07-أكتوبر-2023
مواطنون سودانيون نازحون

نزح العديد من المواطنين من العيلفون على خلفية هجمات الدعم السريع على المنطقة (فيسبوك)

نزح آلاف المواطنين من مدينة العيلفون الواقعة شرق العاصمة الخرطوم عقب وصول قوات الدعم السريع وإعلانها السيطرة على البلدة التي تقع على تخوم ولاية الجزيرة وسط البلاد.

قال شهود إن المواطنين حملوا الأمتعة وغادروا مساكنهم لتجنب انتهاكات الدعم السريع

وذكر شهود عيان لـ"الترا سودان" أن عشرات العربات القتالية التي تحمل المدافع الثقيلة سيطرت على مدينة العيلفون، خاصة الأحياء الشرقية، واضطر آلاف المواطنين إلى حركة نزوح نحو الأحياء والقرى المجاورة. فيما ذكر مواطنون أن قوات الدعم السريع تحتجز عشرات الشبان.

وتصدى الجيش لقوات الدعم السريع في مدخل مدينة العيلفون بتقاطع "المثلث" قبل أن تتوغل هذه القوات لاحقًا للتقدم نحو البلدة التي سيطرت عليها. وقال شهود إن المواطنين حملوا الأمتعة وغادروا مساكنهم لتجنب انتهاكات الدعم السريع.

وهدد قائد ميداني من قوات الدعم السريع -حسب تقارير إعلامية- بالتوغل نحو ولاية الجزيرة عقب سيطرة قواته على مدينة العيلفون، لكن مصدرًا عسكريًا قلل من هذه التهديدات، وقال إن كل الخيارات متاحة لطرد هذه القوات من بلدة العيلفون.

وقال المصدر العسكري لـ"الترا سودان" إن المزاعم التي تتحدث عنها قوات الدعم السريع متعلقة بالانتهاكات التي تمارسها ضد المدنيين، مشيرًا إلى أن الجيش قادر على الرد وحسم المعركة.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن تقدم قوات الدعم السريع إلى منطقة "العيدج" الواقعة قريبًا من العيلفون.

وهناك مخاوف واسعة لدى سكان منطقة "ودراوة" من توغل الدعم السريع إلى هذه البلدة الواقعة شرق النيل الأزرق بحسب ما نقل مواطن لـ"الترا سودان" وتحدث هذا المواطن عن إغلاق سوق ودراوة خوفًا من وصول الدعم السريع في أي لحظة.

بانر الترا سودان

وأشار إلى أن قادة ميدانيين في هذه القوات تعهدت بحماية المدنيين وعدم "المساس بهم"، لكن مع ذلك فإن الحرب لا تعرف التعهدات ويمكن أن تقع انتهاكات بحق المواطنين في هذه القرى.

وأوضح أن هناك موجات نزوح من العيلفون والقرى المتاخمة لها صوب ولاية الجزيرة، وبالفعل وصل العديد من المواطنين إلى مدينة ودمدني عاصمة الولاية المجاورة لولاية الخرطوم.

وجراء اقتحام قوات الدعم السريع لمدينة العيلفون تأثرت أجزاء واسعة بانقطاع شبكة الاتصالات والكهرباء، كما أن هناك مخاوف من أن يؤدي النزاع المسلح إلى التأثير على حياة الآلاف من الأطفال ممن يرتادون المدارس القرآنية "الخلاوى" في هذه المناطق.

ويقول الباحث في الشؤون الأفريقية عادل إبراهيم لـ"الترا سودان"، إن سيطرة الدعم السريع على مدينة العيلفون المتاخمة لولاية الجزيرة رسالة بشأن الإرهاصات التي تتحدث عن تكوين حكومة طوارئ في بورتسودان.

ولا يستبعد هذا الباحث أن يتخذ القتال في السودان منحى آخر في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن ممارسة الضغط الدبلوماسي على الطرفين المتصارعين، ومع ذلك يقول إن الجيش لما له من خبرات في القتال لسنوات طويلة قادر على ترجيح كفته في أي وقت مهما كانت المكاسب التي تتحدث عن قوات الدعم السريع على الأرض.

وأضاف: "على الرغم من إعلانها السيطرة على مدينة العيلفون لا يمكن لقوات الدعم السريع أن تفرض سلطتها عبر فرض الحلول العسكرية والأمنية، ولا يمكن استعادة الخدمات الأساسية".

وتابع: "هذه القوات تتحول إلى بؤر صغيرة على الطرقات تفرض الرسوم المالية على المواطنين أثناء حركة التنقل، وهي من ناحية معنوية ومادية غير مهيأة لإعلان سلطة في مناطق سيطرتها".

شهدت منطقة العيلفون اشتباكات بين الجيش والدعم السريع طوال اليومين الماضيين

وشهدت منطقة العيلفون اشتباكات بين الجيش والدعم السريع طوال اليومين الماضيين، كما سمع السكان دوي انفجارات قوية وحلق الطيران الحربي فوق سماء المنطقة.

وكانت القوات المسلحة أعلنت صدها هجومًا على مدينة العيلفون وكبدتها خسائر فادحة، وما يزال الجيش يعمل على صد الهجوم من خلال معسكره الذي يتواجد في المنطقة.