09-أغسطس-2023
طبيب يقدم خدمات طبية لامرأة في إحدى المراكز

صورة أرشيفية (Getty)

درجة الحرارة تتجاوز الـ(40) درجة مئوية، ومع ذلك يأمل حامد (52 عامًا) في التخلص من مضاعفات مرض السرطان بالحصول على الجرعات في الوقت المناسب في ظل انعدام أدوية السرطان بالولايات التي يقيم فيها النازحون من الحرب.

مستشار سابق في منظمة دولية لـ"الترا سودان": وصول المساعدات الدولية إلى السودان لا يعني وصولها إلى "أيدي المستحقين"

في مركز إيواء بمدينة دنقلا بالولاية الشمالية يكتظ النازحون من حرب الخرطوم بين الجيش والدعم السريع في شهرهم الرابع يتمنون العودة إلى المنازل في غضون أيام رغم عدم وجود آمال قوية على ذلك.

حامد الذي كان يتردد إلى مستشفى الذرة لعلاج السرطان بالخرطوم وصل إلى مدينة دنقلا مضطرًا، ورغم حصوله على بعض الجرعات التي وفرها متطوعون في دنقلا، لكن أدوية السرطان شحيحة في الصيدليات والمستشفيات، كما أن الحصول على "أطباء مختصين" صعب أيضًا وفق ما يقول مرافق لحامد في حديث إلى "الترا سودان".

وكانت وزارة الصحة الاتحادية قالت الإثنين الماضي إن شحنات من أدوية السرطان والكلى في طريقها إلى السودان عبر مطار بورتسودان بولاية البحر الأحمر شرقي البلاد.

https://t.me/ultrasudan

وتُرك المرضى والمواطنون في ولايات نزحوا إليها هربًا من جحيم معارك الخرطوم بلا رعاية صحية حكومية على ما يقولون، فالولايات لا تستطيع تقديم مساعدة للمواطنين حسب ما يقول الباحث الاجتماعي حسين بدر.

قال بدر لـ"الترا سودان" إن الولايات تعاني شبه انهيار في الخدمات الأساسية، وفي بعض المناطق الحياة منعدمة تمامًا ويصمد المواطنون في وجه ظروف اقتصادية وصحية بالغة التعقيد، ومع ذلك تفرض رسوم محلية لتمويل خزانة الحكومة وصرف المكافآت المالية – حسب قوله.

يتهم حسين بدر "الدولة القديمة" بالاستيلاء على الخدمة المدنية في الولايات منذ الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، إذ لم يتمكن السودانيون من مواصلة استعادة الخدمات الحكومية لمصلحة المواطنين – على حد قوله.

ويقول حسين بدر إن حكومات الولايات تتعامل مع قضايا النازحين وسكان الولاية وكأنها شؤون لا تخصهم، ولولا التكافل الاجتماعي بين السودانيين لما تمكن المواطنون من عيش حياتهم – بحسبه.

بينما يقول مرافق لحامد المريض بالسرطان في مدينة دنقلا إن المريض عادةً ما يحتاج إلى جرعات منتظمة ووجبات غذائية مناسبة والإقامة في مكان ملائم من حيث درجة الحرارة، وفي ظل النزوح لا يمكن الحصول على أي شيء سوى مساعدات المتطوعين الذين يقدمون المساعدة بالاعتماد على التكافل الاجتماعي – بحسب هذا المرافق.

وتقول وزارة الصحة الاتحادية إنها تعمل على توزيع الأدوية من "المساعدات السخية" التي حصل عليها السودان من الشركاء الدوليين باتخاذ مدينة بورتسودان مركزًا لاستقبال الشحنات من خارج البلاد.

ويقول المستشار السابق في منظمة دولية أحمد عبدالرحيم لـ"الترا سودان" إن وصول المساعدات الدولية إلى السودان لا يعني وصولها إلى "أيدي المستحقين"، معللًا بأن الولايات تفتقر إلى الكفاءة اللازمة لإيصال المساعدات، بما في ذلك شكوك إزاء كفاءة جهاز الخدمة المدنية في قطاع الصحة.

ويقول عبدالرحيم إن الحل الأمثل في متابعة علاج مرضى السرطان والكلى تجميعهم في الولايات التي نزحوا إليها مع السكن والإعاشة والعلاج إلى حين توقف الحرب لأن ظروف الصحية لا تحتمل المكوث في مواقع سيئة من ناحية الخدمات والتبريد والتغذية والهدوء والعلاج. وأضاف :"مأساة السودانيين في حربهم أنهم تحت نظام لا يملك القدرة على تقديم أي شيء، ليس بسبب الإمكانيات، لكن لعدم وجود رغبة".