18-سبتمبر-2023
لاجئون يطبخون في أحد مراكز اللجوء

يعيش النازحون في أوضاع إنسانية صعبة في مراكز اللجوء (getty)

تتواصل معاناة النازحين واللاجئين السودانيين بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب بين الجيش والدعم السريع. وتتخذ المعاناة أشكالًا متعددة من نقص الأدوية إلى انعدام المراكز الطبية الحكومية وهيمنة القطاع الطبي الخاص في الولايات التي فر إليها ملايين النازحين وفرض رسوم فلكية للعلاج.

متطوع لـ"الترا سودان": تفاقم معاناة السودانيين جراء الحرب لا يقابل بالحلول سواء من المجتمع الدولي أو الأطراف المتقاتلة

ترك ملايين السودانيين منازلهم في الخرطوم والأبيض ونيالا والفاشر وزالنجي والجنينة، وهي المدن التي تشهد قتالًا بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي. ولجأ أغلبهم إلى مدن بعيدة نسبيًا عن القتال، ويواجهون صعوبة في تدبير نفقات الإيجار، وهناك من يقضي يومه منتظرًا الحصول على الغسيل لمرض الفشل الكلوي في مدينة مثل كوستي بولاية النيل الأبيض.

وليد من مدينة كوستي يعكس المعاناة التي تواجه مرضى الفشل الكلوي جراء التوقف المستمر لمركز غسيل الكلى بسبب نقص الأدوية وتدهور الوضع العام للحكومة المحلية وعدم وضعها خطة واضحة لصحة الطوارئ.

يقول وليد لـ"الترا سودان" إن مرضى الفشل الكلوي يعانون من عدم استدامة عمل مركز غسيل الكلى الذي يتوقف لفترات ثم يعاود العمل في غياب أي ضمانات للعمل لوقت أطول.

https://t.me/ultrasudan

أما في الخرطوم، فيعد الحصول على وجبات يومية للعالقين في أحياء تدور فيها الاشتباكات المسلحة أملًا لا يرجى تحققه في بعض الأحيان، ويعتمدون على المشاركات الجماعية في طهي "البليلة" أو "العدس" في مناطق مثل أم درمان رغم التوسع عمل المتطوعين الإنساني في توزيع الطعام.

تقول مريم لـ"الترا سودان": "من لا يملكون المال ينتظرون المتطوعين للحصول على الطعام"، مشيرةً إلى أنهم يُجمعون في شارع محدد ويحضرون مواد البقالة وتطهى وتوزع على السكان في أحياء "شديدة الخطورة" ولا يمكن الخروج منها بسهولة – وفقًا لمريم.

توزيع الغذاء والدواء في مدن العاصمة الخرطوم التي يستعر فيها القتال ليس من السهولة بمكان في ظل المخاطر الأمنية وانعدام معايير حماية المدنيين حسب ما تقول الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة في تقاريرها هذا الأسبوع، ويلجأ المتطوعون إلى طرق هي نفسها تعرض حياتهم للخطر.

نازحون في إحدى المدارس بوادي حلفا
يعيش معظم النازحين في مدارس الولايات المستقرة نسبيًا في ظروف إنسانية صعبة (Getty)

"يضعف تطاول أمد القتال بين الجيش والدعم السريع الأعمال الطوعية في غرف الطوارئ، مع نقص التبرعات والإمدادات الغذائية وصعوبة نقلها إلى المتأثرين بالحرب"، يقول حمدي الذي يعمل في غرفة طوعية في أم درمان لـ"الترا سودان". ويضيف قائلًا: "لا تتوقع شيئًا، وتوقع كل شيء، أي يجب ألا تفكر في إنجاز أي عمل ملموس خلال اليوم لأن الأمور تتبدل بين الحين والآخر وبسرعة". "نحن أمام آلة حربية تدمر كل شيء" – أردف المتطوع.

ويرى حمدي أن المعاناة التي تواجه المدنيين في الخرطوم لا يمكن وصفها ببضع كلمات، فالوضع "لا يمكن وصفه" – حسب تعبيره. "أنت تتحدث عن حرب فوق رؤوس الأحياء والمباني" – أضاف حمدي. وأردف: "إن معاناة السودانيين لا تقابل بالحلول من المجتمع الدولي أو الأطراف المتقاتلة".

وحتى المنظمات الدولية العاملة في العاصمة تشكو من العراقيل التي تواجهها في الحصول على تأشيرة الدخول. وقالت الأمم المتحدة إن السلطات تعلق طلبات تأشيرة تصل إلى (205) طلب تأشيرة دخول لعمال إغاثة وعاملين في المجال الإنساني.

والأسبوع الماضي، حذرت غرفة طوارئ جنوب الحزام من تعليق منظمة أطباء حدود أنشطتها في مستشفى بشائر جنوب الخرطوم، وهو مستشفى حيوي، بسبب عدم حصول العاملين على تصاريح الدخول إلى البلاد، وهو ما يعني خروج المستشفى من الخدمة، وفقًا لبيان غرفة جنوب الحزام.