02-نوفمبر-2019

زيارة وفد الأمن لجوبا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي

تمثل حالة الصراع والانقسام داخل كيانات المعارضة الموقعة على اتفاق السلام بدولة جنوب السودان، واحدة من إفرازات تدابير قسمة السلطة التي نصت عليها الوثيقة الموقعة في الخامس من أيلول/سبتمبر 2018، و التي خصصت خمس نواب لرئيس الجمهورية من بينهم منصب النائب الأول الذي سيذهب للمعارضة المسلحة التي يقودها ريك مشار، ومن المرجح أن يحتفظ كل من نائبي الرئيس كير الحاليين، جيمس واني أيقا وتعبان دينق قاى بمنصبيهما، مثلما خصصت الاتفاقية واحد من مناصب نواب الرئيس لامرأة ترشحها مجموعة المعتقلين السابقين بقيادة وزير الخارجية السابق دينق ألور، في وقت يدور فيه صراع طويل داخل تحالف أحزاب معارضة جنوب السودان المعروف اختصارا بـ(سوا) والذي انقسم لمجموعتين الأولى بقيادة قابريال شانغسون والأخرى تقودها جوزفين جوزيف لاقو.

وقع انشقاق داخل جبهة الخلاص يقوده خالد بطرس الذي أعلن عن إقالة رئيس المجموعة توماس سريلو من منصبه بعد رفضه لمجمل وثيقة الاتفاق

ويضم التحالف في تكوينه حوالى سبعة فصائل هى (الحركة الوطنية الديمقراطية بقيادة لام أكول، الحركة الوطنية لجنوب السودان التي يتزعمها كوستيلو قرنق المقيم بألمانيا، الحركة الوطنية للتغيير بقيادة بنغازي جوزيف بكاسورو، حركة جبهة الخلاص الوطني التي يتزعمها توماس سريلو سواكا، الحزب الفدرالى الديمقراطي الذي يتزعمه قبريال شانغسون، الحركة المتحدة لجنوب السودان بقيادة بيتر قديت، حركة الشعب الديمقراطية بقيادة حكيم داريو، وحركة تحرير جنوب السودان)

اقرأ/ي أيضًا: بسبب الجوع.. معارضة جنوب السودان تترك معسكرات التدريب!

ابتدأ هذا الصراع داخل مجموعة تحالف معارضة جنوب السودان عشية التوقيع على اتفاق السلام، حيث انقسمت المجموعة بين المؤيدة والرافضة للتوقيع على الوثيقة لحظتها، فوقع انشقاق داخل جبهة الخلاص يقوده خالد بطرس الذي أعلن عن إقالة رئيس المجموعة توماس سريلو من منصبه بعد رفضه لمجمل وثيقة الاتفاق، وكانت الغاية الرئيسية وراء تلك الخطوة هي أن يقوم بالتوقيع على اتفاق السلام على أمل المشاركة في الحكومة الانتقالية تحت مظلة تحالف معارضة جنوب السودان الذي كان يتزعمه آنذاك قبريال شانغسون.

بعد مرور ثلاثة أشهر على توقيع الاتفاقية، وقع الانشقاق الكبير داخل تحالف المعارضة، بسبب رفض قابريل شانغسون لنتيجة الإنتخابات التي جرت بالعاصمة السودانية الخرطوم بمشاركة كافة المنظومات المنضوية تحته، و التي أسفرت عن انتخاب الراحل بيتر قديت رئيسًا للتحالف بأغلبية الأصوات حسب ما تم الإعلان عنه، وإثر ذلك تمسك شانغسون برئاسته للتحالف وأيدته في ذلك مجموعة كوستيلو قرنق، وحركة بكاسورو، لتشهد أروقة التحالف موجة جديدة من الاستقطاب، ومحوره الرئيسي من سيصبح نائبًا لرئيس الجمهورية عن تحالف المعارضة وفقًا لما نصت عليه اتفاقية السلام .

اقرأ/ي أيضًا: اتفاق السلام.. هل ينجو جنوب السودان من الفوضى؟

بالنسبة لمجموعة التحالف الذي يقوده شانغسون فإنها ترى أن توقيعه على وثيقة اتفاق السلام ممثلًا عن تحالف أحزاب المعارضة هو ما يعطيها الشرعية التي تؤهلها لترشيح الشخص الذي سيشغل منصب نائب رئيس الجمهورية، وهو ذات السبب الذي يقف على تقاربها مع الحكومة برئاسة الرئيس سلفا كير، والتي تحاول الاستفادة من حالة الشقاق تلك لإبعاد مجموعة التحالف الأخرى التي يقودها الدكتور لام أكول، المؤسس الفعلى للتحالف الذي بدأ كمظلة تفاوضية لتوحيد مواقف الجماعات المعارضة إبان مباحثات السلام الأولى في أديس أبابا، والذي تحاول مجموعات عديدة داخل الحكومة إبعاده من تولي منصب نائب الرئيس، لينحصر الصراع مابين بنغازي جوزيف بكاسورو، وكوستيلو قرنق وقبريال شانغسون نفسه.

في أعقاب الجدل الذي نشأ مؤخرًا بين الحكومة والمعارضة المسلحة المسلحة التي تطالب بإرجاء تشكيل الحكومة الانتقالية لحين البت في المسائل العالقة والمتمثلة في قضية الولايات وتنفيذ بند التريبات الأمنية، انقسمت مجموعات المعارضة مرة أخرى، حيث تمسكت جوزفين جوزيف لاقو رئيسة المجموعة الثانية للتحالف بضرورة تكوين الحكومة الانتقالية في موعدها المضروب، في الوقت الذي أيد فيه لام أكول عضو المجموعة التي تقودها جوزفين الموقف الذي طرحه الدكتور ريك مشار في الاجتماع الذي ضم الأطراف الموقعة على اتفاق السلام مع أعضاء مجلس الأمن الذي زار لعاصمة جوبا الأسبوع المنصرم ، ليتطابق بذلك موقف مجموعتي التحالف المنقسم مع مواقف بقية جماعات المعارضة الأخرى الموقعة على الإتفاقية مثل (المعتقلين السابقين، الأحزاب السياسية الأخرى، وأحزاب المظلة)، مع موقف الحكومة الحالية والتي تضغط من أجل إعلان التشكيلة الوزارية الجديدة دون مخاطبة المسائل الجوهرية من اتفاق السلام.

تبقت معركة واحدة داخل تحالف معارضة جنوب السودان، هي معركة الظفر بالغنيمة المتمثلة في مقعد نائب رئيس الجمهورية

تبقت معركة واحدة داخل تحالف معارضة جنوب السودان، هي معركة الظفر بالغنيمة المتمثلة في مقعد نائب رئيس الجمهورية، الذي تتركز عليه أنظار الجميع، وبعدها يتوقع أن تنفجر خلافات جديدة مع الحكومة نفسها سيقودها في الغالب العائدون من الغنيمة بالإياب.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

أي إعلام يريد السودان بعد ثورته؟

مواعيد السودانيين