قال المسؤول السابق لشؤون شمال أفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية وليام لورانس إن على قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن يُخلي منازل المواطنين وأن يوقف قواته عن ارتكاب الانتهاكات بحق النساء قبل أن يتحدث عن الديمقراطية.
وصف دبلوماسي أمريكي سابق حميدتي بـ"المنافق" في حديثه عن الديمقراطية قائلًا إن دقلو لن يكون شريكًا في السلام وقواته ترتكب الانتهاكات بحق المدنيين
ووصف لورانس في مقابلة مع قناة "الجزيرة" مساء اليوم قائد الدعم السريع "حميدتي" بـ"المنافق" في حديثه عن الديمقراطية، موضحًا أن دقلو لن يكون شريكًا في السلام وقواته ترتكب الانتهاكات بحق المدنيين.
ووصف المسؤول السابق بالخارجية الأمريكية وليام لورانس خارطة الطريق التي قدمها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار بأنها جيدة لجهة أنها جاءت من مسؤول في الحكومة السودانية، ولكنه قال إنها تحتاج إلى توضيح.
وأشار لورانس إلى أن مبادرة عقار يمكن أن تؤخذ منها النقاط الإيجابية في منبر جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة، وقلل في الوقت نفسه من شأن تصريحات مسؤولي البيت الأبيض بضرورة وقف القتال في السودان، وقال إنها جاءت مشابهة للمواقف الأمريكية السابقة.
وألمح الدبلوماسي الأمريكي السابق وليام لورانس إلى أن مبادرة مالك عقار قد تكون إشارات من قائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان، قائلًا عنه إنه عسكري وليس سياسي ودرج على إرسال الإشارات من دون توضيح.
وكان عقار قد طرح خارطة طريق مساء الثلاثاء من مقر إقامته في مدينة بورتسودان. وبث التلفزيون الحكومي خطاب عقار بمناسبة المبادرة التي طرحها، وتتمثل في وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع المسلح في السودان إلى جانب مغادرة قوات الدعم السريع للأحياء السكنية وتجميعها في معسكرات لبدء عمليات الدمج في الجيش.
كما حدد عقار بعض النقاط في المبادرة، أبرزها: تكوين حكومة لمعالجة القضايا العاجلة، وصرف الرواتب للعاملين في الدولة، واستيراد السلع الأساسية، وتوفير الخدمات، وملاحقة الهاربين من السجون بمن في ذلك رموز النظام البائد.
ودعا عقار في مبادرته الإسلاميين إلى مراجعة تجربتهم في الحكم، وقال إن الفوضى التي أعقبت 11 نيسان/أبريل 2019 لن تكون سببًا في عودتهم إلى السلطة.
ومن ناحيتها، أعربت الحركة الإسلامية في بيان اليوم الأربعاء عن رفضها للبنود التي جاءت في مبادرة مالك عقار الذي يمثل مجلس السيادة السوداني.
ومن جهته، يقول الباحث السياسي أحمد مختار في حديث لـ"الترا سودان" إن مبادرة عقار جاءت بعد ساعات من خطاب البرهان بمناسبة عيد الجيش التاسع والستين، مرجحًا اطلاع الجيش على هذه المبادرة وموافقته عليها، خاصةً البرهان الذي يميل إلى تسوية الصراع المسلح سلميًا من دون اتخاذ موقف راديكالي لمصلحة الحسم العسكري – بحسب مختار.
ويؤكد مختار أن نجاح مبادرة عقار مرهون بالتقدم خطوة إلى الأمام باتخاذ جملة من الإجراءات مثل تخفيف حدة الاستقطاب في الخطاب الإعلامي ما دامت صادرة عن رجل يمثل مؤسسة دولة مثل مجلس السيادة – على حد قوله.
ويرى مختار أن عقار مطالب أيضًا بتسليم الدعم السريع نسخة من مبادرته بصفتها طرفًا في الصراع المسلح. "يجب التواصل مع القوى المدنية خاصة قوى الاتفاق الإطاري، وبحث إمكانية نقل المبادرة إلى منبر جدة" – أضاف مختار. وتابع: "دون خطوات على الأرض ستموت المبادرة كما حدث لعشرات المبادرات في السودان، وعقار نفسه كان لديه مبادرة لإنهاء الانقلاب في العام السابق وفشلت لأنها لم تجد الديناميكية المطلوبة".