27-يونيو-2024
نزوح المدنيين من منطقة جبل موية غرب سنار

نزوح المدنيين من منطقة جبل موية (فيسبوك)

أعلن فريق المرصد السناري لحقوق الإنسان، أن الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في منطقة جبل موية غرب ولاية سنار، ونفذت تصفيات جسدية للمدنيين داخل المنازل. وأرسل المرصد الإنساني صوت استغاثة للمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة للعمل على إجلاء المدنيين العالقين في المنطقة.

أطلق المرصد نداء استغاثة لإجلاء المدنيين العالقين في جبل موية

وذكر المرصد السناري في تقرير نشره مساء الأربعاء، أن الأحداث بدأت في منطقة جبل موية غرب سنار صبيحة الإثنين الماضي 24 حزيران/يونيو الجاري باندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع.

وكانت الدعم السريع هاجمت بعض المواقع في منطقة جبل موية في 29 أيار/مايو 2024 وقتلت اثنين من المواطنين وهما عباس بلة الحسين وأبو القاسم محمد جبارة، فيما أصيب بالرصاص التوم سعيد وابنه سعيد التوم سعيد ذو الستة أعوام حسب المرصد السناري.

وقال تقرير المرصد السناري إن المعلومات التي تحصل عليها أكدت ارتفاع عدد حالات القتل وسط المدنيين العالقين تحت نيران المعارك العنيفة بين قوات الجيش والدعم السريع بمنطقة الجبل وما جاورها، ولفت التقرير إلى مقتل أكثر  (40) شخصاً  قتلوا رمياً بالرصاص بطريقة وحشية واستهداف مع سبق الإصرار. 

وأشار تقرير المرصد السناري إلى أن الدعم السريع اقتحمت منزل المواطن السيد الطاھر بمنطقة جبل موية، وتمت تصفيته  مع ابنه الطاهر السيد الطاهر أمام العائلة بدم بارد ونهب الجنود الممتلكات والمقتنيات.

المرصد السناري تحدث أيضاً عن انتشار الهلع وسط المدنيين خاصة النساء والأطفال منذ اليوم الأول لهجوم الدعم السريع على منطقة جبل موية، وهناك موجة نزوح إلى مناطق الدالي والمزموم وسنجة وشرقاً إلى سنار وغرباً إلى النيل الأبيض مع صعوبة التحرك عبر الطرق الرئيسية بسبب الاشتباكات المسلحة.

وقال المرصد السناري إن المدنيين العالقين في جبل موية يواجهون ظروف إنسانية سيئة جداً ومعقدة مع انعدام الغذاء ومياه الشرب، كما نزح المواطنون سيراً على الأقدام. وما يزال عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في جبل موية وقراها.

وأكد المرصد توثيق عشرات الإصابات بين المدنيين بالأعيرة النارية بسبب الاشتباكات المسلحة بين الجيش والدعم السريع وقصف الطيران الحربي. واستقبلت مستشفيات سنار عدداً من المصابين وفقد آخرون.

وأطلق المرصد السناري نداء استغاثة إلى البعثات الأممية والمنظمات الدولية لإجلاء العالقين من مناطق الاشتباكات بمنطقة جبل موية وما جاورها وفتح المسارات الآمنة، كما ناشد المرصد بفتح مراكز الإيواء للنازحين من المنطقة.

وأدان المرصد السناري لحقوق الإنسان المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وطالب بتحقيق مستقل في منطقة جبل موية ومناطق أخرى في سنار.

وحذر المرصد طرفي الصراع من استهداف المناطق المأهولة بالسكان سواء بالتدوين المدفعي أو الطيران الحربي ومراعاة القوانين والمواثيق الدولية والمحلية لحماية المدنيين.

وسيطرت الدعم السريع على منطقة جبل موية الواقعة على بعد (50) كيلومتراً غرب ولاية سنار الإثنين الماضي عقب اشتباكات دامية مع الجيش، حيث أعلن متحدث المقاومة الشعبية المساندة للقوات المسلحة عمار حسن عمار سقوط جبل موية على يد الدعم السريع.

وبفقدان الجيش لمنطقة جبل موية فإن مصير المشروع الزراعي أصبح أقرب إلى الفشل هذا الموسم مع بداية موسم الصيف، ما يعني تضرر أكثر من مائة ألف شخص من سكان المنطقة بشكل مباشر. ويؤثر نقص الغذاء المنتج من هذه المنطقة على ولايتي الجزيرة وسنار والنيل الأبيض والقضارف.

وأعلن الجيش عزمه على استعادة منطقة جبل موية، وما تزال المعارك مستمرة قرب هذه المنطقة حيث تتحصن الدعم السريع بالأحياء السكنية وفق شهادات ناجين من القرى الواقعة حول جبل موية غرب سنار.

وانتقلت مناطق من ولاية سنار إلى دائرة الحرب نهاية العام الماضي عندما سيطرت الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة وتوغلت جنوباً لحماية مدينة مدني عاصمة الولاية من هجمات الجيش الذي تراجع إلى سنار منذ ذلك الوقت.

ورغم إعلان الدعم السريع سيطرتها على المنطقة ونشر مقاطع فيديو على منصاتها في "إكس"، لكنها لم تتطرق إلى كيفية التعامل مع المدنيين العالقين وتخصيص ممرات آمنة للخروج.

وعادة ما تنشر الدعم السريع مقاطع  فيديو لجنود على متن سيارات الدفع الرباعي المزودة بالأسلحة الثقيلة وهم يهتفون ويرددون عبارة "الله أكبر"، ودرجوا على نشر مقاطع الفيديو والصور لأي منطقة تخضع لسيطرتهم.

ومع التقارير التي تحذر من وجود نوايا لدى الدعم السريع بالتهجير القسري لسكان الجزيرة وفق ما ذكرت وزارة الخارجية السودانية الشهر الماضي بالتزامن مع مجزرة منطقة التكينة، يعبر الناشطون الحقوقيون وأعضاء لجان المقاومة عن قلقهم من وقوع مجازر بحق المدنيين في منطقة جبل موية بواسطة الدعم السريع ودفع المواطنين إلى التهجير الجماعي وإخلاء البلدات والقرى من الحياة المدنية والإنتاج الزراعي.