تفاقمت أمس الاثنين أزمة النقد الأجنبي بالبلاد بشكل غير مسبوق، وقفز سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار في ظل تضارب التصريحات الرسمية وعدم توافر معلومات مؤكدة عن برامج الحكومة الإصلاحية المزمع تطبيقها ضمن موازنة العام 2020.
ارتفعت أسعار العملات الأجنبية في تداولات الأسواق الموازية للعملات، إلى معدلات غير مسبوقة، فيما تواصلت الحملات الأمنية على تجار العملة وسط العاصمة السودانية،
وارتفعت أسعار العملات الأجنبية في تداولات الأسواق الموازية للعملات، إلى معدلات غير مسبوقة، فيما تواصلت الحملات الأمنية على تجار العملة وسط العاصمة السودانية، وبحسب متعاملين بالأسواق الموازية بالخرطوم، فإن أسعار بيع الدولار تخطت حاجز الـ(100) جنيه، في ارتفاع هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد.
وقال تحالف قوى الحرية والتغيير الحاكم في السودان، إن السبب الرئيسي في الارتفاع غير المسبوق في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني الذي وصل إلى (100) جنيه، مرده لانتشار الشائعات، وأيادٍ خفية تابعة للنظام البائد في الأمر.
اقرأ/ي أيضًا: إعفاء مدير عام مصفاة الخرطوم للبترول والعاملون يهددون بإضراب شامل
وأوضح الناطق الرسمي بقوى الحرية والتغيير وجدي صالح لـ"الترا سودان"، أن الشائعات حول ارتفاع الدولار لعبت دورًا اساسيًا في زيادته غير المسبوقة خلال اليومين الماضيين، بجانب أيادٍ خفية منسوبة للنظام البائد "الدولة العميقة"، ونوه إلى أن الارتفاع الذي يشهده السوق الموازي غير حقيقي ومفتعل.
واعتبر صالح أن البطء في كثيرٍ من القرارات الحكومية المنتظرة بشأن مواجهة مضاربات السوق الموازي والتي توقع الشارع صدور قرارات قوية في مواجهاتها تسبب أيضًا في ارتفاع الدولار، واصفًا تحرك الجهاز التنفيذي نحو كبح جماحه بـ"الضعيف".
وتوقع الناطق الرسمي للحرية والتغيير انخفاضًا سريعًا لسعر الدولار لجهة أن الارتفاع مفتعل والسعر الحالي غير حقيقي، وأضاف، "قوى الحرية والتغيير متواصلة مع رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك لوضع المعالجات اللازمة"، وأن الربكة الحالية في الأسعار بالأسواق تعود لضعف المعلومة وانتشار الشائعات.
بالمقابل، قال تاجر عملة بالسوق الموازي فضل حجب اسمه، تحدث لـ"الترا سودان"، أن ارتفاع الدولار جاء بسبب زيادة عالية ومفاجئة في الطلب عليه، ترافقت مع شائعات عن زيادة الدولار الجمركي حوالي ضعفين وزيادة السعر الرسمي، وأضاف: "وجدنا خبرًا في صحيفة -الصيحة- بزيادة سعر الدولار الجمركي من (18) إلى (55) جنيهًا، بجانب رفع الحكومة سعر الدولار مقابل الجنيه بالأسواق الرسمية من (45) إلى (60) جنيهًا، وهذا ما أدى للزيادة في السوق الموازية".
اقرأ/ي أيضًا: النيابة ترفض إطلاق سراح حرم المخلوع بالضمانة
ونشرت صحيفة الصيحة المحلية صباح اليوم الاثنين، خبرًا تم تداوله على نطاقٍ واسع، منسوبًا إلى عضو لجنة الخبراء التابعة لتحالف قوى الحرية والتغيير "عادل خلف الله"، يفيد بموافقة قوى التغيير على مقترحات حكومية تقر تعديلات على سعر الصرف والدولار الجمركي تطبّق في آذار/مارس المقبل مع عقد المؤتمر الاقتصادي في ذات التوقيت المعلن، ونسبت الصحيفة إلى خلف الله قوله، إن اتفاقًا تم بين "قحت" ومجلس الوزراء على تعديل السعر الرسمي للجنيه مقابل الدولار من (45) إلى (60) جنيهًا، وتحريك سعر الدولار الجمركي من (18) إلى (55) جنيهًا اعتبارًا من آذار/مارس المقبل.
واعتبر التاجر بالسوق الموازي أن الربكة التي حدثت في السوق جاءت لها صلة بالشأن السياسي، والدعوة التي أطلقتها مجموعة محسوبة على النظام البائد ليوم 26 القادم تحت عنوان "معاش الناس". كاشفًا عن تراجعٍ طفيف في سعر صرف الدولار بعد أن تخطى حاجز الـ(100) جنيه ليعود إلى (99) جنيه، متوقعًا المزيد من الانخفاض في الأيام القادمة، وأضاف: "من الواضح أن الزيادة بسبب الشائعات".
وزير المالية: لا اتجاه لرفع سعر الدولار الجمركي، وأي خطوة تعديل في سعره تسبقها إجراءات رسمية مثل توفير السلع الضرورية
ونفى وزير المالية إبراهيم البدوي في تصريحات صحفية نهار الاثنين، أي اتجاه لرفع أو تعديل قيمة الدولار الجمركي، وقال أن الدولار سيظل كما هو، لافتًا إلى أهميته في تحديد أسعار الكثير من السلع الحيوية، لذلك فإن وزارة المالية ليست لديها أي خطط لتغيير أو تعديل سعره في الوقت الحالي.
وأعلن الوزير أن الخطة المقدمة في إطار الموازنة العامة لحكومة الفترة الانتقالية تضمنت شرطًا يقول بأن أي خطوة لتعديل سعر الدولار الجمركي لا بد أن تُسبق بإجراءات مصاحبة مثل توفير السلع الضرورية عبر جمعيات تعاونية أو استهلاكية وخدمية يتم تعميمها على كل السودان.
اقرأ/ي أيضًا
أوامر برفع حصانة مدير أمن وقائد بالدعم السريع على خلفية قضية "السوكي"
أميركا تؤكد دعمها للتحول الديمقراطي بالسودان وتطالب باستكمال هياكل الحكومة