23-سبتمبر-2020

الناطق باسم حركة العدل والمساواة عضو وفد المقدمة للجبهة الثورية "معتصم محمد صالح"

سيتم التوقيع النهائي على اتفاق السلام بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا، في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بين الحكومة الانتقالية، والجبهة الثورية. في ثنايا هذا الحوار، يُجيب الناطق باسم حركة العدل والمساواة، وعضو وفد المقدمة للجبهة الثورية معتصم محمد صالح، على عددٍ من أسئلة "الترا سودان"، عن الاتفاق، ومجيئهم الخرطوم.

معتصم محمد: بحسب رأينا فإن الطريقة التي تُدير بها الحرية والتغيير الفترة الانتقالية قادت لفشل وقصور في عدد من النواحي

  • سيتم التوقيع النهائي على اتفاق السلام في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر المقبل. ماهي أبرز السمات التي تجعله مختلفًا عن الاتفاقيات السابقة؟

- أبرز السمات لهذا لاتفاق، أنه خاطب جذور الأزمة في دارفور. وتحديدًا مشكلة التهميش السياسي في الدولة، هذه أبرز السمات. 

اقرأ/ي أيضًا: وفد السودان إلى أبوظبي يعود إلى الخرطوم

الاتفاق خاطب تكافؤ الفرص في الوظائف في الدولة. هل تعلم بأن الوظائف الكبيرة في الدولة وفي الخدمة المدنية كانت حكرًا على آخرين، ولم يصلها شخص من دارفور، رجلًا كان أم امرأة. السمات الأخرى تتمثل في إعادة التنمية في دارفور. وتأهيل مناطق عودة النازحين وتنميتها، وحددت آليات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

  • ما هي آليات التنفيذ هذه؟

- آليات كثيرة. مثلًا، مفوضية الأراضي والحواكير، ومهمتها مراقبة تنفيذ المعالجات الموصى بها في الاتفاقية.

  • أي اتفاق يستلزم وجود ضمانات لتنفيذه، ما هي ضمانات تنفيذ اتفاق السلام بين الجبهة الثورية والحكومة الانتقالية؟

- ضمانات كثيرة، لدينا بالإضافة لمفوضية الأراضي والحواكير، الآلية العليا للمراجعة وتقييم الاتفاق، وهي مكونة من الأطراف الموقعة على الاتفاقية بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وجنوب السودان وغيرهم.

لحظة وصول وفد المقدمة للجبهة الثورية للخرطوم
لحظة وصول وفد المقدمة للجبهة الثورية للخرطوم

مهمة هذه الآلية تقييم تنفيذ الاتفاق بشكل دوري، كل شهر أو كل شهرين. هناك آلية أخرى، تختص بالترتيبات الأمنية، وهي: المجلس العسكري الأعلى المشترك، وممثل فيها القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئاسة هيئة الأركان، وقائد عام الشرطة، والمخابرات العامة، بالإضافة لرؤساء حركات الكفاح المسلح. وآلية المجلس العسكري الأعلى المشترك مهمتها فض النزاعات التي تنشأ في ملف الترتيبات الأمنية.

  • برأيك ما هي أبرز التحفظات من جانبكم على الاتفاق حتى الآن؟

- ما لدينا ليس تحفظات بالمعنى، وإنما هي مخاوف.

  • وأين هذه المخاوف، وما هي؟

- لدينا مخاوف كبيرة، تتمثّل في توفير الموارد التي تمّ التوافق والالتزام بها من جانب الحكومة. مثلًا، لدينا تحت مسمى: صندوق السلام والتنمية، لمقابلة التنمية في دارفور. الحكومة التزمت في الاتفاق بتوفير (75) مليون دولار سنويًا، لمقابلة التنمية في دارفور، بالإضافة إلى مبالغ أخرى لسد العجز في النقص الخاص في المبالغ المخصصة لتنفيذ الاتفاقات في المفوضيات وآليات تنفيذ الاتفاق. بجانب ذلك لدينا مخاوف في الاحتراب السياسي الحادث الآن من جانب الأحزاب المكوّنة للحرية والتغيير. هذا الاحتراب السياسي متوقع إذا استمر بهذه الطريقة، أن يعطل أو يؤثّر في تنفيذ الاتفاق، أو التأثير في الفترة الانتقالية برُمّتها. وعلى هذا الأساس دعونا لتكوين ما اتفقنا على تسميته بالكتلة الانتقالية لإزالة هذه المشكلات.

  • هل من دواعٍ لتأسيس هذه الكتلة الانتقالية؟

- بالتجربة، وبحسب رأينا فإن الطريقة التي تُدير بها الحرية والتغيير الفترة الانتقالية قادت لفشل وقصور في عدد من النواحي: الأمنية، السياسية والاقتصادية. وفي أثناء ذلك فإنّ الخلافات داخل تحالف الحرية والتغيير، إذا تواصلت؛ ستؤثر كما ذكرت لك في تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه بيننا في حركات الكفاح المسلح والحكومة الانتقالية. وهذه الخلافات ظاهرة في المنازعات بين القوى المختلفة في الحرية والتغيير، التي في الغالب أساسها حزبي. كما أن هناك من هم خارج هذا التحالف؛ يعتقدون بأنّه تم اقصاءهم، بسبب أنهم ليسوا موقعين على ميثاق الحرية والتغيير.

  • وما هو دوركم الذي تنوون القيام به، أو قمتم به باعتباركم وفد مقدمة للجبهة الثورية؟

- جلسنا مع عدد من المسؤولين في الحكومة الانتقالية، ووجدنا منهم الترحيب والتجاوب الكبير بشأن تأسيس الكتلة الانتقالية. واتفقنا معهم على ضرورة إدراج اتفاق السلام في الوثيقة الدستورية، كما اتفقنا على ملاحظاتنا في مناحٍ أخرى مثل: الاقتصاد، الأمن وتوفير الموارد اللازمة لإنجاح الاتفاق، وتنفيذ بنوده. خلاصة هذه اللقاءات تقول بأننا سنذهب مباشرةً نحو التطوير والإصلاح والتطوير الهيكلي للحكومة الانتقالية، وكذا لهيكل الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية.

  • لكن هناك من لم يوقع على ميثاق الحرية والتغيير، ما هي إستراتيجيتكم في التعامل معه، وعلى سبيل المثال المؤتمر الشعبي، الذي يحسب البعض التقارب بينكم في العدل والمساواة وبينه؟

- ليس من الحكمة إقصاء أي قوى سياسية في الفترة الانتقالية، خاصة لو أنها قوى فاعلة. كما ليس بالضرورة أن يكونوا مشاركين في الفترة الانتقالية، إنما الأهم والضروري أن يكونوا متفقين على برنامج لإدارة الفترة الانتقالية.

  • التقيتم في الأيام الماضية بعدد من قيادات الحكومة الانتقالية. أبرزهم: رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، والنائب الأول لمجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو؛ بم خرجتم من هذه اللقاءات؟

- صحيح، هذه كانت لقاءات ناجحة بكل المقاييس، وهناك تفاهم واتفاق في الرؤى بيننا وبينهم.

جانب من لقاء وفد المقدمة مع حمدوك
جانب من لقاء وفد المقدمة مع رئيس الوزراء

تحدثنا في هذه اللقاءات عن ما هو الحل في المرحلة الانتقالية لعدد من المشكلات فيها. كما تطرّقنا في اللقاء معهم عن العلاقات الخارجية، والاقتصاد، وسبل تنفيذ آليات الاتفاق. وكذلك عن ضرورة إعادة هيكلة حكومة الفترة الانتقالية.

- ليس هناك تخوف فيما يخص الحلو، فمن مطالبه مسألة العلمانية وتقرير المصير، وهي برأينا؛ ليست قضايا يتم التفاوض حولها، وإنما قضايا يتم حسمها عبر مؤتمر دستوري، لأنها قضايا تهم كل السودانيين، وليس مواطني جنوب كردفان وجبال النوبة لوحدهم. عبد العزيز الحلو إلى الآن تنازل عن تقرير المصير، وأرجأ ذلك بحسب اللقاء الذي جمعه مع رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، إلى مناقشة تقرير المصير والعلمانية في المؤتمر الدستوري، وعليه نتوقع أن يجلس للتفاوض قريبًا.

اقرأ/ي أيضًا: السودان والتطبيع.. حاضنة سياسية منقسمة وأزمة اقتصادية خانقة

أما عبدالواحد محمد نور، فلديه عدد من الشروط قبل الدخول في التفاوض، منها: عودة النازحين إلى قُراهم، وهي قضية تمت مناقشتها في الاتفاق بيينا والحكومة الانتقالية، حيث وحددنا آلية لمتابعة وتنفيذ ذلك، وإذا نجحنا فيه، نكون قد أسقطنا واحدة من شروط عبدالواحد الأساسية، وبالتالي هذا سيصب في مصلحة شروطه، وفي صالح السلام من بعد. عبدالواحد أيضًا لديه مبادرة، وهي تجد منا الترحيب، وسنعمل سويًا على تطويرها مع إضافة أسباب الأزمة وتصاعد مشكلات الأرض والعدالة.

عضو وفد المقدمة: نحن مستبشرون بالتوقيع النهائي وستحضر عدد من الدول لتشهد الاتفاق

  • أخيرًا، سيتم التوقيع النهائي على اتفاق السلام، بحسب ما أعلنت الوساطة الجنوب سودانية، في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر المقبل؛ هل أنتم مستعدون؟

- نحن مستبشرون بذلك، ومستعدون له، وستحضر عدد من الدول لتشهد الاتفاق، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت لنا قبل أيام، حضور أحد ممثليها رفيعي المستوى. ونتوقع أن يكون اتفاقًا مختلفًا وشاملًا فيما بعد.

اقرأ/ي أيضًا

تيريزا نيانكول مثيانغ.. أيقونة الغناء الثوري في جنوب السودان

جمع أكثر من (600) قطعة سلاح من أيدي المواطنين بولاية واراب