18-أغسطس-2022
احتجاجات

جانب من "مليونية 18 أغسطس" الرافضة للحكم العسكري

وضعت السلطات حواجز أمنية متعددة ونشرت قوات عسكرية إلى جانب تحرك مدرعات على متنها عناصر أمنية تطلق الغاز بكثافة عالية لمنع تقدم المتظاهرين إلى الشارع المحيط بمطار الخرطوم اليوم الخميس في "مليونية 18 أغسطس" التي دعت إليها تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم ضمن الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري.

تحول المتظاهرون إلى شارع المطار فيما حاولت القوات الأمنية إبعادهم خوفًا من تأثر حركة الطيران

وهذا هو الأسبوع الثاني الذي يتظاهر فيه الآلاف في شارع قرب المطار الرئيس في العاصمة السودانية، فيما تمركزت القوات الأمنية في التقاطع الرئيس قرب "نفق عفراء" لمنع تقدم الموكب المركزي نحو المطار.

واستخدمت القوات الأمنية تكتيكها المعتاد للأسبوع الثالث على التوالي بإرسال شاحنات عسكرية على متنها عناصر تطلق الغاز المسيل للدموع وهي تتحرك بثنائية في الشارع الرئيس ما يؤدي إلى تفريق المتظاهرين.

وتستمر الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري في شهرها التاسع بينما يقول قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان إن القوات المسلحة خرجت من العملية السياسية لإتاحة التوافق بين المدنيين وتشكيل حكومة المدنية تتولى إدارة الفترة الانتقالية.

ويطالب المتظاهرون بتنحي العسكريين عن السلطة بالكامل ويرفعون شعارات رافضة للشراكة والتفاوض والمساومة.

وخلال أشهر طويلة من الاحتجاجات قتل (116) من المتظاهرين برصاص القوات الأمنية بحسب تقرير لجنة أطباء السودان المركزية فيما أصيب أكثر من خمسة آلاف شخص.

https://t.me/ultrasudan

وشوهد متظاهرون يحاولون منع تقدم مركبات الشرطة التي تطلق الغاز المسيل للدموع بالاصطفاف قرب "نفق عفراء" بينما تندفع المركبات بسرعة جنونية، وتحدث عمليات كر وفر بين المحتجين والقوات الأمنية.

وللمرة الثانية على التوالي حدد قادة الحراك السلمي شارع المطار وجهة للموكب المركزي ويقولون إنه "تكتيك ناجح للترتيب للمشهد القادم".

احتجاجات
وصول المحتجين إلى مشارف "نفق عفراء" في شارع المطار

وقال المتحدث السابق باسم لجان مقاومة أمبدة السبيل محمد طاهر الذي خاطب المتظاهرين في شارع المطار إن الإفلات من العدالة يشجع القوات الأمنية على ارتكاب المزيد من الانتهاكات.

ويرى طاهر أن تأسيس الدولة الحديثة يبدأ بحكم القانون ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في البلاد طوال السنين الماضية.

وفي هذه المرة استخدمت القوات الأمنية أكثر من خمس مدرعات أطلقتها على طول الشارع الرئيس بداخلها عناصر تطلق الغاز المسيل للدموع.

وقضت الإجراءات الأمنية بإخلاء شارع المطار من المحتجين إذ أن هذا الشارع الحيوي يجاور المطار الرئيس كما أن العمليات الأمنية تؤثر في حركة الطيران. بينما وضع المتظاهرون الحجارة على الشارع الرئيس لشل حركة المدرعات التي كانت تتحرك بسرعة جنونية بحسب ما رصد مراسل "الترا سودان" كما أن هذا الشارع الذي يربط شمال الخرطوم بجنوبها كان خارج الخدمة اليوم.

احتجاجات
محتجون يشيدون المتاريس في شارع المطار بالقرب من "كنار" في "مليونية "1 أغسطس"

ويصمم المتظاهرون على عدم العودة إلى الوراء قبل الإطاحة بالعسكريين من السلطة ويتهمون المكون العسكري بالمناورة السياسية للوصول إلى انتخابات يترشح فيها القادة العسكريون.

فيما قال قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إن الوقت ينفد أمام المدنيين في ظل محاصرة البلاد بالأزمات وطالب بالتوافق سريعًا على تشكيل حكومة مدنية في خطاب أمام جنود وضباط خلال الاحتفال بعيد الجيش بمدينة شندي الأحد الماضي.

وفي نهاية المطاف تمكنت القوات الأمنية من السيطرة على شارع المطار بينما تراجع المتظاهرون إلى الشوارع الداخلية لكن الاحتجاجات الرافضة للحكم العسكري لم تكمل أشواطها بعد، وتتأهب لإضراب عام في 24 آب/ أغسطس الجاري في محاولة لتنويع أساليب المقاومة المدنية.