أعلنت الحكومة السودانية رفضها القاطع وشرطها الأساسي بعدم جنوح إثيوبيا إلى ملء خزان سد النهضة قبل التوقيع على اتفاق بين الدول الثلاث السودان، مصر  وإثيوبيا، وقالت إن الملء مرتبط بتفاصيل فنية تتضرر منها سدود سودانية، وأضافت :"لابد من الوصول إلى اتفاق قبل ملء وتشغيل السد".

وزيرة الخارجية: مبادرة السودان بشأن سد النهضة وجدت ترحيب مصري إثيوبي

وذكرت وزيرة الخارجية السودانية، أسماء محمد عبد الله، في برنامج تلفزيوني بالقناة السودانية مساء السبت، بأن السودان لديه مبادرة يدعو من خلالها دولتي مصر وإثيوبيا إلى العودة من حيث وقفت مفاوضات سد النهضة، كما أنه يرفض بدايتها من جديد، مشيرةً إلى أن المبادرة وجدت ترحيب من الدولتين، وعلى ضوئها بدأت الدولتان استعدادهما لاستئناف المفاوضات.

اقرأ/ي ايضًا: شركة "تبوك" الدوائية تفصل 73عاملًا بسبب الإضراب وتجمع المهنيين يتدخل

وفي منتصف آيار/مايو الماضي، أعلنت الخارجية الإثيوبية أن خطة ملء السد في موسم الأمطار المقبل هو جزء من البناء المقرر من دون الحاجة أن تعلم مصر والسودان ذلك. إلا أن مصر رفضت ذلك، ولجأت إلى مجلس الأمن الدولي لرفض سياسة إثيوبيا الرامية إلى بدء ملء خزان النهضة دون التنسيق مع القاهرة أو إنهاء التفاوض على المطالب التي طرحت في السنوات الماضية بمشاركة السودان. وقدمت مصر شكوى إلى مجلس الأمن الثلاثاء 5 آيار/مايو الماضي، تضمنت 15 ورقة، أدرجت كل نتائج المفاوضات السابقة التي تمت بين مصر والسودان وإثيوبيا سواء في عواصم هذه الدول أو في واشنطن.

وترى الخارجية السودانية، على لسان الوزيرة في اللقاء، أن الخلافات التي نشبت بين طرفي المفاوضات لاتحل إلا باستئناف المفاوضات، وقالت إن ملء سد النهضة لا يكون إلا بموافقة الدول الثلاث، وأضافت: "لا يمكن أن تقوم إثيوبيا بملء السد إلا بموافقة السودان ومصر، والسودان ليس وسيطًا في المفاوضات بل هو شريك أصيل"، وأشارت إلى "أننا لا نرى طريق آخر غير العودة إلى طاولة التفاوض".

وقالت الوزيرة إن إثيوبيا واجهت موقف قوي من السودان ومصر المتعلق بعدم ملء السد قبيل التوصل إلى اتفاق، داعيةً طرفي التفاوض بالالتزام بإعلان المبادئ الذي وقعت عليه الدول الثلاث، وتساءلت الوزيرة: إذا لم تستجيب اديس ابابا لذلك؟، وأجابت، قائلة:"نحن نأمل أن لا تصل إثيوبيا إلى هذا، ونأمل أن تستجيب بعدم ملء السد قبل التوصل لاتفاق".

وكانت القاهرة قد صعدت من نزاعها مع أديس أبابا عقب انسحاب الأخيرة من اجتماع في واشنطن نهاية شباط/فبراير الماضي وكان مخصصًا لإبرام اتفاق نهائي بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد برعاية وزير الخزانة الأمريكية والبنك الدولي لتعلن بعده إثيوبيا بدء تخزين (4.9) مليار متر مكعب في بحيرة السد في تموز/يوليو المقبل.

وقبيل أن تتفاقم أزمة سد النهضة بين الدول الثلاث، خرجت الخرطوم من صمتها المطبق، من خلال وفدٍ رفيع المستوى بحث مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا العلاقات بين البلدين، منها تطرق اللقاء لقضايا سد النهضة وكيفية حل نزاعات على الحدود بين الدولتين.

وزير الري: مواقفنا في مفاوضات سد النهضة تبنى على مصالحنا، والسودان ليس منحاز لأي طرف

وزير الري والموارد المائية، ياسر عباس، أكد خلال حديثه في البرنامج التلفزيوني، أن السودان هو الأكثر تأثرًا من دولتي مصر وإثيوبيا بإنشاء سد النهضة، لذلك نحن ليس طرف وسيطًا في المفاوضات بل طرف أساسي، لافتًا إلى أن السودان يرى في إقامة السد فائدة أكبر من المخاطر، منها استفادة البلاد من حصتها في مياه النيل.

وكانت قد رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاق مبدئي بعد وساطة الولايات المتحدة الأمريكية، في حين قال ساعتها مسؤولون إثيوبيون إن واشنطن كانت تضغط للتوقيع على الاتفاق لمصلحة مصر، لكن أديس أبابا رفضت، وقللت من تأثير شكوى مصرية قدمتها إلى مجلس الأمن بشأن مشروع سد النهضة، الذي تبنيه على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل بالقرب من الحدود السودانية.

وعن انحياز السودان لأي دولة في مفاوضات سد النهضة، قال عباس إن الخرطوم متهمة دائمًا بالانحياز لإحدى الأطراف، ولكن نحن لسنا منحازين لطرفٍ مقابل الآخر، وأضاف: "مواقفنا تبنى على مصالحنا"، قاطعًا بعدم وقف الحكومة مع أي دولة ضد الأخرى.

اقرأ/ي ايضًا: قرارات إزالة التمكين تشكل موردًا جديدًا وترفد الخزانة بـ(158) مليار جنيه

وكشف عباس أن السودان شرطه الأساسي في المفاوضات بعدم ملء سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق لأن هناك مسائل فنية ستضر بالسودان حال تم الملء قبل الاتفاق، ونبه إلى أن اجتماع شباط/فبراير الماضي بين الدول الثلاث بشأن السد أحدث اختراقًا كبيرًا لأن الاتفاق فيه وصل إلى نسبة (90) %.

وزير الري: "سد النهضة يتمتع بنسبة عالية في الأمان مقارنة برصفائه في السودان"

وعن الأحاديث المتعلقة بأن السد يقع في منطقة زلازل، قال الوزير إن نسبة أمان سد النهضة تفوق السدود السودانية، وأضاف: "سد النهضة يتمتع بنسبة عالية في الأمان مقارنة برصفائه في السودان".

بعد ما حسمت الخرطوم موقفها من ما يجري بشأن السد، إلا أن إثيوبيا تقول أن مصر تحاول كسب السودان في موقفها ضدها، في ظل تعنت أديس أبابا بخصوص سد النهضة، وتعد قضية "سد النهضة" من أبرز الملفات الشائكة في علاقات مصر والسودان.

اقرأ/ي ايضًا 

الجهاز المركزي للإحصاء يعتزم إجراء مسح لتوفير البيانات بشأن وباء كورونا

صندوق النقد: برنامجنا في السودان ليس للتمويل وإنما لبناء سجل تنفيذ السياسات