صيف حار وكهرباء مقطوعة: السودان بين نقص الإمداد وارتفاع الطلب
4 يونيو 2024
مع ارتفاع درجات الحرارة في السودان إلى 45 درجة مئوية، تستغرق قطوعات الكهرباء نحو عشر ساعات في المدن الواقعة خارج دائرة القتال. فيما يتصاعد الطلب على الطاقة، يجد السودان نفسه على مفترق طرق جراء نقص الإمداد اليومي إلى أقل من النصف.
في المدن التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين، زاد الطلب على الإمداد الكهربائي إلى ثلاثة أضعاف، وفقاً لعاملين في هذا القطاع. اضطرت وزارة الطاقة في بعض المدن إلى تركيب محولات ذات سعة عالية، مثل ما حدث في مدينة عطبرة شمال السودان الأسبوع الماضي.
قطوعات الكهرباء تجعل السودانيين يفضلون النوم في فناء المنزل ليلاً
يقول عماد، الذي يقيم في مدينة شندي بولاية نهر النيل، لـ"الترا سودان" إن قطوعات الكهرباء تستمر لعشر ساعات إلى 12 ساعة يومياً، أي نصف اليوم بلا إمداد، في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية. يمكن اللجوء إلى الجلوس تحت الأشجار خلال فترات الظهيرة.
تحصل ولاية نهر النيل على الإمداد الكهربائي من سد مروي شمال البلاد، والذي ينتج نحو 1250 ميغاواط/ساعة في ذروته، بينما ينتج في المتوسط 700 ميغاواط/ساعة، أي نسبة 20% من استهلاك السودان.
يرى عماد أن المشكلة التي تواجه الصيدليات وشركات الأدوية كبيرة مقارنة مع مشاكل المواطنين مع الإمداد، لأن الحاجة إلى التبريد لحفظ الأدوية أهم من القطاعات الأخرى.
وتابع: "في بعض الأحيان تستمر القطوعات ليوم كامل، يلجأ المواطنون إلى شراء الثلج من الأسواق. ارتفع سعر اللوح إلى 12 ألف جنيه من أربعة آلاف جنيه. التبريد عنصر مهم لحفظ الطعام والدواء".
يقول خبراء في قطاع الكهرباء في السودان إن الشبكة العاملة الناقلة للطاقة تحتاج إلى ضخ المزيد من الإمداد خلال فصل الصيف وزيادة الطلب عليه إلى ثلاثة أضعاف عن السنوات الماضية. مع توقف الخطط الحكومية بشأن مشاريع جديدة للطاقة، فإن البلاد قد تصل مرحلة الإطفاء الكامل كلياً.
وإزاء المعارك العسكرية في العاصمة الخرطوم ومدن ودمدني والقطينة، وجدت نفسها خارج الشبكة العامة للكهرباء، سوى بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش في محلية كرري بأمدرمان. ومع ذلك، فإن الطاقة التي كانت تضخ إلى هذه المدن لم توجه إلى الولايات الآمنة لانخفاض نسبة الإنتاج وخروج وحدات حرارية شمال الخرطوم بحري، مثل مجمع قري للتوليد الحراري، الذي يقع تحت سيطرة الدعم السريع قرب مصفاة الجيلي للنفط على بعد 70 كيلومتراً شمال الخرطوم بحري.
كان السودان ينتج في أفضل الأحوال 2.5 ألف ميغاواط/ساعة قبل اندلاع الحرب. لم يعد بالإمكان الوصول إلى هذه النسبة في الوقت الراهن نتيجة المعارك ووقوع المحطات الحرارية ضمن نطاق القتال.
يقول مصدر من وزارة الطاقة لـ"الترا سودان" عند تلقي أسئلة عن وضع الإمداد الكهربائي إن الحل يكمن في زيادة إنتاج البارجة التركية في البحر الأحمر من 100 ميغاواط/ساعة إلى 250 ميغاواط/ساعة. هذا المشروع يضع على السودان تمويلاً إضافياً للشركة التركية المشغلة للبارجة.
وأضاف: "من المشاريع المقترحة محطة كلانيب في البحر الأحمر، والتي تتوفر فيها ماكينة ألمانية من سيمنز منذ العام 2015. يمكن تشغيل المحطة إذا توفر التمويل. في نهاية الأمر، لابد من حلول حتى لا يتوقف الإمداد كلياً".
مصدر بوزارة الطاقة: "ستنتج محطة كلانيب نحو 500 ميغاواط
وزاد: "ستنتج محطة كلانيب نحو 500 ميغاواط. لن يكتمل المشروع قبل عام إذا بدأ الآن، لذلك هذه الخطة ربما توضع لنهاية التنفيذ الصيف القادم في 2025".
مع ارتفاع درجات الحرارة في غالبية الولايات، يلجأ المواطنون إلى تشييد الأكواخ الخشبية "الرواكيب" أو زراعة الأشجار. الفناء الواسع للمنازل في السودان من أنماط السكن المعروفة، والتي تتيح للناس النوم ليلاً في الفناء "الحوش" مع استمرار قطوعات الكهرباء حتى منتصف الليل أو الساعات الأولى من الصباح.
جراء الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، متحالفاً مع خصمه الحالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، أوقفت ألمانيا منحة قدمتها للحكومة الانتقالية لإكمال مشروع المحطة الرابعة في مجمع قري، والتي كانت ستضيف 450 ميغاواط/ساعة للشبكة العامة، إلى جانب توقف مشاريع الطاقة الشمسية المدعومة من البنك الدولي.
الكلمات المفتاحية

زيادة جديدة في الدولار الجمركي تحدث سخطًا في أوساط المستوردين بالسودان
قال متعاملون في التخليص الجمركي، إن الحكومة نفذت زيادة جديدة في التعرفة الجمركية الخاصة بعمليات الاستيراد، برفع القيمة من ألفي جنيه إلى 2400 جنيه اليوم الأربعاء.

مطار الخرطوم.. من تحت الركام إلى عنان السماء
بعد أكثر من عامين من التوقف بسبب الحرب، يسعى مطار الخرطوم الدولي إلى العودة للحياة، رغم الدمار الكبير الذي لحق به. فقد تعرض المطار لدمار شبه كامل نتيجة للمعارك العنيفة في محيط القيادة العامة للجيش السوداني. وفي خطوة نحو إعادة التأهيل، قررت إدارة المطار إنهاء الإجازة المفتوحة لبعض العاملين تمهيدًا لاستئناف الملاحة الجوية واستعادة نشاط المطار الحيوي.

ارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد الغذائية في السودان
شهدت الأسواق السودانية خلال الأيام الماضية، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار السلع الاستهلاكية، ويُعزى ذلك – بحسب تجار – إلى الارتفاع المتسارع في أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، الذي تراجع بشكل حاد مؤخرًا.

13 إصابة بينها حالتا وفاة بضربات الشمس بولاية البحر الأحمر
كشفت اللجنة الفنية للطوارئ الصحية بوزارة الصحة ولاية البحر الأحمر، عن تسجيل 13 حالة إصابة بضربات الشمس، بينها حالتا وفاة بولاية البحر الأحمر.

سيول مفاجئة تتسبب بنزوح عشرات الأسر في شمال دارفور
أعلنت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن السيول الناجمة عن أمطار غزيرة اجتاحت بلدة دار السلام في ولاية شمال دارفور خلال يومي 14 و15 تموز/يوليو الجاري

زيادة جديدة في الدولار الجمركي تحدث سخطًا في أوساط المستوردين بالسودان
قال متعاملون في التخليص الجمركي، إن الحكومة نفذت زيادة جديدة في التعرفة الجمركية الخاصة بعمليات الاستيراد، برفع القيمة من ألفي جنيه إلى 2400 جنيه اليوم الأربعاء.

الهلال والمريخ يعتذران عن خوض نهائي كأس السودان
أعلن ناديا الهلال والمريخ في بيان مشترك، أمس الثلاثاء، اعتذارهما عن خوض مباراة نهائي كأس السودان، المقررة في 26 تموز/ يوليو الجاري على ملعب بورتسودان، مبررين ذلك بجملة من التحديات التي رافقت مشاركتهما في البطولات خلال فترة الحرب.