24-سبتمبر-2022
الفنان الراحل عبد الكريم الكابلي

كان الفنان الراحل عبد الكريم الكابلي قد أوصى بدفنه في السودان

في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، أعلن سعد الكابلي وفاة والده الفنان عبد الكريم الكابلي، عن عمر يناهز الـ(90) عامًا في مستشفى بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمت مواراة جسده الثرى هناك وسط حضور كبير للسودانيين. ويوم الجمعة، وبعد أكثر من تسعة أشهر على رحيله؛ احتوى تراب السودان رفات الفنان الذي لطالما غنى له ولأحلام شعبه، حيث تم نقل الرفات وإعادة دفنه في مقابر الصبابي بمدينة الخرطوم بحري.

عقب مضي حوالي (330) يومًا من وفاته بالولايات المتحدة شيعت جماهير غفيرة جثمان الموسيقار السوداني عبد الكريم الكابلي بالخرطوم

وشيعت جماهير غفيرة جثمان الموسيقار السوداني عبد الكريم الكابلي بالخرطوم التي وصل إليها، الجمعة، عقب مضي حوالي (330) يومًا من وفاته بالولايات المتحدة في مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعد رحلة فنية استمرت (60) عامًا. وقالت أسرته إن الكابلي سبق وأن أوصى بأن يتم دفنه في السودان.

وتوفي الكابلي الملقب بـ"عبقري الأغنية السودانية"، عن عمر ناهز الـ(90) عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض، دخل على إثرها العناية المركزة لأكثر من ثلاثة أشهر بإحدى مستشفيات ولاية ميتشيغان الأمريكية التي كان يقيم فيها مع بعض أفراد أسرته. وغادر الكابلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل نحو تسع سنوات، وحصل على الجواز الأمريكي هناك.

https://t.me/ultrasudan

وتميز الكابلي المولود في العام 1932 بمدينة بورتسودان شرقي السودان، بمواهب متعددة بجانب الغناء ووضع الألحان، فقد كان بارعًا في كتابة الشعر وامتلك ناصية التعمق في الثقافات السودانية؛ ما جعل البعض يطلق عليه فنان المثقفين السودانيين، فإضافة إلى حسه الموسيقي المرهف، فهو مثقف ومترجم وباحث تراث من الطراز الرفيع.

الكابلي قام بتلحين وأداء أوبريت السلام المعنون بـ"الهجرة والاغتراب"، والذي كتبه السياسي السوداني ذائع الصيت الشريف زين العابدين الهندي، وهو العمل الذي تنقل فيه الكابلي بين ثقافات وموسيقى السودان بشكل بالغ السلاسة.

وبعد أن أكمل دراسته في خمسينات القرن الماضي؛ التحق الكابلي بالقضاء السوداني وعمل به نحو (20) عامًا، قبل أن يقضي بضع سنوات في العمل كمترجم في السعودية، ليعود إلى السودان مرة أخرى، محترفًا الغناء ليتربع على قمة الهرم الفني مع عدد من كبار المبدعين السودانيين.

واستغل الكابلي الفرص التي سنحت له في العام 1960 حين غني رائعته أنشودة "آسيا وأفريقيا" في حضور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن ظل يغني في دوائر ضيقة للأهل والأصدقاء، وهي أغنية بالعربية الفصحى، وهي الطريقة التي جعلت أغنياته تلامس الوجدان، خصوصًا وأنه كان بارعًا في اللغة العربية ويخرج الكلمات بدقة شديدة.

ومن أبرز أغنيات الكابلي التي تربعت على عرش الغناء السوداني "مروي" و"حبيبة عمري “و"آسيا وأفريقيا" و"يا ضنين الوعد" و"أراك عصي الدمع" و"أكاد لا أصدق" و"زمان الناس" و"حبك للناس" و"شمعة" و"دناب" و"لماذا" و"معزوفة لدرويش متجول" لشاعرها السوداني محمد مفتاح الفيتوري. كما أنه غنى للشاعر الراحل عمر الطيب الدوش قصيدة "سعاد".

وعقب إعلان وفاته نعاه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك بقوله "الكابلي رمزٌ من رموز الفن السوداني، وصرح أدبي ضخم حفر اسمه في وجدان شعبنا بأحرف من نور".

الجمعة بين مطار الخرطوم الدولي ومسجد الشيخ متولى بالخرطوم بحري ومقابر الصبابي حمل السودانيون جثمان الكابلي وأعادوا تشييعه مرة أخرى

أمس الجمعة بين مطار الخرطوم الدولي ومسجد الشيخ متولى بالخرطوم بحري ومقابر الصبابي؛ حمل السودانيون جثمان الكابلي وأعادوا تشييعه مرة أخرى، وهم يرددون نصوص أغنياته: "أنت فينا كبير" و"ريدنا ليك كتير"، قبل أن يردد الجميع أحد أغنيات الراحل "القومة ليك يا وطني". وتنتهي المسيرة بعودة الكابلي ليحتضن ثرى تراب بلاد أحبها جدًا وبادله شعبها ذات الشعور.