توقف مركز غسيل الكلى في الفاشر جراء سقوط قذيفة صاروخية مساء الأحد، وفق ما أفادت "الترا سودان" مديرة قسم الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، لنا عوض حسن.
تعاني المدينة الغارقة في الحرب من توقف جميع الخدمات الأساسية
وقال شهود عيان إن القذيفة صاروخية أطلقتها مدافع الدعم السريع صوب مركز غسيل الكلى وسط الفاشر، وخرج المركز عن الخدمة بسبب الحادثة، واضطر بعض مرضى الكلى نتيجة الوضع الأمني في الفاشر إلى مغادرتها صوب مدن أخرى تتوفر فيها خدمة غسيل الكلى.
وقالت مديرة قسم الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، لنا عوض، لـ"الترا سودان"، إن المركز متوقف عن العمل اليوم الإثنين بسبب سقوط قذيفة الساعات الماضية، مشيرةً إلى أن أكثر من (90) مريضاً بالكلى يترددون على المركز تضرروا من التوقف.
ورغم الهدوء النسبي صباح اليوم في الفاشر، لكن ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة للمواطنين في معرفة الوضع الأمني لأن الاشتباكات قد تندلع في أي وقت.
وهذه المدينة الغارقة في الحرب تعاني من توقف شبكة الاتصالات ومحطة المياه ومحطة الكهرباء وشح المواد الغذائية وتقلص المراكز الصحية وحركة نزوح عالية مع ندرة في الوقود أدى إلى ارتفاع كُلفة النقل.
بينما قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على منصة "أكس" إن الدعم السريع حكم بالإعدام على مرضى الكلى بالفاشر بعد أن قصف مركز غسيل الكلى.
مليشا الدعم السريع حكمت بالإعدام علي مرضي الفشل الكلوي في الإقليم ، بعد يوم من استهداف المستشفي التخصصي بالفاشر ، بهذا التدمير قد حكمت الميليشات بالإعدام علي كل مرضي الكلي في المركز الوحيد في دارفور . فليشهد العالم بجرائم هذه المليشا المدعومة من دولة تتمتع بعضوية الأمم المتحدة . pic.twitter.com/PEEUqQtnap
— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) June 23, 2024
ورغم قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 13 حزيران/يونيو الجاري، والذي شدد على وقف القتال وإيقاف الدعم السريع هجماتها على الفاشر، لكن الأوضاع لا تزال كما هي وفق شهود عيان.
ولا تزال حركة النزوح مستمرة من الفاشر إلى القرى والبلدات المجاورة في شمال دارفور في ظروف إنسانية بالغة التعقيد وانتشار الدعم السريع في بعض الطرق.
ومنذ أيار/مايو الماضي اشتد القتال بين الجيش والحركات المسلحة من جهة، ضد قوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة على آخر معاقل القوات المسلحة في إقليم دارفور.
والأسبوع الماضي دارت معارك عنيفة حول الفاشر في مناطق "أمبار" بين القوات المشتركة التي تتكون من الجيش والحركات المسلحة، ضد قوات الدعم السريع.
ومنتصف حزيران/يونيو الجاري أعلنت الدعم السريع مقتل قائد هجوم الفاشر العقيد علي يعقوب، وهو جنرال ضمن كابينة القيادة العسكرية لقوات الدعم السريع ومقرب من حميدتي وشقيقه عبد الرحيم دقلو.
ويعتبر يعقوب من أبرز قيادات الدعم السريع التي تعمل على الاستنفار ودفع الشبان في القرى والمناطق على الانخراط في صفوف الدعم السريع. في أيار/مايو الماضي قررت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على يعقوب وقالت إن يعقوب خطط لهجمات الفاشر وعرض حياة أكثر من مليون مدني للخطر.
ورداً على مقتل يعقوب قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي المتحالف مع القوات المسلحة إن الدعم السريع ارتكبت تصفية على أساس عرقي في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
ولا توجد إحصائية كلية عن عدد القتلى في صفوف المدنيين في الفاشر منذ اشتداد المعارك والقصف، لكن تقديرات أصدرتها منظمة أطباء بلا حدود تشير إلى أن العدد تجاوز الـ (2000) مصاب وقتيل.
وتنشر الدعم السريع مدافع في المناطق الشرقية والشمالية للفاشر، وتطلق القذائف -حسب إفادات المواطنين- صوب الأحياء السكنية والمستشفيات ومراكز الإيواء ومخيمات النازحين.