دفع رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، برؤية جديدة لتجاوز الإشكالات في مؤسسات السلطة الانتقالية وقوى التغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، معتبرًا ما تم خلال ثمانية أشهر من عمر الحكومة أقرب للخذلان ويسبب الأسى.
الدقير: علينا أن لا نتوجس من استبدال المدنيين في مجلسي السيادة والوزراء، ويجب الإسراع في تشكيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة ومفوضية الخدمة المدنية لإيقاف التعيين العشوائي في الوظائف
ودعا الدقير في مؤتمرٍ صحفي اليوم الثلاثاء، إلى تغييرات في المكون المدني بمجلسي السيادة والوزراء، والدفع بعناصرٍ جديدةٍ دون التوجس من تغييرات تطال الأشخاص الذين لم يوفقوا في أداء مهامهم على حد قوله .
وأضاف "لا بد من الإسراع في تقييم مواطن الضعف في السلطة الانتقالية، وتغيير بعض العناصر من المكون المدني في السيادي ومجلس الوزراء".
اقرأ/ي أيضًا: نقابة المحامين تكشف عن تعرضها لانتحال صفتها وتستنجد بلجنة تفكيك التمكين
كما شدد الدقير على أهمية إقامة مؤتمر سريع لهيكلة قوى الحرية والتغيير لتمثل فيها جميع القوى السياسية والكتل المدنية بشكلٍ متساوٍ وأردف "نحن حريصون على قوى الحرية والتغيير، وتوحيدها لن يكتمل إلا بجبهة شعبية عريضة تطرح الملفات السياسية ورؤى واضحة تطرح فيها الملفات السياسية وربطها أيضًا مع الولايات".
وانتقد الدقير تباطؤ إكمال هياكل السلطة الانتقالية مثل المجلس التشريعي وتعيين حكام الولايات، لافتًا إلى عدم وجود أسباب منطقية لتأخير المفوضيات الخاصة بالخدمة المدنية ومكافحة الفساد والخدمة المدنية بدلًا من التعيين العشوائي في الوظائف على حد تعبيره.
وأشار الدقير إلى أن مجلس الوزراء لديه تحفظات على قائمة الولاة الأخيرة، ويمكن مراجعة القائمة وتفادي هذه الأزمة. محذرًا من استمرار النظام القديم في الولايات وعدم شعور سكانها بالتغيير.
ووصف الدقير عملية العدالة بالبطيئة واعترف بفشل تحويل قضية واحدة لرموز النظام من ملفات الفساد أو القتل او التخريب الاقتصادي إلى المحاكم خلال الفترة السابقة مطالبًا بملاحقة رموز النظام وتقديمهم إلى المحاكمة، سواء من هم في السجن أو الموجودين خارجه.
وتابع "في ملف العدالة كان بالإمكان أفضل مما كان، وفشلنا في تقديم قضية واحدة إلى المحاكم، ونحن نعتبر مفوضية العدالة الانتقالية واحدةً من آليات الانتقال وإبراء الجراح وفاءً للشهداء".
كما انتقد الدقير عدم صدور نتائج تحقيق مجزرة القيادة العامة، وأعرب عن أمله في اكتمال النتائج، سيما وأن الشهود أحياء وهناك كاميرات وثقت الأحداث، والأهم تحقيق الأهداف التي ماتوا من أجلها.
وطالب الدقير بعدم تكرار الإجراءات المتعلقة بعملية السلام ما بعد الثورات التي خاضها السودانيون في الحقب الماضية، ودعا إلى تعريفٍ شاملٍ وعادلٍ لقضايا الحرب ومعالجة جذورها، معلنًا عن تجهيز حزبه ورقة تفصيلية بشأن السلام. وتعهد بتسليم الرؤية إلى جميع الأطراف في السلطة الانتقالية و قوى التغيير ولجان المقاومة والحركات المسلحة والقوى المدنية في أقرب وقتٍ ممكن.
كما نصح الدقير بعدم النظر إلى الأزمة الاقتصادية بمعزل عن الأزمة السياسية، مشددًا على أهمية تحويل الاقتصاد إلى اقتصادٍ يعالج أوضاع الفقراء بدلًا من الاقتصاد الريعي والطفيلي الذي أسسه النظام البائد وتابع "الحل في هيكلة الاقتصاد من جديد ولدينا رؤية اقتصادية في الورقة على المدى المتوسط و القصير والبعيد".
وفيما يتعلق بالقطاع الأمني، رهن الدقير الإصلاحات الأمنية بإعمال رئاسة مجلس الوزراء لصلاحياته في جهاز الشرطة، موضحًا أن هنالك إجراءات جيدة في هذا الصدد، لكنها تحتاج الى التسريع.
اقرأ/ي أيضًا: "الجيوش" أكبر تحديّات الفترة الانتقالية.. كيف يمكن التعامل معها؟
وشدد الدقير على ضرورة تشكيل جيش وطني وموحد من القوى المسلحة، واختفاء ثنائية قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، وصياغة استراتيجية الأمن القومي من خبراء مدنيين وعسكريين.
وأعلن الدقير أن حزب المؤتمر السوداني يعتقد أن الشركات الاقتصادية الخاضعة للمنظومة العسكرية يجب أن تؤول الى ولاية المال العام، وتحت سلطة الجهاز التنفيذي، لأن هذه المسألة مهمةٌ جدًا.
الدقير: ندعم طلب رئيس مجلس الوزراء لإرسال بعثة سياسية من الأمم المتحدة إلى السودان للعمل في ثمانية مجالاتٍ لن نسمح بتجاوزها
وأكد الدقير دعم حزبه لطلب رئيس مجلس الوزراء بإرسال بعثة سياسية من الأمم المتحدة إلى السودان للعمل في ثمانية مجالاتٍ لن نسمح بتجاوزها، كما دعا الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات عن السودان، منتقدًا استمرار العقوبات على الشعب السوداني الذي لم يكن طرفًا في عمليات الإرهاب التي ارتكبها النظام السابق.
وفي محور سد النهضة، أكد الدقير ضرورة إخضاع الملف إلى قاعدة كبيرة من المشاورات بين الخبراء الفنيين والسياسيين تفاديًا للانقسام الذي يحدث حاليًا، وكفالة التفاوض بين الدول الثلاثة.
اقرأ/ي أيضًا:
لجنة الأطباء تدعو المجلس الطبي لمعاقبة مروجي اكتشاف علاج كورونا
في رسالة العيد.. سلفا كير يدعو إلى التسامح والعمل المشترك لمصلحة البلاد