19-مايو-2020

وحدة من قوات الدفاع الشعبية لجنوب السودان "الجيش الشعبي سابقًا" (Getty)

حث مركز السلام والمناصرة بدولة جنوب السودان (Center for Peace and Advocacy)، الحكومة الانتقالية، لرفع القيود المفروضة على حركة الدخول والخروج من مخيم حماية المدنيين (PoCs) التابع لبعثة الأمم المتحدة بجوبا، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات المشددة تسببت في تفاقم معاناة المواطنين النازحين داخل المخيم. وكان الجيش قد فرض بعض الإجراءات التي تحد من حركة المواطنين بعد مقتل أحد جنوده في حادثةٍ يجري التحقيق حولها.

مركز السلام و المناصرة: على السلطات العسكرية معرفة أن "حرية التنقل" هي حق معترف به دوليًا ووطنيًا على حدٍ سواء، ولا يمكن تقييده بشكل تعسفي.

وقال المركز المختص في الدفاع عن حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون في بيانٍ صحفيٍ يوم أمس الاثنين، إنه يتعين على السلطات العسكرية معرفة أن الحق في حرية التنقل هو حق معترف به دوليًا ووطنيًا على حدٍ سواء، ولا يمكن تقييده بشكل تعسفي، إلا عن طريق إجراءٍ قانونيٍ واضح، مشيرًا إلى أن التغاضي عن حماية مخيمات المدنيين يرقى إلى مستوى الإفلات من العقاب ويجب إدانته، بحسب تعبير البيان.

اقرأ/ي أيضًا:  فنانون تشكيليون يرسمون "جداريات" للتوعية بفيروس كورونا في جوبا

وقال البيان: "إن الجيش يعتبر جهاز مهم للغاية، ويسعى بالتعاون مع الوكالات الحكومية الأخرى لتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية". وذكر أن مخيم المدنيين شهد شحًا في مياه الشرب خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب الإجراءات المفروضة. وأدان المركز الحقوقي، ما وصفه بأنه انتهاك لحقوق الإنسان من قبل الجيش، ودعاه إلى السماح للمواطنين بالتمتع بحرية التنقل المكفولة لهم.

وأضاف البيان: "من حق الجيش التحقيق في الجرائم مثل جريمة قتل الجندي سالفة الذكر، ولكن لا ينبغي أن يأتي ذلك على حساب الحقوق الأساسية للمواطنين، ويجب أن يتم ذلك بالطرق القانونية، وليس بشكلٍ تعسفي. إن تجاهل حقوق الإنسان هو ما أدى إلى وقوع تلك التصرفات البربرية". وزاد البيان: "لقد مر هؤلاء النازحون بما يكفي من ألمٍ وبؤس، وقد حان الوقت لجعلهم يستمتعون بفترة السلام هذه".

ومركز السلام والمناصرة بجنوب السودان (CPA) هو منظمة وطنية غير ربحية مستقلة، تأسست في كانون الأول/ديسمبر 2013 بجوبا، وتعمل في مجال تعزيز أوضاع حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون والعدالة الانتقالية والإصلاحات المؤسسية والعدالة بين الجنسين وتطوير الحكم الرشيد في البلاد، وذلك من خلال إشراك الناس في عمليات الحكم وصنع القرار.

وفي سياقٍ آخر، فرضت بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان (UNMISS)، إجراءاتٍ مشددة تمنع خروج المواطنين من مخيمات حماية المدنيين التابعة لها، بعد تسجيل حالتي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد داخل ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ الأسبوع المنصرم.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، في تصريحاتٍ صحفيةٍ من نيويورك: "وفقًا لموقع الأمم المتحدة، فإن وقوع حالتي الإصابة في مخيم الحماية لم يكن أمرًا غير متوقع، وذلك نظرًا للعدد المتزايد للحالات المؤكدة داخل المجتمعات في جميع أنحاء المدينة".

وأوضح البيان بأن "الأمم المتحدة تحث النازحين في مواقع الحماية على اتباع إجراءات الوقاية مثل التباعد الاجتماعي، غسل اليدين وعزل أنفسهم إذا مرضوا".

وأشار البيان إلى أن الأمم المتحدة ستواصل بث رسائل إرشادية في جميع أنحاء البلاد من خلال محطة إذاعة "مرايا" التي تديرها البعثة، وكذلك من داخل مخيمات الحماية، فضلًا عن المساعدة في مضاعفة إمدادات المياه وزيادة عدد مرافق غسل اليدين. ونوه البيان إلى أنه تم توزيع كميات من الغذاء تكفي الأسر لفترة ثلاثة أشهر.

(190) ألف مواطنٍ يقيمون داخل مراكز حماية المدنيين التابعة للأمم المتحدة، منهم (30) ألفًا في مراكز العاصمة جوبا

وأضاف البيان الأممي: "ستواصل الأمم المتحدة تقديم الدعم للأشخاص الذين يقطنون في مخيمات الحماية، وتشجيعهم على اتباع تدابير الوقاية قدر الإمكان".

ووفقًا لأرقام بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان "يونميس" التي تم نشرها الشهر الماضي، فإن هنالك ما يزيد عن (190) ألفًا من المدنيين يقيمون داخل مقرات الحماية التابعة لها، منهم (30) ألفًا يقيمون داخل المخيمات الموجودة بالعاصمة جوبا.

اقرأ/ي أيضًا

عاصفة إقالة وزير الصحة.. متاهات الساسة وقت الجوائح

مقتل مواطن وإصابة آخر على يد قوة نظامية وتصعيد في منطقة أبوحمامة