قفزت أسعار تذاكر النقل البري في السودان بنسبة 30%، فيما وصل سعر التذكرة بين بورتسودان بولاية البحر الأحمر ومدينة وادي حلفا بالولاية الشمالية (105) ألف جنيه.
اقتصادي: السوق الموازي في أعنف حالاته
في ذات الوقت شن السوق الموازي هجماته على السعر الرسمي، وصعد إلى أعلى نقطة في تاريخ السودان، وبلغ الدولار الأميركي (2800) جنيه وسط تحذيرات من الوصول إلى ثلاثة آلاف جنيه مطلع الأسبوع القادم.
وإثر تطورات السوق الموازي للعملات الصعبة، سارع اتحاد النقل السوداني إلى إصدار التعرفة الجديدة للبصات السفرية عقب تواصل اتحاد النقل القومي مع وزارة النقل والمالية، محتجًا على زيادة أسعار الوقود وتكاليف التشغيل فيما يتصاعد سعر الصرف في السوق الموازي بشكل يومي.
في تعاملات السوق الموازي بمدينة بورتسودان، بلغ سعر الدولار الأميركي حتى مداولات مساء الخميس (2800) جنيهًا و(2600) جنيهًا في نقاط أخرى في هذا السوق.
بينما قال شهود عيان من بورتسودان لـ"الترا سودان"، عن حملات أمنية لملاحقة تجار العملة في العاصمة المؤقتة شرق البلاد. بالمقابل يرى الباحث الاقتصادي أحمد بن عمر في حديث لـ"الترا سودان"، أن سوق العملات في السودان شهد استقرارًا الشهور الماضية، وبدأ الصعود اعتبارًا من هذا الشهر، ما يعني وجود حركة غير طبيعية، ربما تلقى السوق طلبات كبيرة من الحكومة وهي أكبر مشتر للدولار الأميركي من السوق الموازي.
وأضاف: "قد تكون الطلبات الحكومية لشراء السلاح أو اللوجستيات أو السيارات"، مضيفًا أن حركة الشراء كبيرة وسط تجار العملة أيضًا، إلى جانب استيراد مدخلات التعدين وتحضيرات الموسم الزراعي.
وقال بن عمر إن السودان يواجه في الوقت الراهن، تقلص حجم الاقتصاد بسبب تقلص مناطق الإنتاج الزراعي والماشية، موضحًا أن السوق الموازي اكتسب خبرة جديدة وصعد إلى أعنف حالاته.
وتابع: "الطلبات المتداولة بين التجار تذهب في اتجاه المضاربة، ثم تطلب الحكومة طلبات من النقد الأجنبي، وهذه الأنشطة تؤدي إلى زيادة سعر الصرف بهذا الشكل الجنوني، لأن كل تاجر يحاول الحصول على ربح كبير".
وأردف بن عمر: "قد يتداول السوق الموازي (2) مليون دولار أميركي، وتمر هذه الأموال عبر سلسلة مضاربات بين التجار، مثلًا عندما تطلب الحكومة كمية من العملات الصعبة تصلها في نهاية المطاف، وقد حصل كل تاجر على أرباح كبيرة، وهذا يفسر صعود الدولار من (2.600) إلى (2700) ومن ثم (2800) جنيه خلال ساعات محدودة".