19-مايو-2024
الملازم أول محمد صديق

الملازم أول محمد صديق

نعت حسابات لضباط في الجيش اليوم الأحد، الملازم أول محمد صديق بعد الأنباء المتواترة عن مقتله بعد وقوعه في الأسر على يد قوات الدعم السريع في معركة محور مصفاة الجيلي، بحيث اندلعت بالأمس معارك محدودة هناك تمكن الجيش من السيطرة عليها. 

يعد صديق أحد صغار الضباط الذين انحازوا إلى ثورة ديسمبر ليصبح بذلك أيقونة للثورة السودانية

وتضاربت الأنباء حول مقتل الملازم أول محمد صديق والذي جاء بعد أسره في معركة الجيلي، بحيث يقاتل صديق ضمن صفوف الجيش منذ بداية الحرب إثر تلبيته لدعوات الانخراط في القتال ضد قوات الدعم السريع في الحرب التي بدأت منتصف نيسان/أبريل 2023.

ويقول الناشط السياسي هشام الشواني حول مقتل الملازم أول محمد صديق: " موتك حياة لوطن ومعنى لأجيال وأجيال، وسيرتك تاريخ لما سيكون، وإقدامك تعليم في زمن الجهل والخيانة، صمودك ووقفتك في وجه الأوباش وكلاء الاستعمار شهود لن ينسى. إن خنازير السياسة والعمالة لن يفهموا معناك ومجدك وما تمثله، ولكن الناس هؤلاء السودانيين الصابرين الصادقين يعلمون أن لحمَك ودمَك من طين هذه الأرض ومن نيلها الجاري ."

وذهبت بعض الروايات إلى أن الملازم محمد صديق تم أسره بواسطة الدعم السريع عقب انجلاء معارك قرب مصفاة الجيلي شمال الخرطوم أمس السبت فيما عبرت حسابات على "فيسبوك" عن غضبها من أنباء تشير إلى قتله على يد الدعم السريع عقب أسره في المعارك العسكرية التي دارت في تخوم مصفاة الجيلي.

وفي لغة لم تخل من الوعيد أعلن الإعلامي عبد المنعم الربيع في مقطع فيديو نشره على منصة "إكس " مساء السبت، قال إن عناصر من الدعم السريع تمكنت من أسر الملازم أول محمد صديق في معارك مصفاة الجيلي شمال بحري.

وردد الربيع المعروف بالانتماء إلى تيار الصقور في قوات الدعم السريع عبارة "جيبو حي" في إشارة إلى أسر صديق ثم أردف قائلا: "المعاملة كيف يا محمد صديق" ومن ثم أطلق عبارات الشتائم بحق الصديق، وذلك بعد أن أعلن خبر وفاته ليعود ويقول إنه لا يزال في الأسر.

ووجد خبر مقتل محمد صديق تفاعلًا واسعاً على الوسائط الرقمية كونه أحد أبرز أيقونات ثورة ديسمبر المجيدة، بحيث عبر مستخدمون عن غضبهم حيال تصفية صديق في الأسر من قبل قوات الدعم السريع.

من هو الملازم أول محمد صديق؟

ذاع صيت الملازم أول محمد صديق إبان اعتصام القيادة لمئات الآلاف من المدنيين قرب وزارة الدفاع السودانية في نيسان/أبريل 2019 عق إطلاقه لعبارته الشهيرة "الناس ما تدفن دقن" في إشارة إلى ضرورة الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير.

العبارات التي أطلقها صديق في ذلك الوقت انتشرت كالنار في الهشيم في "تقاليد الاحتجاجات خلال ثورة ديسمبر" وسط المتظاهرين السلميين قرب اعتصام القيادة العامة وامتدت إلى ما بعد تلك الفترة لدرجة تدخل الشق المدني في مجلس السيادة الانتقالي الذي كان مناصفة بين المدنيين والعسكريين منذ أيلول/سبتمبر 2019.

استدعت إحالة الملازم محمد صديق إلى التقاعد، عضو مجلس السيادة الانتقالي عن الشق المدني محمد الفكي سليمان إلى نشر رسالة طمأنة على حسابه في "فيسبوك" إلى الشارع السوداني الذي كان غاصبًا في ذلك التوقيت، قائلًا إن صديق باقٍ في الجيش، محاولًا من خلال الرسالة تهدئة المتظاهرين الذين خرجوا في موكب مركزي قرب القصر الجمهوري حينما أحيل صديق إلى التقاعد.

ودرجت تنسيقيات لجان المقاومة في ولاية الخرطوم على إحياء موكب مركزي قرب القصر الجمهوري، استمر لثلاث سنوات على التوالي وأطلقت عليه "موكب الرهيفة التنقد".

يتم إحياء هذا الموكب سنويًا في الـ 20 من شباط/فبراير منذ العام 2020، وهو الوقت الذي كان صديق قد أحيل فيه إلى التقاعد من صفوف الجيش السوداني، حيث رجح المتظاهرون السلميون في ذلك الوقت أن القوات المسلحة تعمدت إحالته إلى التقاعد عقابًا على موقفه في اعتصام القيادة العامة وإعلانه الانحياز إلى المعتصمين.

وكانت قوات الجيش وقوات من الحركات المسلحة التي اقتربت من مصفاة الخرطوم شمال العاصمة نهاية نيسان/أبريل المنصرم تعرضت إلى خسائر الأسبوع الماضي، وسجلت تراجعًا ميدانيًا من محيط المصفاة إلى حدود ولاية نهر النيل.

ودارت معارك السبت بين الجيش والحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع، وذكرت منصات تابعة للدعم السريع أنها كبدت القوات المسلحة خسائر فادحة، واستولت على عشرات المركبات القتالية والأسلحة، لكن لم يتم التحقق من صحة هذه الادعاءات.