24-فبراير-2020

مباحثات حمدوك وميركل على هامش قمة ميونيخ (Getty)

أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستبادر بدعم السودان فورًا، عبر برنامج عاجل قيمته 80 مليون يورو، ستوجه للاستثمارات في التدريب، والزراعة، والطاقة ودعم الشباب والنساء. ويأتي الإعلان متزامنًا مع جولة أفريقية للرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، وتاليًا لزيارة لوفد سوداني رفيع المستوى قاده حمدوك، قبل أسبوع.

ميركل "إنهم يحتاجون إلى شركاء، وألمانيا ترغب في أن تكون شريكا لهم، فالسودان في وضع اقتصادي صعب للغاية

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعلنت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع حمدوك عقب قمة ميونيخ للأمن، شباط فبراير/الجاري موافقتها على تقديم مساعدات للسودان، "لدعمه على طريق التحول الديمقراطي وإعادة بناء اقتصاده"، وهي المهمة التي وصفتها بالشاقة، وأبدى حمدوك تقديره لجهود ألمانيا في دعم السودان قائلًا " ألمانيا وقفت دائما بثبات إلى جانبنا".

اقرأ/ي أيضًا: "أصدقاء السودان" يؤجلون إنقاذ اقتصاده لثلاثة أشهر

تأتي جولة الرئيس الألماني الأفريقية، في إطار توجه عام للقوى الاقتصادية الكبرى نحو تمتين علاقاتها الاقتصادية مع القارة السمراء.  بدأتها الصين ثم روسيا، ومؤخرًا بريطانيا. وهاهي ألمانيا تنضم للتسابق (الاستثماري) نحو القارة، وهي التي لم تحقق نجاحًا يذكر في "التسابق الاستعماري" في القرنين الماضيين.

يأتي هذا الدعم الألماني العاجل للسودان، سابقًا لمؤتمر أصدقاء السودان والشركاء الدوليين الذي كان مقررًا في نيسان/أبريل وأرجئ لحزيران/يونيو القادم. وكانت ميركل قد قالت "إنهم يحتاجون إلى شركاء، وألمانيا ترغب في أن تكون شريكا لهم، فالسودان في وضع اقتصادي صعب للغاية"، بينما يتوقع الشعب نجاحات سريعة ولم يعد يصبر على هذه الأحوال" في دلالة على متابعة لصيقة لمجريات الأحداث في البلاد التي بلغت أزماتها الاقتصادية مبلغاً بات يهدد مستقبل الديمقراطية نفسها، كما قالت ميركل في الاقتباس السابق. والمجالات التي سيوجه إليها برنامج الدعم الألماني العاجل هي نفسها المجالات الأكثر تأثرًا بالأزمة الاقتصادية، خاصة مجال الطاقة في البلد الذي أصبح انقطاع التيار الكهربائي وصفوف الوقود حدثًا يوميًا فيه.

اقرأ/ي أيضًا: اقتصاد السودان.. ماذا يقول ثلاثة خبراء عن أبرز المشاكل والحلول المقترحة؟

وكان البرلمان الألماني "بوندستاغ" قرر في أسبوع جلساته الأخير استئناف المساعدة التنموية الثنائية للسودان. بينما كان وزير الخارجية الأماني هايكو ماس أول وأرفع مسؤول أوروبي يزور السودان منذ سقوط نظام البشير في نيسان/أبريل من العام الماضي. وجاءت زيارة ماس للخرطوم في أيلول/سبتمبر الماضي وتعهد فيها أيضًا بدعم التحول الديمقراطي في السودان.

وشهدت العلاقة بين السودان وألمانيا الغربية بعض التوترات بسبب موقف السودان الداعم للقضية الفلسطينية، والتوجه الاشتراكي للرئيس الأسبق جعفر محمد نميري

يذكر أن ألمانيا (الغربية) هي رابع دولة عظمى تعترف بالسودان كدولة مستقلة، وشهدت العلاقة بين السودان وألمانيا الغربية بعض التوترات بسبب موقف السودان الداعم للقضية الفلسطينية، والتوجه الاشتراكي للرئيس الأسبق جعفر محمد نميري، الذي كان يعترف بدولة ألمانيا الشرقية ويقيم معها علاقات سياسية واقتصادية كبيرة. ولعبت ألمانيا دورًا كبيرً في التوسط للوصول لاتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان التي مهدت الطريق لتقرير مصير جنوب السودان وتحوله لدولة مستقلة، تقيم معها ألمانيا علاقات دبلوماسية واقتصادية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حزمة إجراءات لمجابهة أزمة الوقود..أبرزها تطبيق نظام الكوتا

بحسب خبير اقتصادي.. هكذا سيستعيد السودان أمواله المنهوبة