الهجوم على ولاية الجزيرة.. 15 منطقة في مرمى الدعم السريع
16 ديسمبر 2023
إلى وقت قريب كانت التوقعات تستبعد وصول قوات الدعم السريع إلى مدينة ودمدني، لكن منذ الخميس الماضي وعقب سيطرة هذه القوات على مدينة أبوقوتة ونشر ارتكازات ونهب أحد البنوك والمقرات الحكومية والسوق، وهذا يعني أن الحرب أخذت طابعًا جديدًا مع نهاية العام الحالي وانقضاء ثمانية أشهر من القتال بين الطرفين المتحاربين.
"في الفترة المسائية هدأت أصوات الاشتباك"، بحسب ما تقول سلمى التي تقيم في مدينة ودمدني، لـ"الترا سودان"، واصفة الساعات الماضية بـ"العصيبة". وقالت إن الآلاف غادروا إلى مدن سنار والقضارف خوفًا من وصول قوات الدعم السريع إلى المدينة والسيطرة عليها بالكامل، كما لعبت الشائعات دورًا في تعزيز المخاوف وسط المدنيين.
باحث لـ"الترا سودان": الدعوات الدولية والمحلية "لم تكن كافية" لمنع الدعم السريع من الهجوم على ود مدني التي تعد أكبر مدينة تضم نازحين تضرروا من الحرب
تضيف سلمى: "العديد من الأشخاص سافروا عن طريق التحرك سيرًا إلى خارج المدينة ومن ثم صعود الشاحنات؛ المهم بالنسبة إليهم كان الابتعاد عن المعارك العسكرية".
وهاجمت قوات الدعم السريع قرى تقع شرق مدينة ودمدني منذ صباح الجمعة بضراوة شديدة فيما استخدم الجيش سلاح الطيران والمدفعية وقام بإرسال تعزيزات برية لمنع تقدم هذه القوات.
وحسب شهود عيان تحدثوا لـ"الترا سودان" انحسرت الاشتباكات في الفترات المسائية مع توقعات باستئناف الاشتباكات في أي وقت في ظل إصرار قوات الدعم السريع على تنفيذ هجومها على مدينة ودمدني.
ولم يعلق الجيش على سير المعارك حتى الآن، لكن وسائل إعلام نقلت عن مصادر في الجيش أن القوات المسلحة لن تسمح بسقوط مدينة ودمدني تحت سيطرة الدعم السريع.
العيلفون.. هل كانت مقدمة؟
وقبل شهرين كانت قوات الدعم السريع سجلت تقدمًا نواحي مدينة العيلفون الواقعة شمال شرق ولاية الجزيرة في حدود العاصمة الخرطوم، ويقول محمد كمال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، إن تقدم الدعم السريع إلى العيلفون "شكل مقدمة للوصول إلى مدينة ودمدني، لكن لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك على يبدو، أو تقليل هذه المخاطر"، حد قوله.
ويرى كمال أن غالبية مناطق وقرى ولاية الجزيرة تحت مرمى نيران الدعم السريع التي تركز على عملية الاجتياح البري لتحقيق انتصارات معنوية عبر إعلان السيطرة، وذلك على الرغم من أن هذه السيطرة جاءت دون مقاومة عسكرية لأنها مناطق لا تضم حاميات عسكرية تتبع للجيش.
وفي تصعيد للمعارك العسكرية منذ الخميس الماضي، وصلت قوات من الدعم السريع إلى مناطق "ودراوة" و"العيدج" الواقعة شرق ولاية الجزيرة على بعد بضعة كيلومترات من منطقة العيلفون.
فصل الوسط عن الولايات
وتأتي عملية التصعيد العسكري في الحرب التي تدخل شهرها الثامن مخلفة (12) ألف قتيلًا من المدنيين، ونزوح (6.8) مليون شخص، وهدم لبعض الجسور، وتدمير أجزاء من أكبر مصفاة للنفط شمالي الخرطوم، وذلك عقب انهيار المفاوضات بين الطرفين في منبر جدة مطلع هذا الشهر.
ويرى محمد كمال أن قوات الدعم السريع هدفها من التوجه نحو ولاية الجزيرة لفصل ولايات شرق وشمال السودان عن وسط البلاد، والغرض من ذلك تدمير مركز القيادة السياسية التي تدير الحرب بين الوسط وشمال وشرق البلاد.

وأضاف: "على الرغم من ذلك خسرت الدعم السريع شعبيًا لأنها تسببت في معاناة ملايين الأشخاص في مدينة ودمدني الذين نزحوا من الخرطوم ومدن أخرى تشهد قتالًا منذ ثمانية أشهر".
وهناك نحو (15) منطقة رئيسية تقع على الشريط الشرقي لنهر النيل الأزرق يحاول الدعم السريع السيطرة عليها عبر طريق بري يربط بين الخرطوم ومدينة ودمدني، وهو الطريق الشرقي الذي يستخدم كمسار ثانٍ منذ سنوات.
مخاوف من توسع القتال
إضافة إلى ذلك فإن مدن رئيسية مثل الحصاحيصا والكاملين والمسعودية في ولاية الجزيرة الواقعة في الطريق الغربي، قد تتعرض للعزلة عن مدينة ودمدني حال استمرار المعارك العسكرية، واليوم قال شهود عيان إن السلطات الأمنية أغلقت جسرًا يربط بين مدينتي الحصاحيصا ورفاعة على ضفاف النيل الأزرق.
ويرى الباحث في مجال حقوق الإنسان أحمد عثمان، في حديث لـ"الترا سودان"، إن توسع رقعة الحرب إلى ولاية الجزيرة سيضع مصير خمسة ملايين شخص على المحك، وقد يضطر نصفهم إلى النزوح، ما يعني زيادة أعداد النازحين والضغط على مدن مثل القضارف وسنار وكسلا وبورتسودان التي تعاني من مشكلة نزوح ولجوء من دول الجوار.
نزح المتضررون من حرب الخرطوم والأبيض والفاشر ونيالا والجنينة إلى مدني منذ أشهر
ويعتقد عثمان أن الدعوات الدولية والمحلية لمنع الدعم السريع من توسيع نطاق الحرب إلى ولاية الجزيرة لم تكن كافية رغم التقارير التي استبقت هذه العملية منذ أيام.
وأضاف: "نزح المتضررون من حرب الخرطوم والأبيض والفاشر ونيالا والجنينة إلى مدني منذ أشهر، وملاحقتهم بتوسع المعارك العسكرية يعني تجاهل المعاناة الإنسانية ضمن الصراع نحو السلطة".
الكلمات المفتاحية

اجتماعات واشنطن.. هل تتفق على وقف حرب السودان؟
تعتزم الولايات المتحدة استضافة اجتماعات على مستوى وزراء خارجية "دول الرباعية" التي تضم واشنطن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، لمناقشة سبل وقف الحرب في السودان، نهاية هذا الشهر.

كر وفر في أم صميمة.. استعار الاشتباكات في شمال كردفان
في شمال كردفان، تدفع قرى صغيرة على الطرقات الرابطة بين مناطق الدعم السريع وسيطرة الجيش، ثمن انتقال المعارك من العاصمة الخرطوم وإقليم الوسط إلى غرب وجنوب السودان

تجدد الهجوم على مخيم اللاجئين السودانيين في أوغندا
تطورت أحداث العنف في مخيم كرياندنغو شمالي أوغندا بشكل متسارع، وكررت مجموعة تحمل الأسلحة البيضاء الهجوم على المخيم الذي يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين للمرة الثانية السبت 12 تموز/يوليو 2025.

طقس السودان.. أسبوع مطير في معظم أنحاء البلاد
توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، في نشرتها الأسبوعية، تفاوتًا في درجات الحرارة وتوزيع الأمطار خلال الفترة من 15 إلى 21 تموز/يوليو 2025

الأمم المتحدة تحذر: تصاعد القتال والأمطار الغزيرة يُفاقمان الأزمة الإنسانية في السودان
حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان نتيجة تصاعد العنف والنزوح المستمر، بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة

منظمة: الحرب دمّرت مركز المايستوما في السودان
قالت منظمة صحية إن الحرب دمّرت البنية التحتية لمركز علاج الأورام الفطرية "المايستوما" في السودان، والذي كان يقدّم خدمات حيوية لآلاف الأشخاص في البلاد والعالم بأسره.

غرفة طوارئ بري تصدر توضيحًا حول شحنة مساعدات غذائية توزع في المنطقة
أصدرت غرفة طوارئ منطقة بري، شرقي العاصمة السودانية الخرطوم، توضيحًا بشأن شحنة المساعدات الغذائية التي يجري توزيعها حاليًا في منطقة البراري، مؤكدة أن مسؤولية الشحنة تعود إلى منظمة نداء الوطنية، وليست من اختصاص مناديب الأحياء.