23-أغسطس-2020

فيضان الزومة (ألترا سودان)

تتعرض قرية الزومة بالولاية الشمالية، لفيضان جارف، غمر وهدم ما يقارب (100) منزل. كل هذا في ظل صمتٍ حكومي تجاه القضية. التقرير التالي، يستعرض الموقف في قرية الزومة وآثار الفيضان على الإنسان والبيئة.

اقرأ/ي أيضًا: حملات تفتيش أسلحة وذخائر بمنطقة النزاع الأهلي في بورتسودان

ضياع محصول التمر

مزارع من أهالي المنطقة: تضرر عددًا كبيرًا من المزارعين جراء الفيضان، وخسائر اقتصادية كبيرة وقعت على كاهل المزارعين

يعمل متوكل محمد بالزراعة، ويمتلك جنينة مساحتها (15) فدانًا مزروعة بأشجار المانجو، البرتقال والنخيل، تعرضت جميعها لأضرار كبيرة جراء الفيضان، تحدث محمد لـ"ألترا سودان" قائلا: غمرت المياه الأراضي بالكامل، وفوق المياه تطفو أشجار وثمار النخيل التي تكسرت. من المفترض أن يبدأ موسم حصاد الثمر منذ منتصف آب/أغسطس لكن مع استمرار مياه الفيضانات ربما يتأخر الحصاد لكانون الأول/ديسمبر".

وقال محمد إن المنطقة لا تحتوي على قنوات تصريف لدفع مياه الفيضان للخارج، مطالبًا الدولة بالتدخل العاجل، وبناء مصارف للماء، ويضيف: "منسوب المياه بلغ نصف كيلو متر داخل المنازل، والمحال التجارية، وتضررت البضائع والمواد الغذائية بشكل هائل، مما تسبب في خسارة فادحة للتجار".

وأكد متوكل محمد تضرر عددًا كبيرًا من المزارعين جراء الفيضان، مشيرًا للخسائر الاقتصادية الكبيرة التي وقعت على كاهل المزارعين، والتي سيكون لها آثارًا سلبية على الاقتصاد المحلي كذلك.

انعدام الغاز والوقود

في ذات السياق، بدأ عضو لجنة الخدمات والتغيير بقرية الزومة الأستاذ فتح الرحمن محجوب حديثه، بذكر إيجابيات سد مروي الذي ساهم بتوفير الكهرباء وتغطية احتياجات الكثير من السكان، لكن، من جانب آخر تعرض سكان المناطق القريبة من السد لفيضانات، وصفت بغير العادية، نتيجة فتح بوابات السد. هنا تساءل فتح الرحمن إن كان ما حدث فعلُ مقصود أم نتيجة خطأ فني في تصميم بناء السد؟

قرأ/ي أيضًا: صديق يوسف: حمدوك رئيس وزراء كل السودانيين عدا المؤتمر الوطني

لا تتوقف معاناة أهالي الزومة هنا، بل تتجاوزها إلى نطاق آخر، ويحدثنا فتح الرحمن قائلًا إن المواشي تعرضت للضرر نتيجة الفيضان، ولم تعد الماشية تجد ما تتناوله من طعام، وصارت تأكل من بواقي أوراق الكرتون على الأرصفة، وبعضها الآخر مصاب، وطالب بأهمية تواجد أطباء بيطريين للعناية بالماشية، التي تعد رأس مال ومورد مهم لدى المزارعين.

وقال فتح الرحمن إن أهالي المنطقة يعانون من نقص الغاز والوقود، وأصبحوا يعتمدون في حياتهم اليومية على حرق سعف النخيل لاشعال النار، وأكد إن الوكلاء بلجان الخدمات والتغيير يحملون قوائمًا بأسماء مواطنين، يصل عددهم في بعض الأحيان إلى (400) ولا يتحصلون إلا على (6) أنابيب للغاز، لا تكفي ربع عدد السكان.

وشدد فتح الرحمن في حديثه مع "ألترا سودان" على ضرورة الحماية المستقبلية من مخاطر الفيضان، عن طريق رصد حركة الفيضان وإطلاق التحذيرات المبكرة للسكان، وعمل إجراءات وقائية للحد من الأضرار المتوقعة. بجانب، بناء جسور جديدة بمواصفات عالية، وإنشاء غرفة طوارئ بالمنطقة، تعمل على مدار العام لرصد الأضرار الناتجة من الفيضان وتقديم العون المادي والمعنوي للأهالي.

ناشط: آثار المأساة ستستمر في المستقبل مع ضعف المحصول وخراب الزراعة وضياع سلع المحال التجارية

مناشدات لتخفيف المعاناة

من جانبه، أطلق الناشط السياسي هشام الشواني، نداءً عاجلًا للحكومة للتدخل السريع في قضية فيضان الزومة، وقال إن ما يحدث هناك مثال حقيقي للتهميش وسوء سياسات إدارة السد، بجانب ضعف التنمية والخدمات وتردي الوضع الاقتصادي. مؤكدًا أن آثار المأساة ستستمر في المستقبل مع ضعف المحصول وخراب الزراعة وضياع سلع المحال التجارية، إضافة إلى تكلفة إعادة بناء المنازل.

وأضاف الشواني أن أبناء المنطقة تحركوا في نفير، ويعملون على جمع المساعدات والأدوية والناموسيات، لأن الكثير من الأسر فقدت المأوى. وقال إن التضامن الأهلي والكرم من صفات مواطني هذه القرى، إلا أن المطلوب دعمُ مادي ومعنوي، مع التأكيد على لفت نظر حكومتي الولاية والمركز للقضايا الحقيقية للمواطنين.

ودعا الشواني الحكومة ووسائل الإعلام لتقديم المساعدات والتوعية بما يحدث.

شح الأدوية

وقال مدير المكتب التنفيذي لمنظمة قبس الخيرية بابكر عثمان إن الفيضان بدأ منذ حوالي أسبوعين، وغمر الأراضي الزراعية بصورة شبه كاملة، وتسبب في دمار أكثر من (100) منزل، ودمرت المياه البضائع وأفران الخبز والأسواق. ولم تعد الماشية تجد ما تقتات عليه من طعام. وأكد لـ"ألترا سودان" تكرر حوادث الفيضان في الأعوام السابقة.

أما عن التدخل الحكومي في القضية، قال مدير المنظمة أنه لم يتجاوز الزيارات الرسمية، للوقوف على الأوضاع وتقديم الوعود، ولا يزال الأهالي في انتظار المساعدات الرسمية من الحكومة الولائية والمركزية، ومعالجة قضية شح الأدوية.

مدير منظمة خيرية: الوضع ينذر بحالات مرتقبة من الملاريا وغيرها من الأمراض الخطيرة على صحة السكان

وأضاف عثمان، أن لمياه الفيضان آثارًا مدمرة على البيئة الخاصة بالإنسان، حيث يعاني المواطنون من تفشي البعوض والذباب، الشئ الذي ينذر بحالات مرتقبة من الملاريا وغيرها من الأمراض الخطيرة على صحة السكان، إضافة إلى ركود المياه وتغير رائحتها وغمرها لأكوام القمامة. جميعها قضايا تستدعي إطلاق أجراس الإنذار.

اقرأ/ي أيضًا

الشيوعي لـ"الترا سودان": نرفض صفقة القرن التي تجر السودان للتطبيع مع إسرائيل

تصعيد ثوري في أبوجبيهة والاعتصام يقارب من إكمال شهره الأول