افتتحت "عيادات بيت العافية" بمدينة ود مدني مقرها الشهر الفائت، لتقديم خدمات علاجية مختلفة للمرضى، وشمل المجمع العلاجي عيادة طب وجراحة العيون، وعيادة الأمراض الجلدية وطب التجميل، بالإضافة لعيادة الجراحة العامة. 

ومنذ ما قبل افتتاح العيادات، لقيت منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، رواجًا كبيرًا نسبة للخدمات الحديثة  والفريدة من نوعها التي تقدمها العيادات بمقرها في حاضرة ولاية الجزيرة، أو عبر الإنترنت.

تمثل عيادات بيت العافية تجربة فريدة من نوعها في السودان لقيت رواجًا واسعًا على مواقع التواصل

وتوفر العيادات خدمات العلاج عبر الإنترنت لمرضى الجلدية "Teledermatology"، إلى جانب توفير خدمة زيارات منزلية لكبار السن من الذين يصعب عليهم الحضور للكشف في المقر. في حين يتم التواصل مع العيادات عبر كل الوسائط المتاحة، مع وصف الشكوى وصورة المرض الجلدي، وإرسال وصف واضح للمكان، والموقع عبر برنامج خرائط غوغل، وكل ذلك بأسعار تنافسية، في ظل التعاقد مع شركة سودانية توفر خدمات السجلات الطبية الإلكترونية، ما يسمح بالاحتفاظ بالتاريخ المرضي إلى جانب توفيره عبر الشبكة للمريض.

خاطبت العيادة كذلك الأزمات النفسية التي قد ترتبط بالأمراض الجلدية، عبر التعاقد مع متخصصين نفسيين في مجال علم نفس الأمراض الجلدية "Psychodermatology"، لتقديم الدعم النفسي وتعليم تقنيات التكيف والاسترخاء وغيرها مع المرض، بحسب نوع التدخل المطلوب إذا اختار المريض معالجة الجوانب النفسية لمرضه.

وأشارت العيادات كذلك لاعتمادها على منهجية الطب المبني على الأدلة، وأعلنت عن اشتراكها في الخدمة العالمية لمتابعة آخر الأدلة الطبية وطرق التشخيص والعلاج المبنية على الأدلة المحدثة دومًا "UpToDate"، وهي خدمة توفرها العيادات لأطبائها، بحسب صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

من أجل خدمة متطورة

وفي حديثها لـ"الترا سودان"، تقول العضو المؤسس استشارية طب العيون ومديرة مستشفى الصائم بودمدني د. تراجي عباس الفاضل،  إن تأسيس بيت العافية جاء بحافز مختلف عن فكرة الاعتماد على الاستثمار الطبي لطلب المعاش، ووصفت العمل في "بيت العافية" بالممتع والشائق والمتنوع، بين المعاينات الطبية المبنية على البحث العلمي الحديث، وتمليك المريض الشرح الوافي، وبين التدريب والمحاضرات.  وقالت: "لم أتردد كثيرًا في قبول المهمة الشاقة لإدارة مستشفى الصائم للعيون، بالرغم من حساسية الفترة التأسيسية لأي عيادة خاصة في بداياتها".

وفي هذا الاتجاه، قالت تراجي بأنها تستقبل في اليوم ما يقارب الـ(10) مرضى لتفرد لكل شخص قرابة (45) دقيقة على حسب حالة المريض. وتضيف بأنه قد تم تصميم العيادة من الداخل لتصبح أشبه ما يكون بالمنزل، ليشعر المريض بالراحة، بالإضافة لوجود إضاءة خافتة وأصوات موسيقية لإزالة القلق عن المريض، وتعزيز شعوره بالراحة والأمان، على حد قولها.

سجلات طبية إلكترونية

تميزت عيادات العافية بوجود نظام سجلات طبية إلكترونية، من شركة سودانية، لربط شبكة الكمبيوتر الداخلية بالعيادات. كما يتم عن طريقه تسجيل بيانات المريض والتشخيص وجميع تفاصيل المقابلة، ومراجعة الفحوصات القديمة، لترسل جميعها للمريض عن طريق رسالة نصية، بحسب العضو المؤسس طبيب الجلدية والتجميل د. محمد قرشي عباس.

وقال د. عباس في حديثه لـ"الترا سودان"، إن النظام يتيح إمكانية الاحتفاظ بصورة للمرض الجلدي لمتابعته في الزيارات القادمة، إلى جانب طباعة الروشتات عوضًا عن كتابتها باليد لضمان وضوح الأدوية وتفاصيلها.

وفي ذات السياق، يقول محمد قرشي عباس، بأنه يسعى لتطبيق منهجية الطب المبني على الأدلة بصورة عملية في عيادته، بالإضافة للسعي لإنجاز بحث خاص موسع في الحالات غير الشائعة، التي تحتاج لأخذ الحالة الخاصة للمريض في الاعتبار.

اقرأ/ي أيضًا: قصص حزينة على وسم "لماذا غادرتُ جامعة الخرطوم"

وعبرّ قرشي عن رضاه عن تجربة الاستشارات الجلدية عبر الإنترنت، حيث يبدأ المريض التواصل مع العيادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يقوم بإرسال شكواه عن طريق إيميل للعيادة يطلع عليه فقط الطبيب المعالج، وذلك حفاظًا على خصوصية المريض. بحيث يقيِّم إمكانية تقديم الاستشارة عن بعد -وكل ذلك مجانًا- وفي حال تم القبول يتم إجراء حجز مع المريض، أو الاعتذار له في حال كان من المتعذر معالجة الحالة عبر الإنترنت، مع إعطاء خيارات للحجز لشرح طبيعة المرض وخيارات العلاج المتاحة. 

منصات "عيادات بيت العافية" من أكثر صفحات المؤسسات العلاجية رواجًا على مواقع التواصل

وأكمل الطبيب والمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي بقوله: "تشترك العيادات في الخدمات العالمية التي توفر تحديثات مستمرة لآخر ما توصلت إليه الأبحاث الطبية باستمرار في التشخيص والعلاج، وهي تطبيق سهل وعملي لمنهجية الطب المبني على الأدلة، للتأكد من متابعة آخر المستجدات في علاج المريض والنصائح الجديدة، قبيل موعد المقابلة، بحيث يكون الزمن المقدم للمريض أكثر في الحقيقة من زمن المقابلة الفعلية".

رواج على مواقع التواصل

وربما تكون منصات "عيادات بيت العافية" من أكثر صفحات المؤسسات العلاجية رواجًا على مواقع التواصل، حيث يتابعها الآلاف من داخل وخارج السودان، وتنشر الصفحات باستمرار تقييمات متلقي الخدمات، إلى جانب معلومات طبية عامة تتعلق بالأمراض الجلدية، بالإضافة لطرق تلقي الخدمة سواء على الأرض أو عبر الإنترنت.

وتعتبر التجربة فريدة من نوعها في السودان، كما أن تواجد مقر العيادة الرئيسي في مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة بخلاف الخرطوم التي تتكدس فيها الخدمات ويؤمها الناس في السودان لتلقي الرعاية الصحية، يضيف لفرادة هذه التجربة الواعدة.

اقرأ/ي أيضًا

السودانيون في أوكرانيا يطمئنون الأهل عبر مواقع التواصل

ثوّار سودانيون ينضمون لـ"جيش الأضحكني"