في الحوار أدناه، يجيب المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السوداني، الأستاذ فائز الشيخ السليك، على عدة أسئلة، يدور أبرزها حول الإستراتيجية الإعلامية للحكومة الانتقالية، وتعيين الولاة المدنيين، وما صاحب بعضهم من لغط. بالإضافة إلى ما يُثار حول بطء قرارات رئيس الوزراء، في جملةٍ من القضايا منها: حوادث الاقتتال القبلي التي ظلت تنشأ بين فينةٍ وأخرى.
-
ماهي أبرز سمات برنامجك الإعلامي، الذي أسميته "الإستراتيجية الإعلامية"، قبل توليك منصب المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء؟
- الانفتاح على الصحافة والصحافيين، والعمل على تمليك المعلومات والشفافية، وذلك لأننا نؤمن أن الصحافة هي شريكتنا الأصيلة في عملية الاتصال وتمليك المعلومات للمواطنين. ونعمل على تنظيم لقاءات مستمرة بين الصحافة ورئيس الوزراء ومع المسؤولين الآخرين بطرق عدة، مثل اللقاءات مع رؤساء التحرير والكتاب والمحررين والمحررات المختصين.
المستشار الإعلامي: بدأنا في برنامج للتواصل مع الشعب باسم "الشارع يريد"، وهو برنامج تلفزيوني مباشر، نستضيف فيه أحد الوزراء/ت، بمشاركة صحافيين/ت، لطرح أسئلة الشارع الملحة
أيضًا بدأنا في برنامج للتواصل مع الشعب باسم "الشارع يريد"، وهو برنامج تلفزيوني مباشر، نستضيف فيه أحد الوزراء/ت، بمشاركة صحافيين/ت، لطرح أسئلة الشارع الملحة بكل جرأة، وحوار المسؤول/ة بدون قيود، وبدأنا بوزيري الزراعة والتجارة والصناعة.
اقرأ/ي أيضًا: جنوب السودان.. عراقيل إجرائية تعترض تنفيذ البنود السياسية في اتفاق السلام
-
وماذا عن الإعلام الجديد، أو "السوشيال ميديا"؟
- لم ننس السوشيال ميديا وأهميتها من جانب وما تضخه كذلك من حملات شرسة لاستهداف الفترة الانتقالية ورموزها عبر نشر أكاذيب وأخبار مفبركة وإشاعات من جانب آخر، وتهدف هذه الحملات لبث الإحباط وزرع اليأس وعدم الأمان وإعلاء خطاب الكراهية والعنصرية. هنا معركتنا شرسة لكنا سنهزمها بتمليك الحقائق والشفافية والإجراءات القانونية.
-
ما هو تبريرك لبطء التعامل الإعلامي لرئيس الوزراء في عددٍ من الأحداث، خاصةً أحداث العنف القبلي، وكذلك البطء المصاحب لما بعد "القومة للسودان"؟
- أحداث السودان متسارعة، وتحتاج إلى لهث للمواكبة، إضافة إلى أننا في إعلام مكتب رئيس الوزراء ننتظر خطوات وقرارات، لا نصدر بيانات من أجل الادانة وحدها، هذه الإجراءات اختصاص جهات أمنية وعسكرية وعدلية وسياسية. لسنا في حالة سبق صحفي بقدر ما نحن في وضع جمع المعلومة الدقيقة والإجراء المناسب.
اقرأ/ي أيضًا: شرق السودان.. واقع معقد وخطابات كراهية
بالمناسبة، موضوع "القومة للسودان" جاء في وقت صعب، في أزمنة جائحة الكورونا وما صاحبها من شلل في كل العالم لا السودان وحده، هذا الشلل ضرب المصارف والبنوك وشركات الإتصالات، مثلما توجد صعوبات حتى في الوضع الطبيعي في عمليات التحويل المالي للسودان بسبب وجود اسم السودان على رأس قائمة الدول الراعية للإرهاب.
فائز السليك: ملكية وسائل الإعلام أو غيرها هي مهمة لجنة تفكيك نظام الإنقاذ، وواجبها البحث في مشروعية وقانونية تلك الملكية
-
ما يزال يتردد أن هناك العديد من الوسائل الإعلامية ما تزال مملوكة لمحسوبين على النظام السابق، وانتقاداتها كثيفة للحكومة الانتقالية؟
- ملكية وسائل الإعلام أو غيرها هي مهمة لجنة تفكيك نظام الإنقاذ، وواجبها البحث في مشروعية وقانونية تلك الملكية، أيضًا وزارة الثقافة والإعلام هي التي تشرف وتنظم عمل وسائل الإعلام وفق القوانين والضوابط وضمان عدم المساس بالحريات العامة، وحفظ حقوق العاملين والعاملات في مجال الإعلام.
-
أيضًا هناك تأخير للعديد من قرارات السيد رئيس الوزراء؟ على سبيل المثال التعديلات الوزارية، والتعيين لما بعد التعديلات الذي لم يكتمل إلى الآن، وفي البال أيضًا تعيين الولاة مثلًا.
- حال رئيس الوزراء مثل من يسير وسط حقل ألغام، بسبب طبيعة مكونات الفترة الانتقالية، حيث يمكن تشبيه المكونات بمثلث متساوي الأضلاع يتكون من المجلس السيادي، الحكومة، الحرية والتغيير، جميعهم شركاء في عملية صنع واتخاذ القرارات المهمة والمصيرية.
نعم لرئيس الوزراء كامل الصلاحيات في اتخاذ كل الخطوات والقرارات، إلا أن طبيعة الشراكة وديمقراطية رئيس الوزراء تجعله يجري مشاورات مع الجميع مثل قرارات تعيين الولاة، هذه القرارات شملت الحرية والتغيير باعتبارها الجهة التي ترشح وفق الوثيقة الدستورية، ومكونات الولايات، ومنظمات نسوية، كما أن القرار يحتاج إلى مجلس السيادة كذلك لاعتماد الولاة.
أما التعديل الوزاري فاحتاج إلى عملية تقييم الأداء، خاصةً وأن الفترة كانت قصيرة وهي فترة تأسيس في ظرف تحديات كبيرة.
-
ما هو تبريرك لما ظلّ يحدث في ولايات السودان من اقتتال قبلي، تحديدًا في دارفور؟
- النظام البائد خلق دولة موازية من مليشيات، وبعضها قبلي مثل دارفور وجنوب كردفان، هذا الوضع لا يزال يحتاج إلى عمل كبير، واعتبر أن التوصل لاتفاق مع رفاق الكفاح المسلح سيكون بداية الطريق لإنهاء التفلتات الأمنية وانتشار السلاح وسيطرة خطاب الكراهية والعنصرية.
مثلما تغذي جهات هذه الصراعات وتستثمر سلبًا في وجود التناقضات، بدأت الحكومة من جانبها خطوات بنشر قوات مشتركة من الجيش، الدعم السريع والشرطة لحماية المدنيين، خاصةً بعد وصول قوات يوناميد لمراحل متقدمة لانسحابها من دارفور، ومع أهمية المعالجات الأمنية، إلا أن حل المشاكل من جذورها وتحقيق التنمية ومحاربة التهميش هي الحلول الذي تعمل لها الحكومة، وهي عملية طويلة تحتاج إلى إرادة قوية من كل الأطراف ورغبة حقيقية في السلام؛ بالإضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية للمساعدة في السلام وبناء السلام.
-
أخيرًا، باعتبارك قريب من تعيين والي كسلا السيد صالح عمار، وما رافق التعيين فيما بعد؛ ما هو السبب بشكل مباشر في تأخر استلامه مهامه أسوةً بنظرائه الولاة المدنيين المعينين حديثًا؟
- صالح عمار، اختاره رئيس الوزراء بناءً على ترشيح سياسي من قوى الحرية والتغيير، لم أرشحه أنا، ولم أختره مثلما يردد البعض، هذا غير صحيح إطلاقًا.
هناك أيضًا رفض من أحد المكونات المهمة في شرق السودان لترشيح صالح، نحترمهم و نقدر هذه المكون، لما له من تاريخ عظيم، وإرث كبير وتأثير في تاريخ وحاضر ومستقبل السودان، لذلك تعمل كل مؤسسات الدولة للاستماع إليها وحوارها.
اقرأ/ي أيضًا: نقابة المحامين: تعديلات قانون جرائم المعلوماتية "عقوبة قاسية" لم نُشرك فيها
-
وما هو سبب التأخير بالضبط؟
- كلفني رئيس الوزراء بعد تعيين الوالي للتواصل مع كل المكونات والأطراف بما فيهم الرافضين والتوصل إلى توافق يحقق الأمن والسلام. ويُفترض عقد لقاء بين نظار وعمد ولاية كسلا، ولجنة كونها مجلس الأمن والدفاع.
المستشار الإعلامي: الحكومة مهمومة بتحقيق السلام الاجتماعي من خلال ضمان مشاركة الجميع في مؤسسات الفترة الانتقالية
التأخير باختصار جاء بطلب من رئيس الوزراء من أجل ضمان التوافق. الحكومة مهمومة بتحقيق السلام الاجتماعي من خلال ضمان مشاركة الجميع في مؤسسات الفترة الانتقالية، وأيضًا من خلال التنمية، لأن شرق السودان من أكثر المناطق إهمالًا من كل الحكومات.
اقرأ/ي أيضًا
سيمنار المركز العربي| الأفندي يناقش أوهام الهوية السودانية وصراعات الأدلجة