14-أبريل-2020

إحدى الجداريات (الترا سودان)

أطلقت مجموعة من الفنانين التشكيليين، بجنون السودان، مبادرة لرسم جداريات "غرافيتي" في شوارع العاصمة جوبا، للتوعية بفيروس كورونا الجديد، وحملت المبادرة شعار "كورونا دي حقيقة.. حافظو نفس تاك" بلغة جوبا المحلية، المعروفة بعربي جوبا، وتعني "كورونا حقيقة.. احفظ نفسك"، ودشنت المبادرة في شارع يقع بحي جبل دينكا الشعبي بجوبا.

يقول التشكيلي أكوت دينق إنهم فكروا في تقديم شيء إيجابي تجاه المجتمع في إطار الجهود الجارية لمكافحة فيروس كورونا الجديد

وقام الفنانون وهم؛ أكوت دينق، سليمان أحمد مرجان، الوو ديفيد ملويط، سولي ألفونس جادا، ومليك دوال، بتزيين مساحة قدرها (30 إلى 40) كيلومتر، بجداريات، تحمل رسائل إرشادية ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ باللغتين، الإنجليزية والعربية، إلى جانب عربي جوبا، ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﻔﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ، ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ، وتحث على "غسل اليدين بالماء والصابون، والهدوء ومحاربة الشائعات، واستخدام الأقنعة الواقية، والتكاتف لمواجهة الفيروس".

وقال أحد الفاعلين في المبادرة، الفنان التشكيلي أكوت دينق المعروف في الوسط الفني بـ"أكوت سوليب"، إنهم فكروا في تقديم شيء إيجابي تجاه المجتمع في إطار الجهود الجارية لمكافحة فيروس كورونا الجديد، مشيرًا إلى إنهم بدأوا المبادرة من أجل توصيل الرسائل التوعوية بالمرض لقطاع أكبر من الناس، باستخدام الفنون البصرية التي لها القدرة على الوصول لكل الفئات، بحسب حديثه.

اقرأ/ي أيضًا: "كوفيد 19" يختبر قدرة السودان على التعامل مع الأوبئة والطوارئ

وأضاف، دينق، في حديثه لـ"الترا سودان"، إنهم قاموا برسم الجداريات باستخدام معدات بسيطة من "بوهية، ألوان وفرش رسم.. الخ"، لافتًا إلى أن المعدات تم توفيرها مسبقًا لحملة تستهدف تجميل المدينة، قبل استفحال وباء فيروس كورونا الجديد.

وأوضح دينق أنهم يخططون لتوسعة نطاق المبادرة، لتشمل عددًا من الشوارع والأحياء في العاصمة جوبا، ومن ثم تنظيم ذات العمل في الولايات، عن طريق رسم جداريات عملاقة، ولوحات وبوسترات إرشادية وتثقيفية وتوعوية، وذكر أن الخطة لا زالت تبحث عن الدعم.

من جانبه، قال الفنان التشكيلي، سليمان أحمد مرجان، إنهم خططوا لتوسيع نطاق المبادرة حتى تستطيع تحقيق مقاصدها، مشيرًا إلى أنهم عبر "جمعية الفنانيين التشكيليين" بجنوب السودان، يخططون لتطوير الفكرة وقيادة مبادرة شاملة للتوعية بفيروس كورونا الجديد.

وقال مرجان، في حديث لـ"الترا سودان": "كفنان لدي دور كبير تجاه المجتمع الذي أعيش فيه، وتصبح المسؤولية أكبر في أوقات الأزمات، لذلك قررت المشاركة في هذه المبادرة للمساهمة في محاربة وباء كورونا والتقليل من مخاطره وأضراره".

وأوضح بأن الفن البصري يعتبر وسيلة سهلة لتوصيل الرسائل للمتلقين، وأعرب عن امتنانه للتفاعل الكبير الذي وجدته المبادرة في الشارع العام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وينشط حاليًا مجموعة من الشباب/ت، في قيادة حملات ومبادرات متعددة، للتوعية بمخاطر فيروس كورونا الجديد وطرق الوقاية منه، والمطالبة بتوفير الرعاية الصحية للجميع، ومحاربة خطاب الكراهية.

وتعتبر حملة "الرعاية الصحية للجميع" التي تتخذ مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة لها، واحدة من الحملات التي تهدف إلى خلق رأي عام شامل حول ضرورة توفير الرعاية الصحية للجميع، والمطالبة بتوطين العلاج بالداخل، وتسليط الضوء على تحديات القطاع الصحي، والإشكاليات المتعلقة بتردي الوضع بالمرافق الصحية، وضعف الاهتمام بالكادر الصحي، ونقص المعدات والأدوات الطبية.

وقال أحد الفاعلين في الحملة، وفضل حجب اسمه، لـ"الترا سودان"، إن الحملة تستهدف الشباب الناشطين في المجال السياسي والمدني، للعب دور في جعل قضايا الرعاية الصحية من ضمن الأجندة الرئيسية لدى صناع القرار، مشيرًا إلى أن الحملة تضم عاملين في الحقل الصحي، ومهتمين بفكرة شمولية الرعاية الصحية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الفن التشكيلي بجنوب السودان.. ألوان توثق للحياة وذاكرة الحرب

مواطنو جنوب السودان يتخذون احترازاتهم الخاصة بعد ظهور حالات إصابة بكورونا