11-يناير-2021

(جامعة الخرطوم)

على مدى أيام، نشط عدد من طلاب جامعة الخرطوم، في النشر على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "إقالة بروف فدوى" للمطالبة بإقالة مديرة جامعة الخرطوم، بروفيسور فدوى عبدالرحمن علي طه، على خلفية تردي البيئة الجامعية بالإضافة لإشكالات تعليق الدراسة، مع اتهام المديرة بالتركيز على قضايا ذات صبغة سياسية ليست من أولويات الجامعة، مع إهمال القضايا المتعلقة بمسيرة الطلاب الدراسية.

يذكر أن مديرة الجامعة كان قد تم ترشيحها لشغل أحد المقاعد المخصصة للمدنيين في مجلس السيادة الانتقالي، قبل أن تعتذر عن المنصب، نتيجة لاعتراضها على الأنباء التي تم تداولها عن سحب ترشيح محمد حسن التعايشي، الذي تخرج في جامعة الخرطوم، والذي تم اختياره لاحقًا لعضوية المجلس السيادي.

تم تعيين فدوى عبدالرحمن في منصب مديرة الجامعة، في تشرين الأول/أكتوبر 2019

وتم تعيين فدوى عبدالرحمن في منصب مديرة الجامعة، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، بقرار من رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، حيث ينص قانون جامعة الخرطوم للعام 1995، على أن راعي الجامعة -أعلى سلطة في الدولة وجرت العادة أن يكون رئيس الجمهورية هو راعي الجامعة- هو من يقوم باختيار وتعيين مدير الجامعة الأقدم في السودان.

اقرأ/ي أيضًا: معركة المناهج.. خذلان حمدوك وانتصار الفلول

ولاقت المديرة في الأيام الأولى لتعيينها بالمنصب انتقادات حادة على إثر اعتزامها منع بائعات الشاي والقهوة "ستات الشاي" من ممارسة نشاطهن التجاري داخل حرم الجامعة، ما أثار غضب واعتراض مجموعة واسعة من طلاب وخريجي الجامعة والمتابعين للشأن العام، نسبة للعلاقة القوية التي نشأت على مدى عقود بين الطلاب وهؤلاء النسوة العاملات في مهنة بيع الشاي والقهوة، إضافة إلى أن بائعات الشاي يعتبرن من الفئات الضعيفة والتي تعاني إهمال الجهات الرسمية.

صمت لا لقهر النساء عن قرار منع بائعات الشاي في حرم جامعة الخرطوم، أعاد إلى ذاكرتي صور حملة (كفتيرة ساتره العيلة) وهو يوم...

Posted by Abaas Mohamad on Friday, October 9, 2020

ونتيجة لحملة الانتقادات المتواصلة، مع تعثر العام الدراسي وتردي البيئة الجامعية، دعا عدد من طلاب وخريجي جامعة الخرطوم في الأيام القليلة الماضية لتسيير موكب يوم الخميس القادم، الرابع عشر من كانون الثاني/يناير إلى مباني وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للمطالبة بإقالة بروفسور فدوى من منصب مديرة الجامعة.

وتعيش جامعة الخرطوم، منذ ديسمبر من العام 2018، تعثرًا في التقويم الدراسي، نسبة لأحداث الثورة التي أدت إلى تعليق الدراسة في كافة المستويات التعليمية في البلاد، ثم الإغلاق الاضطراري الذي دخلت فيه الجامعة، رفقة العديد من المؤسسات، نسبة للجائحة العالمية كورونا، منذ نيسان/أبريل من العام الماضي.

ويتهم الطلاب المديرة بأنها أهملت معالجة القضايا الملحة، ما أثر على مسيرتهم التعليمية.

وفي خواتيم تشرين الأول/نوفمبر الماضي، أعلنت الجامعة تعليق الدراسة في الجامعة، بعد التحذيرات من موجة ثانية لجائحة كورونا، إلا أن الطالبة بكلية الطب بجامعة الخرطوم، أوضحت أن طلاب المجمع الطبي قاموا بابتدار حملة صحية منظمة بالمجمع، تتمثل في التعقيم وتوزيع الكمامات الطبية، كما طالبوا باستثناء المجمع، نسبة لوجود ثماني دفعات من الطلاب، إلا أن المديرة رفضت طلب طلاب المجمع بحجة المساواة مع الكليات الأخرى، بحسب ما أوردت أميمة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

المديرة قالت اغلاق الجامعة إلى حين اتباع الاحترازات الصحية اللازمة في حين انو نحن في كلية الطب اولريدي كنا بدينا حملة...

Posted by Omayma Abdalla on Saturday, January 9, 2021

وأوضح أحد طلاب جامعة الخرطوم، على حسابه على تويتر، أنه منذ شهر أيلول/سبتمبر من العام 2018 وحتى الآن لم يكمل بعد عامه الدراسي الأول.

وفي أثناء الحملة المطالبة بإقالة المديرة، تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة من خطاب استقالة لأحد الإداريين بالجامعة، مع رد مديرة الجامعة التي قبلت استقالة المسؤول الإداري في غضون 24 ساعة.

اقرأ/ي أيضًا: السودانيون يتفاعلون مع إزالة البلاد رسميًا من قائمة الإرهاب

وكان مدير إدارة التدريب ومساعدي التدريس بأمانة الشؤون العلمية، أحمد علي حسب الكريم صديق، قد تقدم باستقالته في السادس من الشهر الجاري، اعتراضًا على قرار لمديرة الجامعة بتعيين أحد مساعدي التدريس بالجامعة والذي وصفه بـ "التعيين الاستثنائي"، مشيرًا إلى أن عددًا من المتقدمين للوظيفة يحملون درجات أكاديمية أعلى، فضلًا على أنهم قاموا بالتقدم لشغل الوظيفة منذ قرابة العام، واصفًا قرار التعيين بأن فيه شيء من عدم العدالة، بحسب نص خطاب الاستقالة المتداول.

قالت المديرة ضمن خطابها بقبول الاستقالة، إنها لم تتخذ قرار التعيين في الوظيفة محل الجدل بناء على تقدير شخصي

وجاء رد المديرة، في السابع من هذا الشهر، بقبول الاستقالة، كما ذكرت مديرة الجامعة، ضمن خطابها بقبول الاستقالة، أنها لم تتخذ قرار التعيين في الوظيفة محل الجدل بناء على تقدير شخصي، مؤكدة أن مساعد التدريس الذي تم قبوله في الوظيفة هو ثاني مرشح، في ظل غياب المرشح الأول بسبب سفره خارج السودان، وأن اختياره تم بعد مشاورة لجنة مصغرة تضم نائب المديرة وأمين الشؤون العلمية، كما ذكرت المديرة في ختام خطابها، اطلع (الترا سودان) على صورة منه، أن المتقدم بالاستقالة يتصف بتواضع المقدرات الإدارية، مع انتقادات أخرى، وهو ما دفعها لقبول الاستقالة من دون تردد.

ومن ضمن الانتقادات الواسعة التي تم تبادلها الداعين لإقالة المديرة هو قيامها بدعم طباعة الكتاب المدرسي بمبلغ 2 مليون جنيه سوداني، إضافة إلى استضافة الجامعة لمؤتمر البناء الديمقراطي، في أيلول/سبتمبر العام الماضي، ما عدّه البعض غير مقبول في ظل المشاكل التي تعانيها الجامعة على مستوى البنى التحتية والمرافق.

المحصلة الأكاديمية في العام 2020 لي كطالب في جامعة الخرطوم هي : 1/ سبعة أسابيع دراسية من أصل 52 أسبوع في العام، يعني 45...

Posted by Ahmed Alradi on Sunday, January 10, 2021

حتى الآن، ليس من المؤكد طريقة تعاطي الجهات الرسمية مع مطالب إقالة المديرة، لكن من الواضح أنه، وحتى في حالة عودة الجامعة لناشطها الأكاديمي، واستمرار بروفيسور فدوى في الإدارة، ستعاني الجامعة من انقسام حاد في الآراء تجاه سياسات المديرة، خصوصًا أن عددًا من الأساتذة والعاملين في الجامعة أظهروا انتقادهم لسياسات المديرة، كالأستاذ بكلية الفلسفة ونائب عميد كلية الآداب سابقاً بالجامعة، عصمت محمود أحمد، الذي كتب على صفحته على موقع "فيسبوك" منتقدًا لسياسات الإدارة، كما شكك في سلامة إجراءات التوظيف في وظيفة مساعد التدريس التي تسببت في استقالة مدير إدارة التدريب ومساعدي التدريس بأمانة الشؤون العلمية.

اقرأ/ي أيضًا

قادة السودان ينعون زعيم حزب الأمة القومي

الحرب الإثيوبية تصل أسمرة وجبهة التغراي تكشف عن اتجاه لتدخل إماراتي