حذر تقرير مشترك لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، من مجاعة قد ترتفع إلى مستوياتٍ مدمرة في (25) دولة من بينها السودان، في الأشهر القادمة بسبب تأثير جائحة كوفيد-19، واتجاه لتوسيع نطاق تقديم المساعدات الإنسانية لـ(138) مليون نسمة بتكلفة أربعة مليارات دولار، مع تخصيص خمسمئة مليون دولار إضافية لمنع تفشي المجاعة في البلدان الأكثر عرضة للخطر.
الركود العالمي الذي تتسبب فيه الجائحة بالنسبة للتحويلات النقدية، سيؤثر بشكل خاص على السودان ولبنان، وبدرجة أقل الجزائر ومصر وتونس والأردن
وأشار تقرير "تحليل الإنذار المبكر للنقاط الساخنة للأمن الغذائي الحاد" إلى أن أكبر تركيز للاحتياجات هو في إفريقيا، وبلدان أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي وفي الشرق الأوسط وآسيا، بما فيها الدول متوسطة الدخل.
اقرأ/ي أيضًا: إضراب مفتوح للكوادر الطبية المتعاقدة في ولاية غرب كردفان
وبحسب التقرير، يمكن أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في هذه البلدان المعرّضة للخطر من (149) مليون شخص قبل كوفيد-19، إلى (270) مليون شخص قبل نهاية العام، إذا لم يتم تقديم المساعدة المنقذة للحياة على وجه السرعة.وأكد تأثير الركود العالمي الذي تتسبب به الجائحة على التحويلات النقدية، والتي هي مصدر رئيسي لدخل الكثير من الأسر وللعملة الصعبة. ويتأثر بشكل خاص السودان ولبنان، و بدرجة أقل الجزائر ومصر وتونس والأردن. أما البلدان التي تعتمد على صادرات النفط، مثل العراق وليبيا، أو واردات الغذاء، مثل اليمن وليبيا ولبنان والأردن، فستتأثر بشدة، وشمل التأثير على سبل العيش فلسطين، وأوصى بالاستمرار بتقديم المساعدات الغذائية بوصفها أمرًا حاسمًا. كما حذر من تدهور الوضع الغذائي في اليمن وسوريا والعراق وليبيا إذا ما تفاقمت ديناميكيات النزاع.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، إن أفقر سكان العالم يقتربون "من حافة" المجاعة وحياتهم في خطر إذا لم نتصرف، وأوضح في بيان أنه حذر مجلس الأمن قبل ثلاثة أشهر من خطر مجاعة كبير. وأضاف: "اليوم، تخبرنا أحدث معطياتنا ذلك.. فقد أجبر الملايين من أفقر الناس حول العالم على الاقتراب أكثر من حافة الهاوية، ودمرت مصادر الرزق بمعدلات غير مسبوقة، والآن حياتهم في خطر وشيك من المجاعة.. إذا لم نتصرف الآن لإنهاء جائحة المعاناة البشرية، سيموت الكثير من الأشخاص".
اقرأ/ي أيضًا: شبكة الصحفيين السودانيين: نرفض المساس بالحريات والجيش ليس فوق النقد
وأشارت التقديرات إلى إمكانية وفاة ما يصل إلى ستة آلاف طفل يوميًا بأسباب يمكن الوقاية منها خلال الأشهر الستة المقبلة بسبب اضطرابات مرتبطة بالجائحة، في الخدمات الصحية والتغذوية الأساسية.
في الفترة من حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر 2020، يتوقع معاناة نحو 9.6 مليون سوداني من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في السودان
وحسب تقديرات برنامج الأغذية العالمي لعام 2020، فإن النازحين داخليا يشكلون (10)% من عدد السكان في ليبيا، ومما فاقم الأوضاع تدهور القدرة على الوصول إلى الغذاء وارتفاع أسعار الأغذية بشدة.، وما يفاقم الوضع وجود أكثر من 650 ألف مهاجر في البلاد، ويعتمدون بشكل كبير على الاقتصاد غير الرسمي. وذكر التقرير أن استهلاك الغذاء لواحد من بين كل ثلاثة مهاجرين غير كافٍ، ويلجأ اثنان من بين كل ثلاثة مهاجرين إلى استراتيجية تدبّر طارئة.
أما في اليمن فقد كان نحو (15.9) مليون شخص أي ما يعادل (53)% من الشعب اليمني؛ يواجهون انعدام الأمن الغذائي في كانون الأول/ديسمبر 2018.
وأشارت تحليلات صدرت في تموز/يوليو 2019 إلى أن (1.2) مليون شخص في (29) من بين (45) محافظة يمنية تعاني من انعدام الأمن الغذائي، كانوا يواجهون انعدام أمن غذائي حاد بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر. وقال التقرير: يبقى اليمن أكثر دولة في العالم تعاني من أكبر أزمة غذائية وإنسانية، بحسب التقرير.
وأضاف: يلوح خطر المجاعة في الأفق، ويمكن أن يصبح حقيقة إذا ظلت قدرة البلاد على استيراد الغذاء محدودة للغاية، أو إذا كانت الإمدادات الغذائية إلى مناطق معيّنة مقيّدة لفترة طويلة من الزمن.
وتوقع برنامج الأغذية العالمي المزيد من الجوعى في سوريا، بإضافة مليوني شخص في عام 2020 إلى (9.3) مليون سوري يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي،. وأكد أن تواصل التدابير المرتبطة بالتصدي لجائحة كوفيد-19 قد يلحق الضرر بالاقتصاد، مما سيتسبب في نقص فرص الدخل وارتفاع معدلات البطالة.
وقال التقرير: السودان يعاني من أزمات متعددة، صحية واقتصادية وسياسية، في خضّم مفاوضات السلام لتحقيق الاستقرار في الحكومة الانتقالية والحدّ من العنف بين القبائل.وبحسب التقديرات، فإنه بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر 2020، نحو (9.6) مليون شخص سيعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في السودان حتى الآن وفق التحليلات.
اقرأ/ي أيضًا: استمرار انخفاض أرقام التقارير الوبائية.. وفحوصات لعمال مسافرين من الخرطوم
وفي العراق سجل العام الماضي (1.8) مليون حالة انعدام أمن غذائي حاد. ومع ارتفاع انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتفاقم الوضع بسبب كوفيد-19، فإنه من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة (10)% هذا العام، ورأى التقرير أن تضاؤل عائدات النفط قد يحد من قدرة الحكومة على توفير الحماية الاجتماعية والمساعدة المتعلقة بالأغذية للسكان، ووجد التقرير أن التدابير المتعلقة بكوفيد-19 فاقمت الأزمة الاقتصادية المتواصلة في لبنان، وبلغ انخفاض قيمة العملة مستويات غير مسبوقة، مما يهدد بشكل كبير القوة الشرائية للأسر وقدرة الدولة على تمويل وارداتها الغذائية، وهو ما قد يقود إلى ارتفاع انعدام الأمن الغذائي بين المواطنين اللبنانيين و(1.5) مليون لاجئ.
وحذر التقرير من أن إطالة أمد الوضع الحالي الذي يتسم بالتدهور الاقتصادي والتفاوتات الاجتماعية والمظالم وعدم الثقة بالحكومة سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات والعنف.
مساعدات طارئة في طريقها للمحتاجين بنحو 4.9 مليار دولار، مع تخصيص 500 مليون دولار إضافية لمنع تفشي المجاعة في البلدان الأكثر عرضة للخطر
و للحيلولة دون حدوث الأسوأ، يقوم برنامج الأغذية العالمي بتوسيع نطاق تقديم المساعدات الإنسانية لـ(138) مليون شخص يواجهون مستويات يائسة من الجوع حيث تحكم الجائحة قبضتها على أكثر الدول هشاشة على وجه الأرض.
وتُقدّر تكلفة استجابة برنامج الأغذية العالمي لانعدام الأمن الغذائي المتنامي بنحو (4.9) مليار دولار، مع تخصيص خمسمئة مليون دولار إضافية لمنع تفشي المجاعة في البلدان الأكثر عرضة للخطر.
اقرأ/ي أيضًا
الجيش يعين مفوضًا لجرائم المعلوماتية.. وصحفيون: "زمن الملاحقات انتهى"
محتجون في القضارف يغلقون شارعًا رئيسيًا لحماية غابة شهيرة من القطع الجائر