه إلى استلام المساعدات من دول الجوار عبر منطقة الطينة الحدودية.

وأشار مناوي أن اختيار طريق الدبة جاء بسبب قصر المسافة مقارنة بطريق الأبيض، بحيث يزيد طول طريق الأبيض (300) كلم عن الدبة، فيما أكد على استمرارية العمل عبر الطريقين مستقبلًا.

وتتهم جهات إنسانية وحكومية طرفي النزاع في السودان بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، في ظل أزمة إنسانية وصفت بأنها الأكبر في العالم.

تفاقم وضع سوء التغذية في السودان بعد اندلاع الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023، وأشارت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسيف، إلى احتياج ما يقارب أربعة ملايين طفل في السودان إلى الدعم الغذائي الطارئ. كما يتزايد عدد الأطفال الذين يموتون بسبب من سوء التغذية بشكل كبير، خاصة بين الأطفال النازحين.

ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى تدني وضع الأمن الغذائي في السودان، حيث يواجه ما يقارب (18) مليون شخص في السودان انعدام الأمن الغذائي، ويعاني خمسة ملايين من حالات جوع طارئة، ويتواجد ثلاثة أرباع هؤلاء في مناطق يتعذر الوصول إليها بسبب الاشتباكات المستمرة وغياب الممرات الآمنة وفشل الهدن الإنسانية.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد عقد، أمس الأربعاء، جلسة لبحث تداعيات أزمة انعدام الأمن الغذائي في السودان بسبب الحرب. وقال ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعية في الجلسة "إن حجم الجوع في جميع أنحاء السودان يثير قلقًا عميقًا"، مرجحًا انزلاق بعض المناطق، لا سيما كل من ولايتي غرب ووسط دارفور، إلى حالة كارثية من انعدام الأمن الغذائي مع اقتراب موسم العجاف في أيار/مايو المقبل.