يواجه مئات السودانيين في العاصمة الأوغندية كمبالا وأديس أبابا في إثيوبيا، مشكلة تتعلق بإيقاف السفارة السعودية في هذين البلدين منح تأشيرة الدخول إلى المملكة العربية السعودية للسودانيين بغرض العمل، في ظل توقفها عن العمل في السودان منذ بدء الحرب في نيسان/أبريل الماضي.
الهجرة بحثًا عن سفارة
ومنذ شهر يوليو/تموز الماضي توجه مئات السودانيين إلى العاصمة أديس أبابا بحثًا عن هذه الإجراءات في السفارة السعودية هناك، ورغم حصول البعض على تأشيرة العمل إلا أن الغالبية ما زالوا ينتظرون "أملًا ضئيلًا" كما يقولون في استئناف هذه الخدمة في كلٍ من إثيوبيا وأوغندا.
التكاليف المالية التي ينفقها السودانيون الباحثون عن تأشيرة للسعودية في كمبالا وأديس أبابا تقدر بآلاف الدولارات
في وقت وصل فيه مئات السودانيين أيضًا إلى العاصمة كمبالا من مطار بورتسودان للحصول على خدمة تأشيرة العمل في السعودية عبر سفارتها في هذا البلد الواقع في وسط وشرق أفريقيا.
انتظار مكلف
المواطن السوداني صلاح محمد الذي ينتظر في كمبالا منذ شهر يسرد معاناته قائلًا إن البقاء هنا لفترة أطول تكلف أكثر من ألف دولار شهريًا نظير الإقامة في فندق والمعيشة، وفي ذات الوقت لا توجد معلومات أو تحديث من السفارة السعودية بخصوص إقامات العمل في السعودية ومنح التأشيرة.
وكانت السفارة السودانية في كمبالا أصدرت تعميمًا الأسبوع الماضي ونوهت إلى أن إجراءات السفارة السعودية في أوغندا ما تزال قيد النظر، وطلبت من السودانيين خارج أوغندا بانتظار المعلومات الجديدة التي قد ترد من السفارة السعودية.
شُح في المعلومات
ويقول "أيمن" وهو طبيب وصل إلى أديس أبابا، إنه اضطر للسفر إلى إثيوبيا قبل شهرين للحصول على تأشيرة الدخول بغرض العمل في المملكة العربية السعودية، وحتى الآن ما يزال ينتظر معلومات جديدة من السودانيين العالقين في بعض الدول الأفريقية.
ويرى أيمن في حديث لـ"الترا سودان"، أن الأمل بدأ يتلاشى مع مرور الوقت، وهناك من حزم حقائبه وعاد إلى السعودية عبر تأشيرة العمرة أو الزيارة العائلية، وهي إجراءات لا تسمح بالعمل داخل الأراضي السعودية.
من بين العالقين فتيات ونساء يعملن في المجال الصحي والهندسي اضطررن لمغادرة السعودية لتجديد الإقامة والحصول على التأشيرة، وتبدو رحلتهن شاقة ومتعبة مع تقدم الوقت، حيث وصل الأمر بهن للمكوث عدة أشهر في أديس أبابا وكمبالا، في ظل غياب المعلومات من السفارة السعودية للسودانيين.
"ل" طبيبة سودانية تخرجت حديثًا وبدأت رحلتها إلى إثيوبيا بحثًا عن تأشيرة عمل في المملكة العربية السعودية، وهي تقيم في فندق في العاصمة أديس أبابا، حيث اضطر والدها لمرافقتها مع ارتفاع في تكلفة الإقامة وتذاكر الطيران. ويبدو أن السودانيين "تركوا بلا اهتمام حكومي يذكر" كما تقول هذه الفتاة لـ"الترا سودان".
هجرة بسبب الحرب
بعد اندلاع الحرب في السودان في منتصف نيسان/أبريل الماضي زادت رغبة السودانيين للعمل في دول الخليج، ومع توقف الحياة العامة فإن فرص الحصول على العمل ازدادت تعقيدًا مع وضع قيود على دخول السودانيين إلى بعض البلدان.
وتقدمت السفارة السودانية في كمبالا بقائمة جوازات تخص السودانيين الذين وصلوا أوغندا منذ نهاية آب/أغسطس الماضي، وتتعلق القيود الجديدة بالنسبة للسفارة السعودية بالحصول على "الفيش" وهو السجل الخالي من أي جريمة بالنسبة لمقدم الطلب.
المئات من السودانيين ينتظرون ردًا من السفارة السعودية في كمبالا بينما غادر البعض يائسًا من أي تطور إيجابي
المئات من السودانيين ينتظرون ردًا من السفارة السعودية في كمبالا بينما غادر البعض يائسًا من أي تطور إيجابي، لكن الغالبية يشعرون أنه قد يأتي رد إيجابي خلال الأيام القادمة.
وحاول "الترا سودان" الحصول على تعليق حول هذه الأزمة من السفارة السودانية أو وزارة الخارجية، لكن لم يتسن ذلك.