أعلنت منظمة الصحة العالمية نقلًا عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية التي أصدرت توقعات مستندة إلى نمذجة أداة إنقاذ الأرواح أن ما لا يقل عن (10) آلاف طفل دون سن الخامسة في السودان قد يموتون بحلول نهاية عام 2023، بسبب زيادة انعدام الأمن الغذائي وتعطل الخدمات الأساسية منذ اندلاع النزاع بين الجيش والدعم السريع في البلاد.
منظمة الصحة العالمية: النسبة المتوقعة تعادل 20 ضعف الأطفال الذين قتلوا خلال القتال بين الجيش والدعم السريع
وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان اليوم الأربعاء أن هذه النسبة تمثل (20) ضعف العدد الرسمي للأطفال من جميع الأعمار الذين قتلوا بسبب القتال بين الجيش والدعم السريع.
وقال بيان منظمة الصحة العالمية إن هذه النسبة تأتي مع تضاعف عدد الأسر التي تعاني من الجوع. ويعاني –وفقًا للمنظمة– (700) ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، فيما يحتاج (100) ألف طفل إلى العلاج المنقذ للحياة نتيجة مضاعفات طبية من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة –بحسب البيان– من أن المزيد من الاضطرابات في النظام الصحي ستؤدي إلى "أعداد كبيرة وغير مقبولة" من الوفيات التي يمكن الوقاية منها بين الأطفال والسكان الهشين.
ولفت بيان منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك حاجة إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة الآن" للحفاظ على النظم الصحية في السودان، وخاصة على مستوى المجتمع والرعاية الصحية الأولية.
وقال البيان إنه بعد مرور ستة أشهر على النزاع في السودان، يظل العاملون الصحيون دون أجر لعدة أشهر، فيما احتُلت المرافق الصحية أو نُهبت أو دُمرت، مشيرًا إلى أن نحو (70%) من المستشفيات في المناطق المتضررة من النزاع خارج الخدمة. وأضاف البيان: "حتى الآن قد تحققت منظمة الصحة العالمية من (58) هجومًا على [منشآت] الرعاية الصحية، أسفرت عن مقتل (31) عاملًا صحيًا ومريضًا، وإصابة (38) آخرين بجروح". وأردف البيان: "بالإضافة إلى القتال الدائر في الخرطوم ودارفور وكردفان، فإن موسم الأمطار يزيد من صعوبة الوصول إلى المجتمعات الضعيفة، بينما يخلق مساحة مواتية لانتشار الأمراض المنقولة بالمياه والنواقل".
وأشار بيان "الصحة العالمية" إلى أن ملايين الأسر ما تزال عالقة في مناطق النزاع، وأن أكثر من (5.8) مليون شخص –بينهم (2.5) مليون طفل– قد نزحوا حديثًا. وقال إنه مع وجود أكثر من (7.1) مليون نازح داخليًا –(4.5) مليون منهم منذ اندلاع النزاع– يوجد الآن في السودان أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم. وتابع البيان: "بسبب افتقار النازحين إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة والبيئة النظيفة والرعاية الصحية والعديد من الخدمات الأساسية، فإن خطر الوفاة بسبب مضاعفات الولادة، وانخفاض التطعيم، وتفشي الأمراض، وسوء التغذية آخذ في الارتفاع بسرعة".