اتسعت رقعة الخلافات بين وزارة الخارجية السودانية ومكتب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في أعقاب لقاء جمع الأخير مع مستشار قائد قوات الدعم السريع – يوسف عزت الثلاثاء الماضي في أديس أبابا. ورفضت الخرطوم هذا اللقاء وعدته "تقنينًا لوضع مليشيا متمردة" – على حد وصفها.
دبلوماسي سوداني سابق لـ"الترا سودان": على الخارجية التوقف عن "حرب البيانات" ضد الاتحاد الأفريقي والبحث عن "مقاربة دبلوماسية ناعمة" للاحتجاج
ووصف المتحدث باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الملف السوداني محمد حسن ولد لبات بيان الخارجية السودانية الذي رفض اللقاء – وصفه بـ"المنحط". وقال إن كاتب الخطاب نزل إلى مستوى "غير مسؤول"، مذكرًا الخارجية السودانية بأن الاتحاد الأفريقي في مقاربته للأزمة السودانية يلتقي جميع الأطراف المدنية والعسكرية والاجتماعية، بمن فيهم بعض "دعائم نظام المخلوع"، مع رفض بعض القوى "الشديد" لهذه اللقاءات – حسب تعبيره.
وأشار ولد لبات إلى أن بعض الأطراف الدولية التي تعمل على مقاربة الأزمة السودانية، مثل "منبر جدة"، تنتهج نهج الاتحاد الأفريقي نفسه من دون أن تثير أي تحفظ معلن من "طرفي الصراع".
وتعليقًا على بيان المتحدث باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الملف السوداني محمد حسن ولد لبات، أعربت الخارجية السودانية عن "دهشتها واستنكارها للدرك السحيق الذي انحدر إليه الناطق الرسمي باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الملف السوداني" في تعليقه اليوم على بيان الخارجية السودانية الصادر في الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري. وأضافت أن تعليق ولد لبات "لا يستحق ردًا عليه"، مستدركةً بالقول: "لولا إشفاقنا على المستوى المتردي الذي وصل إليه بعض موظفي منظمةٍ كان السودان من مؤسسيها الأوائل".
ووصف بيان الخارجية السودانية لغة بيان ولد لبات بـ"الهابطة"، وقالت إن "محتواه الفج وما فيه من إسفاف" تأكيد لما عبر عنه بيان الوزارة المشار إليه.
ووصف البيان تعليق الناطق الرسمي باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي للشأن السوداني محمد ولد لبات بأنه "سابقة شاذة وبغيضة"، وعدّته "تطاولًا من موظف معين من الجهاز التنفيذي للمفوضية –المساءل أمام المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي– على دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963 والاتحاد الأفريقي في عام 2002".
وشكك بيان الخارجية السودانية في قدرة المنظمة القارية على أداء "رسالتها في توحيد أفريقيا" في غياب السودان، لافتًا إلى أن دولة السودان "تربط كل أقاليم القارة ببعضها وتحتضن كل المجموعات الثقافية والعرقية في القارة، فضلًا عن إمكاناتها الاقتصادية وقدرتها على إطعام أفريقيا وما وراءها".
ولفت البيان إلى أن "سقوط" أحد كبار موظفي مكتب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يستدعي "مراجعة شاملة للطريقة التي يدار بها المكتب" ولطريقة تعيين بعض كبار الموظفين التي لا تخضع للتصويت من الدول الأعضاء، والتأكد من أنهم على المستوى المطلوب من الاستقامة والمهنية والاتزان النفسي حسب تعبير البيان. وختمت الخارجية بيانها بالقول: "إلى حين حدوث ذلك لن يكون غريبًا أن تتسم بعض قرارات مكتب رئيس المفوضية بازدواج المعايير وعدم الاتساق وخدمة أجندة لا تمثل مصالح القارة، وهي غريبة عليها".
ويرى الدبلوماسي السابق في إثيوبيا أن الخرطوم انخرطت في الأزمة مع الاتحاد الأفريقي من دون أي معرفة بالوضع داخل المنظمات الإقليمية والدولية والذي يتطلب "قدرًا كبيرًا من الدبلوماسية ولغتها المعروفة" – حسب قوله. وأضاف أن بيان الخارجية السودانية الصادر الأربعاء الماضي رفضًا للقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي مع مستشار الدعم السريع "غير منطقي" ما دام الاتحاد الأفريقي يتحرك ضمن مبادرة دولية لحل الأزمة في السودان، مما يتطلب منه أن يلتقي جميع الأطراف – وفق تعبيره.
ويقول الدبلوماسي مشترطًا حجب اسمه لحساسية الأمر لـ"الترا سودان" إن الاتحاد الأفريقي يقوده دبلوماسيون يعرفون تمامًا المطلوب منهم، ويجدون دعمًا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ومنبر جدة المعني بالمبادرة بين طرفي الصراع في السودان، ولذلك فعلى الخارجية السودانية أن تتوقف عن "الحرب الكلامية" ضد الاتحاد الأفريقي – أضاف الدبلوماسي السباق.