23-يونيو-2022
الآلية الثلاثية الميسرة للعملية السياسية في السودان

تجاذبات بين أطراف الآلية الثلاثية في السودان قد تعصف بالعملية السياسية التي تيسرها الآلية

صرح الاتحاد الأفريقي مساء الثلاثاء بانسحابه من اجتماعات الآلية الثلاثية التي تيسر الحوار السوداني. وذكر أنه لا يمكن أن يواصل في مسار لا يتمتع بالشفافية والصدق ويعمل على الإقصاء - على حد وصفه، مؤكدًا أهمية احترام جميع الفاعلين والتعامل معهم على أساس أنهم في مرتبة واحدة. ولكن الاتحاد الأفريقي سرعان ما عاد ونفى انسحابه من الآلية، عبر بيانٍ من المصدر نفسه، أكّد فيه أن الاتحاد الأفريقي لم ينسحب من الآلية الثلاثية (المكونة من الاتحاد الأفريقى وبعثة اليونيتامس ومنظمة الإيغاد). وقال المصدر إن تأويل تصريح رئيس البعثة "لم يكن دقيقًا".

فهل يعصف هذا التضارب بدور الآلية الثلاثية؟

خبير إستراتيجي: العسكر لم يفوا بتعهداتهم بمنزل السفير السعودي والتفاوض وصل إلى طريق مسدود والحوار ماضٍ إلى مزبلة التاريخ

مطالب ومواقف

وقال الناطق الرسمي باسم التحالف السوداني حذيفة محي الدين البلول لـ"الترا سودان"، إن انسحاب الاتحاد الأفريقي من الآلية الثلاثية "موقفٌ أخلاقي"، مشيرًا إلى أن الانسحاب أتى بعد محاولات من جهات عدة لإفراغ الحوار من جوهره ومضمونه وتقزيمه لصالح مجموعات معزولة هيمنت علي القرار السياسي في حين غفلة، حسب تعبيره.
وأضاف البلول أن هناك "قشور أحزاب" -على حد تعبيره- "بلا سند جماهيري ولا شرعية ديمقراطية لمؤسساتها، ستضع البلاد في مأزق".

وأشار البلول إلى "الأوضاع المأساوية" التي تعيشها البلاد -على حد وصفه- قائلًا إن البلاد بحاجة إلى وضع الحلول المناسبة بجانب التوافق الوطني من أجل استعادة الحكم المدني وتكملة ما تبقى من الفترة الانتقالية. وأردف :"لا يمكن لأيّ مجموعة أن تقرر في شأن هذا الوطن من دون إجماع وتوافق وطنيين، ومن الصعب العودة بعقارب الساعة إلى ما قبل 25 أكتوبر".

وطالب المتحدث باسم التحالف، البعثة الأممية برئاسة فولكر بيرتس، بعدم تجاوز المبادئ وأساسيات الحوار التي تم الاتفاق عليها وإشراك كل القوى السياسية التي كانت جزءًا لا يتجزأ من ثورة ديسمبر المجيدة بجانب القوى التي دعمت التغيير، محذرًا من أن أية محاولات لممارسة الإقصاء سوف تُفشل الحوار وتضع البعثة الأممية أمام محك صعب. ووصف البلول انسحاب الاتحاد الأفريقي بأنه إنذار من أجل العودة إلى منصة الحوار.

فقدان الأمل

أما مدير معهد الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية بجامعة أم درمان الإسلامية البروفيسور صلاح الدين الدومة، فقد أبدى استغرابه من تصرف الاتحاد الأفريقي. وقال في حديثه لـ"الترا سودان": ليست هنالك منظمة تأتي من أجل الحل وتعلن انسحابها. وتابع: "كان من الأفضل للاتحاد الأفريقي أن يستقيل ليأتي غيره"، واصفًا تضارب التصريحات بأنه "غير سليم". وطالب الدومة بالإفصاح عن الجهة التي لا تلتزم بالشفافية بين الأطراف المشاركة في العملية السياسية.

https://t.me/ultrasudan

وأوضح مدير معهد الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية أن عملية التفاوض وصلت إلى "طريق مسدود" لجهة أن العسكر تعهدوا بمنزل السفير السعودي ولم يفوا بالوعد -على حد قوله، وأكد أن الجهة صاحبة النصيب الأكبر في حل مشكلة البلاد هي لجان المقاومة، وبعد انسحابها من الحوار؛ سيذهب الأخير إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه - والتعبير للدومة.

وقال الدومة إنه فقد الأمل في الآلية الثلاثية في حل الأزمة، وطالبها بالتراجع عن موقفها والاستجابة لمطالب الشارع، ودعاها إلى مزيدٍ من الشفافية مع الرأي العام.

تضارب وتجاوزات

وتوقعت الخبيرة الإستراتيجية والأستاذة بمركز الدراسات الدبلوماسية تماضر الطيب، عدم نجاح الآلية الثلاثية في الخروج بالبلاد إلى بر الأمان، لجهة أنها "تتجاوز الشارع السوداني بلاءاته الثلاثة".

خبيرة بمركز الدراسات الدبلوماسية: فشل الآلية كان واضحًا منذ تأجيل الحوار إلى أجل غير مسمى

وأضافت أن فشلها كان واضحًا منذ تأجيل الحوار إلى أجل غير مسمى. وفيما يخص تضارب تصريحات الاتحاد الأفريقي، قالت تماضر في حديثها لـ"الترا سودان" إن تضارب التصريحات "لا مبرر له". وأضافت أن السياسيين وخاصةً الآلية الثلاثية لديها مشكلة في التعاطي مع القضايا السياسية إلى جانب عدم القدرة على الاعتراف بالفشل، مطالبةً الآلية بالاعتراف بفشلها في إقناع الأطراف بالجلوس إلى طاولة واحدة.